مصر تنافس فى "القاهرة السينمائى" بفيلم عن القضية الفلسطينية
«ضايل عنا عرض».. شهادة بصرية على تمسّك الفلسطينى بحقوق أرضه
المنتج: أى جائزة يحققها الفيلم تُوجه لبناء سيرك غزة الحر
مى سعد: الفيلم يحمل قضية إنسانية من داخل حرب غزة
أحمد الدنف: تصوير الفيلم كان تحت القصف.. والشعب الفلسطينى يحب الحياة
تؤكد مصر دائما وأبدا أنها تقف جنبا إلى جنب القضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى، على كافة الاصعدة، وهو ما تؤكده اليوم فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، حيث اختارت السينما المصرية ان تكون صوت كل فلسطينى من خلال فيلم «ضايل عنا عرض» وهو الفيلم المصرى الذى يمثل مصر فى المسابقة الرسمية ضمن فعاليات الدورة الـ46 للمهرجان.
تظل حكايات معاناة الشعب الفلسطينى محفورة على حجارة البيوت، تسجل داخل سطور الأفلام الوثائقية قصص واقعية من المعاناة وممرات المخيمات الضيقة ترصد روايات مختلفة لأسر قاومت الموت وتمسكت بحق الأرض ومنع التهجير، ووسط هذه القصص يظهر الفيلم المصرى الفلسطينى «ضايل عنا عرض» الذى ينقل حجم معاناة الشعب الفلسطينى بكل إنسانية.
فيلم «ضايل عنا عرض» ليس مجرد فيلم، بل نافذة نطلّ من خلالها على ما تبقّى من وجوهٍ تقاتل للبقاء، وذاكرة تحاول أن تحفظ نفسها من الضياع، لذا فإن تواجد الفيلم المصرى الفلسطينى يعد تعبيرا واضحا لتفاهم مهرجان القاهرة السينمائى بأن القضية لم تنتهى بعد، وان الشعب الفلسطينى له الحق فى الأرض والدولة الفلسطينية.

وحظى الفيلم بإقبال واسع وإشادات من النقاد والجمهور، الذين تفاعلوا بحرارة مع ما قدّمه من مشاهد مؤثرة وطرح إنسانى عميق، تُوّج بتصفيق طويل عقب انتهاء العرض، ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته السادسة والأربعين، المستمرة ما بين الفترة ١٢ حتى 21 نوفمبر.
وتستعرض «الوفد» فى هذه السطور، تفاصيل وكواليس تصوير الفيلم من قلب الحرب ورصد حجم المعاناة التى واجهت المصورين للفيلم الوثائقى.
وقالت مخرجة الفيلم مى سعد، إنها تحمست لفكرة الفيلم الذى يعد أول أعمالها الإخراجية، لأنه يحمل قضية إنسانية خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية التى أثرت فى وجدان شعوب العالم وجعلته ينتفض رفضا للظلم والقهر.
وأكدت مى سعد، أن فكرة فيلم ضايل عنا عرض مختلف عما تم تقديمه من أعمال فلسطينية أخرى، حيث يوثق الحياة اليومية لما يتعرض له الفلسطينيون من إبادة جماعية ونزوحهم بحثا عن الحياة وسط الدمار المستمر.
وأضافت «سعد»، أن الفيلم يستعرض الصورة الحقيقية للحياة داخل غزة، وطلبت من المشاركين بالفيلم تصوير حياتهم اليومية بشكل طبيعى.
وعن عرض الفيلم فى المسابقة الرسمية بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، عبرت عن سعادتها قائلة: «إحنا فخورين جدا بعرض فيلمنا فى القاهرة، هذا المكان المناسب لعرض الفيلم، وأتوجه بالشكر لفريق سيرك غزة الحر، لأنهم أتاحوا الفرصة لكى نكون جزءا من حياتهم، أما شخصيا تعلمت من كل فرد منهم المثابرة والصبر والبحث عن حياة فى ظرَوف إبادة مرعبة، واتشرفت بالعمل مع المخرج الفلسطينى احمد الدنف فهو مصور موهوب جدا».
وأوضحت «مى»: «اليوم العادى للشعب الفلسطينى هو الإبادة ولكن فى لحظة ياخذوا قرار تحويل لحظات الخوف إلى بهجة»، لافتة إلى أن المحرك نحو صناعة الفيلم فى الأساس، هو رغبتها فى عمل مشروع يوثق ما يجرى من إبادة.
وتابعت: «كان عندى خوف رهيب الشعب الفلسطينى عايش إزاى، وبعد رؤيتى لفرقة سيرك غزة الحر على الإنترنت قدرنا بالفعل نوصل ليهم، وتواصلت معاهم وقررت أقولهم إنى عايزة أوثق حياتهم».
وقال المخرج الفلسطينى أحمد الدنف، « صورنا الفيلم فى ظروف غزة الصعبة، لافتا إلى ان هناك اصرارا كبيرا بالتعاون مع المخرجة المصرية مى سعد باتمام التصوير وتوصيل حجم معاناة الشعب الفلسطينى من قلب الحدث والمخيمات ورصد الإبادة الجماعية التى كان يرتكبها الاحتلال، متمنيا ان الفيلم يوصل للجميع.

وعن فكرة بداية تصوير الفيلم قال الدنف،: «بحكى معكم من قلب المعاناة، اول ما تواصلت معى مى أتحمست، وكنا على تواصل طول فترة صناعة العمل، انتجناه فى ظل خوف وقلق وصوت الطيران يحاوطنا، أتمنى الفيلم يخليكم تدركوا مدى حب الشعب الفلسطينى للحياة، سعيد جدا بالمشاركة وإنى نقلت صوت غزة ليصل عن طريق السينما».
وقال صفى الدين محمود، منتج العمل: «أى جايزة أو أى مورد َمالى سوف يحققه الفيلم، سيَوجه لبناء سيرك غزة الحر ومدرسة سيرك غزة الحرة».
وفى تعليق من الفنانة سلوى محمد على قالت: «الفيلم بيقول الفن احتياج فى أى وضع، والاتنين المخرجين أبدعوا كل واحد فى مكانه، اللى عايش هناك واللى بنقلها هنا».
وأعرب المخرج يسرى نصر الله، عن إعجابه الكبير بفيلم «ضايل عنا عرض» الذى عرض ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى.

وقال نصر الله فى تصريحاته: «فيلم ضايل عنا عرض، اللى شاهدنا فى مهرجان القاهرة السينمائى، له إيقاع خاص جدا، صناع الفيلم لم يحاولوا فرض إيقاع درامى،» لافتا إلى ان الحرب اليومية المستمرة فيها رتابة، بس داخل ذلك فيه عمل اخر له علاقة بالوجود.. وإذ نتابع مجموعة من الشباب حملوا على عاتقهم منح الأطفال أمل يتمسكوا به غير كوابيس الحرب والموت، امر له علاقة بانطلاق الجسم والحركة والإيقاع، منحوا رؤية الحياة بمنظور اخر، الفيلم يجسد قيمة الفن كشرط أساسى للبقاء على قيد الحياة، سعيد جدا بالعمل المصرى الفلسطينى».