الأزهر يُدين جريمة إحراق مسجد بالضفة الغربية.. ويطالب بتحرك دولي عاجل
في تصعيد خطير ينذر بتداعيات بالغة على أوضاع الفلسطينيين ومقدساتهم الدينية، أدان الأزهر الشريف بأشد العبارات الجريمة الإرهابية الشنيعة التي ارتكبتها عصابات المستوطنين الصهاينة بإحراق مسجد الحجة حميدة في الضفة الغربية، مؤكدًا أن هذا الاعتداء ليس واقعة معزولة، بل حلقة جديدة في سلسلة طويلة من الجرائم المنظمة التي تستهدف الهوية الدينية والثقافية للشعب الفلسطيني.
اعتداء يستهدف قدسية العبادة ويضرب القيم الإنسانية
وأوضح الأزهر في بيانه أن إقدام جماعات التطرف اليهودي على إحراق بيت من بيوت الله يُعد انتهاكًا فجًّا لكل القيم الدينية والإنسانية، إذ إن المساجد ليست مجرد مبانٍ، بل رموز للسلام والوحدة الروحية، والاعتداء عليها يمسّ مشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مسلم حول العالم.
وأضاف أن هذا السلوك الوحشي يعكس عقلية معادية لكل ما هو إسلامي، ويمثل تعديًا سافرًا على حرية العبادة، وخرقًا واضحًا للأعراف الدولية والمعاهدات التي تكفل حماية الأماكن المقدسة.
سياسة ممنهجة لتهويد الأرض وتغيير معالمها
وشدد الأزهر على أن إحراق المساجد والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية يأتي ضمن مخطط قديم ومتجدد يهدف إلى تهويد فلسطين بالكامل، وتغيير طابعها التاريخي والديني، وطمس هويتها العربية. كما أشار إلى أن استمرار هذه الاعتداءات تحت حماية قوات الاحتلال يعزز ثقافة الإفلات من العقاب، ويشجع المستوطنين على مواصلة الجرائم نفسها دون خوف من المحاسبة.
تحذيرات من تفاقم العنف ودعوة لتحرك دولي فوري
وحذّر الأزهر من خطورة استمرار مثل هذه الأفعال الإرهابية التي تستهدف فرض سياسة الأمر الواقع بالقوة، وتنذر بتفجر الأوضاع وزيادة التوتر في المنطقة.
وأكد أن تقاعس المجتمع الدولي عن ردع المعتدين هو ما سمح بمثل هذه الجرائم، داعيًا الأمم المتحدة، ومنظمات حقوق الإنسان، والهيئات القانونية الدولية، إلى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية.
وطالب الأزهر باتخاذ خطوات دولية عاجلة وحاسمة لوقف الاعتداءات على الفلسطينيين وعلى دور عبادتهم، ومحاسبة مرتكبي تلك الجرائم المحمية بقوة الاحتلال، وإنهاء حالة الصمت والتجاهل التي باتت تشكل غطاءً لاستمرار الإرهاب الممنهج ضد الشعب الفلسطيني.
واختتم الأزهر الشريف موقفه بالتأكيد على تضامنه الكامل مع الشعب الفلسطيني وحقّه في حماية أرضه ومقدساته، مشددًا على أن العالم كله مطالب بالوقوف في وجه هذه الممارسات التي تهدد السلم والاستقرار، وتمثل انتهاكًا صارخًا لكل ما أقرته الشرائع السماوية والقوانين الإنسانية.