بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

عاصفة النار تشتعل فوق أوكرانيا

بوابة الوفد الإلكترونية

روسيا تُمطر كييف بالصواريخ والمُسيّرات.. وقتلى وجرحى فى حرائق واسعة

 

شنّت روسيا هجوما مكثفا غير مسبوق على العاصمة الأوكرانية كييف، مما أشعل حرائق فى أحياء عدة، وتناثر معه الركام فى الشوارع، بينما هرعت فرق الطوارئ للتعامل مع عشرات البلاغات عن دمار وإصابات. وقال عمدة المدينة فيتالى كليتشكو إن الهجمات تسببت فى إصابة أحد عشر شخصا على الأقل نقل خمسة منهم إلى المستشفى، بينهم رجل فى حالة حرجة وامرأة حامل، وذلك بعد سلسلة من الانفجارات العنيفة التى هزت العاصمة وتزامنت مع تفعيل منظومات الدفاع الجوى.
واكد مسؤولون أن حالة التأهب الجوى مستمرة وحثوا السكان على البقاء داخل الملاجئ محذرين من احتمال انقطاع الكهرباء والمياه فى عدد من المناطق. وتداول سكان كييف صورا التقطت لمواقع عدة اشتعلت فيها النيران فيما بدا عدد كبير من الاهالى واقفا فى الشوارع المليئة بالركام خارج المبانى السكنية المتضررة.
وكتب تيمور تكاتشينكو رئيس الإدارة العسكرية فى كييف على تطبيق «تيليجرام» أن الروس يقصفون المبانى السكنية مباشرة، مؤكدا أن هناك عددا كبيرا من الأبنية متعددة الطوابق المتضررة فى كل حى تقريبا، ومشيرا إلى نشر طائرات بدون طيار وصواريخ على نطاق واسع وإرسال طواقم الطوارئ إلى مواقع عديدة للتعامل مع الحرائق والانفجارات.
وقال «كليتشكو» إن نظام التدفئة فى كييف تضرر أيضا وانقطاعا للخدمة سجل فى إحدى المناطق محذرا من احتمال حدوث انقطاعات فى إمدادات الكهرباء والمياه. وفى منطقة دارنيتسكى سقطت شظايا فى فناء مبنى سكنى وعلى أرض منشأة تعليمية بينما اشتعلت سيارة بفعل شظايا سقطت عليها. وفى منطقة دنيبروفسكى تسبب الحطام باضرار لثلاثة مبانٍ سكنية ومنزل خاص وأشعل حريقا فى منطقة مفتوحة. وفى منطقة بوديلسكى تضررت خمسة مبانٍ سكنية ومبنى غير سكنى فيما اندلعت حرائق أخرى فى أجزاء مختلفة من المدينة بفعل الحطام المتساقط.
وفى محيط العاصمة، قال رئيس منطقة كييف ميكولا كلاشينك إن الغارات الروسية أحدثت أضرارا فى بنى تحتية حيوية ومنازل خاصة وأدت إلى إصابة مدنى واحد على الأقل، موضحا أن رجلا يبلغ خمسة وخمسين عاما فى بيلا تسيركفا تعرض لحروق حرارية ونقل إلى المستشفى كما اندلعت حرائق فى عدة منازل خاصة فى ضواحى كييف.
وجاءت هذه الهجمات بينما حذر مسؤولون فى الاتحاد الأوروبى هذا الأسبوع من ضرورة أن تواصل أوكرانيا جهودها لمكافحة الفساد عقب فضيحة كبرى وضعت مسؤولين كبارا فى قطاع الطاقة النووية تحت المجهر لكنهم فى الوقت نفسه قدموا تطمينات باستمرار تدفق المساعدات لتمكين كييف من التصدى للغزو الروسى.
وبالتوازى مع ما يحدث فى شوارع العاصمة الأوكرانية، كانت كييف تتعرض أيضا لهجوم هو الأوسع منذ اندلاع الحرب وفق مسئولين أوكرانيين حيث شنت القوات الروسية ضربات ضخمة بطائرات مسيرة وصواريخ بلغت أربعمائة وثلاثين مسيرة وثمانية عشر صاروخا استهدفت منشآت للطاقة ومبان سكنية وبنى تحتية. وأكد الرئيس فولوديمير زيلينسكى أن بلاده ردت بضربات بعيدة المدى ودعا الحلفاء إلى تشديد العقوبات على موسكو لوقف استهداف المدنيين، مشيرا إلى تسجيل عشرات الجرحى بينهم اطفال وامرأة حامل إضافة إلى مقتل أربعة أشخاص.
وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن معظم المسيرات والصواريخ أسقطت لكنها اوضحت ان الحطام تسبب باضرار واسعة فى مبان شاهقة ومدرسة ومنشأة طبية ومبان إدارية داخل تسع مناطق من مدينة يعيش فيها نحو ثلاثة ملايين نسمة. وانتشرت صور لاعمدة لهب تتصاعد من عدة مواقع فيما وقف السكان خارج المبانى المدمرة التى غطاها الركام.
واوضح «كليتشكو» ان تسعة وعشرين شخصا أصيبوا فى ارجاء المدينة بينهم طفلان وامرأة حامل من بين ٩ أشخاص نقلوا إلى المستشفى. وأشار إلى أن انقطاعا كهربائيا سجل فى منطقة واحدة قبل معالجة الانقطاعات الطارئة. وذكرت وزارة الطاقة أن انقطاعات جزئية للتيار الكهربائى جرت فى منطقة كييف المركزية ومنطقة أوديسا الجنوبية ومنطقة دونيتسك شرقا.
وقال حاكم منطقة كييف إن ٦ أشخاص بينهم طفل فى السابعة أصيبوا فى ضربات خارج العاصمة وأشعلت الهجمات عدة حرائق. وجدد زيلينسكى دعوته لفرض عقوبات أشد، موضحا أن أوكرانيا ترد بقوة بعيدة المدى وأن العالم يجب أن يوقف استهداف الحياة المدنية عبر العقوبات.
وكانت أوكرانيا قد كثفت هجماتها داخل الأراضى الروسية فى الأشهر الماضية مستخدمة الطائرات المسيرة لاستهداف مصافى النفط والمستودعات وخطوط الأنابيب بهدف شل أهم مصدر لتمويل موسكو لحربها فى أوكرانيا فى مؤشر على سباق متبادل لتوسيع نطاق الاستهداف وتعميق الضغط الاقتصادى والعسكرى بين الطرفين.