بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

ماثيو ريس يبدع بأداء يخطف الأنفاس في دراما فيلم الوحش بداخلي

لقطة من المسلسل
لقطة من المسلسل

يُعيد مسلسل «الوحش بداخلي» على منصة نتفليكس تعريف الإثارة النفسية من خلال قصة تتشابك فيها الخيانة والهوس والذنب في حبكةٍ مظلمة تُبقي المشاهد مشدودًا حتى اللحظة الأخيرة. 

وفي مواجهة تمثيلية نادرة تجمع بين كلير دينز وماثيو ريس، يتحوّل العمل إلى صراع نفسي محتدم يُسلّط الضوء على حدود الحقيقة وعمق الشر الكامن في النفوس.

غوص في أعماق الحزن والجنون

تؤدي كلير دينز دور الكاتبة الشهيرة آجي ويجز، التي تفقد ابنها في حادث مأساوي لتغرق في حزنٍ عميق يُشلّ قدرتها على الكتابة ويدفعها إلى حافة الانهيار. 

ووسط أزمتها، تلتقي بجارها الجديد نايل جارفيس، الملياردير الغامض الذي يؤدي دوره ماثيو ريس ببراعةٍ مخيفة، وسرعان ما يتضح أن نايل ليس مجرد رجل أعمال ناجح، بل هو شخصية غارقة في الغموض والريبة، ومشتبه به في اختفاء زوجته السابقة.

تبدأ آغي بالتحقيق في قصته سعيًا لاستعادة مجدها الأدبي، لكن حدود الفضول المهني تتلاشى، لتجد نفسها محاصرة في لعبة ذهنية خطيرة يصبح فيها الخطر حقيقيًا ومُخيفًا.

ماثيو ريس... الوحش الذي لا يرمش

يُقدّم ماثيو ريس أحد أكثر أدواره قوة وإقناعًا، متقمصًا شخصية رجل يبدو متحكمًا وهادئًا، لكن خلف مظهره البارد يكمن عنف مكبوت لا يمكن احتواؤه. كل نظرة وكل حركة تحمل تهديدًا صامتًا يجعل المشاهد متوجسًا في كل لحظة.

ويمزق نايل في أحد المشاهد البارزة، دجاجة مشوية بيديه العاريتين، مشهدٌ يختصر وحشيته الأنيقة ويؤكد أنه ليس مجرد شرير، بل وحش يرتدي قناع المدنية.

كلير دينز... كاتبة في مواجهة الشيطان

تُقابل دينز طاقة ريس بصلابةٍ مدهشة، مجسدةً شخصية امرأة مكسورة لكنها عنيدة، تسعى خلف الحقيقة مهما كلّفها الثمن. تتعامل مع خوفها كوقود، ومع ألمها كدافع لاكتشاف المجهول. بفضل أدائها، تتحول آغي من ضحية للحزن إلى محققة عنيدة تكشف فساد السلطة وثمن الطموح.

عالم بصري يخنق الأنفاس

يبني المسلسل عالمًا قوطياً مشحونًا بالتوتر، حيث تتحول القصور الفاخرة والمنازل الباردة إلى مرايا للاضطراب النفسي. 

ويستخدم الإخراج الضوء والظلال والعواصف كعناصر سردية تترجم العذاب الداخلي للشخصيات، حتى الصمت في «الوحش بداخلي» يبدو كأنه يصرخ.

صراع العائلة والهوية

مع دخول شخصية والد نايل، مارتن جارفيس (جوناثان بانكس)، تتعمق القصة في جذور الشر العائلي. العلاقة بين الأب والابن تكشف كيف يمكن للسلطة أن تخلق الوحوش، وكيف يتحول النجاح إلى لعنة موروثة. 

وتضيف هذه الديناميكية  طبقة جديدة من التعقيد النفسي، وتجعل المشاهد يرى في نايل نتاجًا لعالم فاسد أكثر منه مجرمًا وحيدًا.

لماذا يجب ألا تفوّت مشاهدة «الوحش بداخلي»؟

من أول مشهد إلى آخر لحظة، يبقيك المسلسل أسيرًا لفضولٍ لا يُشبع. إنه عمل مكتوب بذكاء ومُنفّذ بإتقان، يجمع بين جمالية الرعب النفسي وتشويق الجريمة الغامضة. أداء ماثيو ريس وكلير دينز يرتقي بالمادة الدرامية إلى مستوى نادر، حيث تتحول المواجهات بينهما إلى معارك عقلية ساحقة.