يوسف زيدان: الأدب الحقيقي يجب أن يتضمن بُعدًا فلسفيًا.. وأحفز القارئ على البحث
كشف الكاتب والروائي الدكتور يوسف زيدان، عن طقوسه في الكتابة وعن سر كثافة الإشارات المعرفية في أعماله، التي يصفها قراؤه بأنها تتطلب وجود محركات البحث (جوجل وشات جي بي تي) بجوار الكتاب، وذلك في سياق حديثه عن روايته الجديدة التي انتهى منها مؤخرًا، بعنوان "المنفرد ونساؤه الساحرات"، وعن لقاءاته مع لجنة القراءة الخاصة به.
وأشار “زيدان”، خلال لقائه مع الإعلامي عمرو حافظ، ببرنامج “كل الكلام”، المذاع على قناة “الشمس”، إلى أنه لا يرى العمل الأدبي مجرد حدوتة بسيطة، بل يجب أن يتضمن بُعدًا فلسفيًا، مؤكدًا أنه حريص على أن تكون كتابته مكثفة ومليئة بالإشارات التي تُحفز القارئ على البحث.
ورد الدكتور يوسف زيدان على أحد منتقديه الذي قال: "أنا ما بحبش يوسف زيدان لأنه في رواياته بيعكس أفكاره"، بتساؤل ساخر: "طب أنا هعكس أفكار مين؟!"، مؤكدًا أن الكاتب يُعبر بالضرورة عن رؤيته.
وكشف عن تقليد يتبعه بعد الانتهاء من كتابة أي رواية، وهو اختيار عدد من القراء بفئات مختلفة لقراءة العمل وإبداء ملاحظاتهم، وفي تجربته الأخيرة مع رواية "المنفرد ونساؤه الساحرات"، كانت المفارقة صادمة، وروى محادثته مع إحدى القارئات، التي درست اللغة الألمانية، والتي ضحكت حين سألها عن ملاحظاتها، وأوضحت القارئة أنها توقفت عند العبارة الافتتاحية المقتبسة من كتاب "هكذا تكلم زرادشت لنيتشه: "حاذروا ظلم المنفرد، وإذا أنتم حقرتموه فاجهزوا عليه بقتله".
ولفت إلى أن القارئة كشفت عن أنها لم تكتفِ بالترجمة العربية، بل بحثت عن الأصل الألماني للعبارة لتقارن بين النصوص، مشيرة إلى أن النص الأصلي يسبقه وصف للمنفرد بأنه "بير لو رميت فيه حجر مش هتعرف تجيبه تاني"، ما يعني "لو سبته نص نص هيرجع يرتد عليك"، معقبًا مازحًا: “خلصنا المكالمة في العبارة وقلت لها والرواية بقى فين؟، قعدت تضحك وقالت: معلش، اديني فرصة كمان، لأنه هي وقفت عند الكلمة الأولى”.