بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

كيف تصنع صحبة صالحة؟.. نصحية نبوية تنقذ أبنائك من أصدقاء السوء

بوابة الوفد الإلكترونية

يعود الحديث النبوي ليضع قاعدة ذهبية تُنقذ الإنسان من انحراف الصحبة وتيارات السوء، قاعدة قالها النبي ﷺ لتبقى صالحة لكل عصر:«المَرْءُ على دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أحدُكُم مَن يُخالِل» (رواه أبو داود والترمذي).

الدكتور علي جمعة يؤكد أن هذا التوجيه ليس مجرد نصيحة اجتماعية، بل منهج حياة يحدد مَن يرافق الإنسان ومَن يترك أثرًا في دينه وسلوكه ومستقبله.

 

الصاحب… ساحب: تأثير الصحبة في تشكيل الشخصية

يشرح الدكتور جمعة أن الإنسان يتأثر بصاحبه سواء أراد أم لم يُرِد، وأن الصحبة الطيبة تُقوّم السلوك وتدعو للخير، بينما السيئة تجرّ إلى المعاصي، وهو معنى المثل الشعبي المتوارث:"الصاحب ساحب".

ويستشهد بحديث النبي ﷺ الذي ضرب فيه المثال الأشهر:«مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ والجَلِيسِ السُّوءِ كحاملِ المسك ونافخِ الكير»(متفق عليه).

فالجليس الصالح إما أن يهبك خيرًا، أو تسمع منه طيب الكلام، أو يرشدك لمعروف…أما جليس السوء فضرره مؤذٍ للرائحة، وللنفس، وللدين.

 

النصيحة أساس الدين

المعلم النبوي واضح:«الدِّينُ النَّصِيحة» (رواه مسلم)، ولذلك لا يليق بالإنسان أن يستسلم لصحبة تُضره، أو تجرّه للغيبة والنميمة والكذب والبعد عن الله، والنصيحة تبدأ من البيت؛ الأب والأم مسؤولان عن متابعة أصحاب الأبناء، وتوجيههم لمعنى الصحبة الصالحة.

 

مسؤولية الأسرة: رقابة محبة لا قيدًا خانقًا

يشير الدكتور علي جمعة إلى أن ترك الأبناء بلا متابعة ولا توجيه قد يورث الندم، فالأبناء يتشكلون بجلسائهم.

ويستشهد بما جاء في الحديث حين سُئل النبي ﷺ:ـ من أحق الناس بحسن صحبتي؟
قال: «أمك»
قال: ثم من؟
قال: «أمك»
قال: ثم من؟
قال: «أمك»
قال: ثم من؟
قال: «أبوك»
(متفق عليه).

فلو علم الأبناء أن أحق الناس بالصحبة هما الأب والأم، لأصبح للبيت دوره التربوي الطبيعي، ولنشأت أجيال أكثر تماسكًا.

الصحبة في المجتمع النبوي: نموذج للأخوّة

عندما هاجر النبي ﷺ إلى المدينة، آخى بين المهاجرين والأنصار، في تجربة اجتماعية فريدة جعلت الغربة سهلة، والمدينة عامرة بالمحبة.
ومِن هنا جاء وصف من عاش معه ﷺ بـ "الصحابة" لحُسن صحبتهم له، وتعلّقهم به في السلم والجهاد والقيام والقعود، هذا النموذج يؤكد أن الصحبة الطيبة تصنع مجتمعًا راقيًا لا فردًا صالحًا فقط.