بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

قلم رصاص

دفتر أحوال وطن ٢٤٩ الى ٣٤٩

إعلام الدولة القوية والحرية المسئولة وأكاذيب مزيكا

"إلا قولي ياض يا مزيكا.. تعرف ايه عن السياسة ؟.. مزيكا وهو يضع قدماً على قدم: أنا الشعب! سي حنفى يضع مزيكا أمام اختبار حقيقى ويسأله: تعرف ايه يا مزيكا عن سياسة الوفاق؟ فيرد مزيكا بكل ثقة: الوفاق يعنى يا بخت من وفق راسين فى الحلال!"
للأسف أصبح المشهد العبقري لسي حنفى «جورج سيدهم» والواد مزيكا «نجاح الموجى» في مسرحية «المتزوجون»، هو واقع حالنا على صفحات التواصل الإجتماعي،وغيرها من المنصات الإعلامية والمواقع الإلكترونية المسئولة،و إعلامنا الذي لايزال بتخبط رغم تشكيل اللجان المنبثقة وغير المنبثقة، والذي لا يستطيع التفرقة بين الحرية المسئولة التى تحمى الوطن وأمنه القومى، دون المساس بثوابت حرية الرأى والتعبير، وبين حرية هدفها نشر الفوضى، والفتي، وتلطيخ وجه وطن مازال يحاربه طوب الأرض لأجل النيل من استقراره،هذا ما رصدته خلال أسبوع واحد لإعلام يهتم بجنازة والد فنان، وطلاق بين فنانين، وإشاعة وفاة فنان، وآخرها شائعة مقتل مهندس في خلاف مع صديقه، سرعان ما خرجت أبواق وللأسف منهم صحفيون، بالنشر على صفحاتهم، والمواقع "استشهاد مهندس طاقة نووية أطلقوا عليه ١٣ رصاصة بجوار موقف الإسكندرية" وحولوا الحادث العادي الى جريمة اغتيال إرهابية، وتناقلت الكتائب الإشاعة والفتي، ولولا يقظة أجهزة الأمن العام بوزارة الداخلية التى كشفت الحادث خلال ساعات، وأنه حادث خلاف عادي بين مهندس يعمل مندوب مبيعات وصديق له، لتحولت الأبواق ويساعدها إعلام ومواقع لا يعرفون الألف من"كوز الدرة" عن الحرية المسئولة التى تتطلب التريث والتأكد، قبل نشر أي شىء يسيء للوطن، ولكنها تنقلب إلى جريمة مخططة يستغلها أعداء الوطن للنيل من استقرار الوطن، ولا يعرف من يتداولها على صفحاته، أن مثل هذه الأخبار المفبركة ممكن أن تهبط بسببها البورصة، أو أي اقتصاد دولة، أو العبث باستقرارها، وبرافو وزارة الداخلية في تحركها السريع كعادتها في كشف الجريمة وكشف زيف تلك الأخبار الملفقة، وتحقيق الأمن والاستقرار الذي أشاد به الرئيس ترامب رئيس أكبر دولة بالعالم في مؤتمر شرم الشيخ.

يا سادة: هناك فرق بين حرية مسئولة تضع الوطن وجيشه وأمنه القومي رقم واحد، وبين حرية غير منضبطة يجب مواجهتها، بكل طرق المواجهة، وكتائب تنفذ أجندات خارجية ومصالح ذاتية، من أجل محاولة إسقاط وطن يتم بناؤه من جديد.
إذن ما هو الحل؟ إعلام حكومى ما زال يعقد اللجان ولا يقوم بإصدار تشريعات وقرارات نافذة، لوقف هذا الهزل، إعلام مازال ينتظر التعليمات بالساعات للخروج إلى المشاهدين عند حدوث أزمة أو كارثة حريق، ووسائل إعلام من صحف وميديا تأخذ ما يبثه الواد مزيكا ورفاقه على مواقع التواصل لنشره على أنه وقائع بدون مصادر، ومواقع مجهولة تبثها كتائب من أجل بث إشاعات وأقوال على ألسنة مسئولين أو فنانين، أو شخصيات حكومية بارزة، لإحداث فوضى بوقائع غير حقيقية، تتناولها الأغلبية في مواقع التواصل على أنها حقائق، وفضائيات مملوكة لرجال أعمال تتعمد تنفيذ عفوية مصطنعة لمصطلح الدب الذى يلهو فيقتل صاحبه! وطبعاً وكالعادة عند كل أزمة لا تجد مستشاراً إعلامياً من المعينين فى  وزارات الحكومة والهيئات يقوم بعقد مؤتمر أو إصدار بيان عاجل بحقائق وشفافية، لإخماد أى محاولات لبث الفتن والوقائع المكذوبة على مواقع التواصل، ولو تحركوا كما يقبضون رواتبهم، لعرفوا كيف يديرون أزمة، وكيف يقفون لمواجهة أكاذيب الإعلام الموجه الذي أصبح يستهدف كل فئات المجتمع رجالاً، ونساءً، وشباباً!

إن الحل الحقيقي كما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي يكمن في بناء إعلام قوى، لتشكيل الوعي القومي، والتفكير خارج الصندوق لوضع قرارات فورية لمواجهة تلك الدعاية، والكذب، والفتي، والاستعانة بأصحاب رؤى نافذة بعيداً عن المجاملات، لصناعة إعلام قوي، يكون فيه لجنة لصناعة ومراجعة المحتوى، إعلام قوي ليس في تليفزيون الدولة فقط، ولكن داخل  جميع وسائل الإعلام التى تبث داخل مصر، إعلام داخل كل وزارة ومؤسسة يكون هدفه الشفافية وإبراز الحقائق، دون المساس بمقومات الأمن القومي للدولة، إعلام يكون هدفه البناء، وليس الهدم، إعلام يستفيد بخبرات شابة من الحاصلين على الدكتوراة في الإعلام وتخصصاته، إعلام يقوده وزير إعلام يكون مسئولاً عن صورة مصر وكيان مصر، وإن تم تغيير الدستور بسبب ذلك، إعلام يواجه تصريحات الفتي وتلفيق الأخبار، إعلام له خطاب يليق بمصر وحضارة مصر، يخرج للجمهور بوجوه راقية وما أكثرهم في ماسبيرو بدلاً من الوجوه الحمضانة التى لا تهتم سوى بدفتر شيكات أصحاب القنوات!

يا سادة.. إنهم يريدون الشخبطة، مجرد الشخبطة على مكتسبات وطن يُبنى من جديد، ولكن هيهات، فالشعب الذي حافظ على هذا الوطن، ووقف بجوار قواته المسلحة، لن يستطيع أياً من كان أن ينال منه، أو أن يبث الفتن والمؤامرات لينال من استقراره، وأخيراً أتمنى أن يتم بصورة عاجلة الانتهاء من اللجان واجتماعاتها، وبناء الإعلام القوى الذي يكون هو البداية الحقيقية لما نحلم به فى بناء مصرنا القوية.