بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

التحدث بلغات متعددة يبطئ من شيخوخة الدماغ

بوابة الوفد الإلكترونية

أظهرت دراسة حديثة تأثير عوامل نمط الحياة، مثل التعدد اللغوي، على تباطؤ عملية شيخوخة الدماغ، وخلصت النتائج إلى أن الأشخاص الذين يجيدون أكثر من لغة يعانون من شيخوخة بيولوجية أبطأ مقارنة بأولئك الذين يجيدون لغة واحدة فقط كما تبين أن التأثير الوقائي يتعزز مع زيادة عدد اللغات التي يتمكن الفرد من التحدث بها، مما يساهم في تعزيز المرونة الإدراكية وتأخير مظاهر التدهور المرتبطة بالتقدم في العمر.

يا للعجب! دراسة تفيد بأن التحدث بأكثر من لغة قد يساعد على إبطاء الشيخوخة |  يورونيوز

شملت الدراسة تحليل العمر البيولوجي لأكثر من 86,000 شخص من البالغين الأصحاء، الذين تتراوح أعمارهم بين 51 و90 عامًا من 27 دولة أوروبية. هدف الباحثون إلى تسليط الضوء على كيفية تأثير المهارات اللغوية على وتيرة الشيخوخة. ولتحقيق ذلك، استخدموا نموذجًا حسابيًا يعرف بـ"الفجوة العمرية السلوكية الحيوية"، حيث تم تقييم ما إذا كان العمر البيولوجي للفرد يتماشى مع عمره الزمني أو يختلف عنه، مستندين إلى مجموعة واسعة من المتغيرات الصحية وعوامل نمط الحياة.

وقد خلُصت النتائج إلى أن الأشخاص الذين يتحدثون لغة واحدة فقط يكونون أكثر عرضة لتسارع الشيخوخة البيولوجية بمعدل الضعف مقارنة بمتعددي اللغات. ووجد أن كل لغة إضافية يتمكن الشخص من التحدث بها تعزز التأثير الوقائي ضد الشيخوخة السريعة.

البيانات المقدمة أوضحت أنه حتى إذا لم يتم استخدام جميع اللغات المكتسبة بشكل يومي، فإن أدمغة متعددي اللغات تظل نشطة، مما يدعم الوظائف الإدراكية مثل الانتباه والذاكرة والتحكم التنفيذي. هذا النشاط العقلي المتواصل يؤدي إلى بناء "احتياطي معرفي"، وهو عامل يساعد على تأخير ظهور التغيرات الدماغية المرتبطة بالتقدم في العمر.

ومن خلال مراقبة مجموعة واسعة من العوامل الأخرى كالتعليم، الصحة البدنية، الوضع الاجتماعي والاقتصادي، والتعرضات البيئية، حرص الباحثون على عزل تأثير التعدد اللغوي عن باقي المؤثرات. ورغم هذه الضوابط، بقيت النتائج تشير بوضوح إلى الدور الفريد لإدارة لغات متعددة في حماية الدماغ ودعم صحته.

بحسب الدكتور أوغستين إيبانيز، الذي قاد الدراسة، فإن استخدام عدة لغات بشكل نشط يمثل تمرينًا مستمرًا لمناطق الدماغ المرتبطة بالوظائف التنفيذية والذاكرة، مما يساهم في تعزيز المرونة الذهنية على مدى الحياة. كما أكدت زميلته الدكتورة لوسيا أموروسو أن أثر الوقاية يتناسب طرديًا مع عدد اللغات التي يجيدها الشخص، مشيرة إلى أن زيادة عدد اللغات تقوي الحماية ضد مظاهر الشيخوخة المتسارعة.

يدعو الخبراء إلى النظر إلى التعدد اللغوي ليس كمهارة تواصلية فحسب، بل كعامل رئيسي في الحفاظ على صحة الدماغ وكجزء من الاستراتيجيات المعتمدة لتحسين الشيخوخة. ويرى الباحثون أن تعزيز برامج تعلم اللغات، وخاصة تلك التي تدعم حياة متعددة الثقافات واللغات، يمكن أن يُشكل أداة صحية عامة منخفضة التكلفة وسهلة التعميم.

تؤكد هذه الدراسة أن متعددي اللغات يتمتعون بوظائف إدراكية أفضل وصحة دماغية قوية عند تقدمهم في العمر، مما يعزز إدراك أهمية اللغات في تحسين نوعية الحياة والحد من تداعيات الشيخوخة.