دماء تنزف.. على ذهب السودان
إن ما يشهده السودان الآن، من إضرام الفتن، ومجازر دموية وحشية، تقوم بها عصابة ميليشيا الدعم السريع، ضد المواطنين الأبرياء، ويستند إلى قوتها البربرية، طاغية التتار والنازيين الجدد «حميدتى»، التى تتكون ميليشاته من عناصر مرتزقة من شتى البلدان، لأجل تحقيق التطلع الغربى إلى السيطرة على السودان وتقسيمه، ثم تحويله إلى دويلات صغيرة، لنهب خزائن أرضه المليئة بنفائس المعادن وخصوصًا الذهب، ولم تكن أول مؤامرة لتقسيم هذا البلد العربى الشقيق وتقطيع أوصاله، بل كان انفصال جنوبه عن شماله تعتبر أول بذرة شيطانية زرعها الغرب، فى قيام دولة لها حكم ذاتى فى الجنوب، وكان ذلك فى عهد الرئيس المخلوع عمر البشير، وسرعان ما تهيأت الظروف أمام دول التآمر، للعمل على مد عصابة المجرم «حميدتى» بالسلاح والمال، لتقوية ميليشاته وازدياد نفوذه، لتزداد لهيب شرارة الحرب، واحتلال المدن واستنزاف دماء الأبرياء، واغتصاب النساء كل هذه الصراعات الدموية، والقبح فى التصرفات الأخلاقية، والمجتمع الدولى ومنظماته الأممية، فى حالة صمتًا تام، دون توقف لغاوية هذا الإجرام التى انتهكت فيه أرواح الأبرياء، أو حتى إخمادًا للنيران، بل يريدونها أن تمدد مشتعلة لحرق السودان، دون مناصرة لشعب أو دَعْم لجيش أو مساندة لحكومة، أو القبض على مجرم الحرب «حميدتى» وعصابته المرتزقة، وتقديمهما للمحكمة الجنائية الدولية، على ما اقترفوه من جرائم فى حق الإنسانية، الذين لجَّ بهم طغيانهم فى اجتياحهم «للفاشر»، وارتكبوا فيها أفظع الجرائم وأوحش المجازر، التى هلكوا فيها الآلاف من مواطنى السودان، وهذه المأساة روع منها العالم وانتفض على أرواح الأبرياء.
فبعد أن كان سودانًا مستقرًا، الغنى بموارده المادية الطبيعية، وخصوبة أراضيه الشاسعة الواسعة، التى امتازت بجودتها الزراعية، حيث إنها تمتد على جانبى الأنهار، وهذه الثروة من الخيرات تجعل منه سله غذاء العالم، إلا أن المخطط الدولى قد لعب دورًا خطيرًا فى ضياع وحدة السودان، بتغذيته للصراعات العرقية الدينية الإثنية، ودعمه للتمرد فى الجنوب، حتى كان من أهم العوامل التى مهددت للانفصال كما أوضحنا، ثم بقيت البلاد فى عهد الترابى والبشير، أَرَضَا لإيواء التنظيمات الإرهابية المسلحة، والأصولية الدينية المتشددة،خصوصًا جماعة الإخوان المسلمين، فانهارت الآمال فى وجود سودان آمن مستقر موحد، بعد أن أصبح محورًا للصراعات الدموية، ومصيره رهن لعصابة التمرد المسلح، التى أصبحت طوع أمر دول خارجية، لنهب خيراته وثرواته، وتهديدًا لأمن مصر القومى من ناحية الجنوب، إلا أن مصر تأبى أن تقع السودان فى هاوية هذا المخطط الشيطانى المنادى بتقسيمه، لأنها من أشد الدول تمسكًا بوحدته، والداعمة بقوة فى الحفاظ على سيادته، ولن تقبل العبث فى حدودها الجنوبية، لأن مسألة الوضع فى السودان خطيرة، ولاسيما أنها تهدد وجودية مصير وطن وشعب، وتشكيل حدوده السياسية وجغرافيته الاقتصادية من جديد، ما يؤدى إلى العبث فى مجرى مياه النيل، ذلك الخطر الذى يهددنا جميعًا، ومصر لن تقبل بيه مهما يكون.