بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

آبل توسع قدرات الاتصال عبر الأقمار الصناعية في آيفون

بوابة الوفد الإلكترونية

تعمل آبل على توسيع إمكانات الاتصال عبر الأقمار الصناعية في أجهزة آيفون، وفقًا للتسريبات الأخيرة التي كشف عنها مارك جورمان في نشرته الشهيرة "باور أون".

 فبعد أن حققت الشركة تقدّمًا ملحوظًا العام الماضي بإتاحة إرسال واستقبال الرسائل النصية عبر الأقمار الصناعية دون الحاجة إلى شبكة خلوية، يبدو أن آبل لا تنوي التوقف عند هذا الحد، بل تستعد لمرحلة أكثر طموحًا من هذا التطور.

تأتي هذه الخطوة استجابةً لواقع جديد يتجه فيه المستخدمون نحو الاعتماد المتزايد على خدمات الاتصال المتقدمة، خاصة أثناء السفر أو التنقل في المناطق النائية التي تفتقر لشبكات المحمول. ومع بدء شركات التكنولوجيا العالمية في تعزيز الابتكار في مجالات الاتصال الطارئ، يبدو أنّ آبل تسابق الزمن لتقديم تجارب أكثر مرونة وأمانًا واستقلالية للمستخدمين.

حتى الآن، اقتصر التواصل عبر الأقمار الصناعية في آيفون على الرسائل النصية فقط، وهي ميزة كانت ثورية عند إطلاقها. لكن وفقًا للتقارير الجديدة، تعمل آبل على إضافة إمكانية إرسال الصور عبر هذه الشبكات.

هذه الخطوة قد تُغيّر قواعد اللعبة، حيث يمكن للصورة في مواقف الطوارئ أن تنقل تفاصيل لا تستطيع الكلمات وصفها، سواء كانت موقع حادث، أو مشكلة ميكانيكية في مركبة، أو حالة طبية تحتاج لتقييم بصري سريع. وتوسيع نطاق المحتوى المرئي عبر الأقمار الصناعية سيجعل من آيفون شريكًا أكثر موثوقية في الظروف الحرجة.

ميزة أخرى قيد التطوير هي دعم شبكات الجيل الخامس غير الأرضية 5G NTN، والتي تسمح للهواتف الذكية بالاتصال بأقمار صناعية تقدم خدمات شبيهة بالشبكات الخلوية.

هذه التكنولوجيا تمثل مستقبل الاتصالات عالميًا، حيث تهدف إلى سد الفجوات بين المدن والمناطق الريفية أو الصحاري والجبال التي لا تصل إليها أبراج الاتصالات التقليدية. وبدخول آبل هذا المجال، يصبح آيفون مؤهلًا لأن يكون أول هاتف ذكي واسع الانتشار يقدم اتصالًا حقيقيًا بالإنترنت عبر الأقمار الصناعية في المستقبل القريب.

من بين التطويرات المهمة أيضًا هو إمكانية دمج الاتصال عبر الأقمار الصناعية مباشرة داخل تطبيق خرائط آبل. فإذا كنت في منطقة نائية دون شبكة أو واي فاي وتحتاج لمعرفة اتجاهات الطريق، قد يتمكن آيفون مستقبلًا من جلب الخرائط أو المسارات الأساسية عبر القمر الصناعي.

هذا التحديث قد يكون منقذًا للمسافرين، ومتسلقي الجبال، وسائقي الرحلات الطويلة، وحتى السائحين في الأماكن الخالية من تغطية الإنترنت. إذ لم يعد التنقل يعتمد على اتصال تقليدي، بل يمتد إلى الفضاء.

أحد أوجه القصور في الجيل الأول من الاتصال بالأقمار الصناعية هو اضطرار المستخدم إلى توجيه الهاتف نحو السماء مباشرة للحصول على إشارة. لكن يبدو أن آبل تعمل على تجاوز هذا العيب من خلال تحسينات في "الاستخدام الطبيعي"، وهي تقنية ستسمح للآيفون بالحفاظ على الاتصال حتى دون وجود خط رؤية مباشر مع السماء.

هذا يعني أن الهاتف قد يظل متصلًا حتى إذا كنت داخل سيارة أو مبنى أو تحت مظلة أشجار كثيفة. نجاح هذا التحدي سيُحوّل الاتصال عبر الأقمار الصناعية من ميزة طارئة مؤقتة إلى خيار اتصال حقيقي يمكن الاعتماد عليه.

تسعى آبل أيضًا، وفقًا للتسريبات، لإتاحة واجهة برمجة تطبيقات (API) تُمكّن مطوّري التطبيقات من دمج الاتصال بالأقمار الصناعية في تطبيقاتهم.

هذا التوجه ينقل الفكرة من مجرد خاصية حصرية لآبل إلى منصة مفتوحة يمكن أن تُستخدم في تطبيقات الملاحة، وتطبيقات الإنقاذ، وتطبيقات الطقس، والخدمات اللوجستية، وحتى تطبيقات التواصل الاجتماعي.
قد نشهد مستقبلًا تطبيقات تراسل بديلة تعمل عبر الأقمار الصناعية دون الحاجة لأي تغطية أرضية، وهو ما سيخلق موجة جديدة من الخدمات.

خلال السنوات الماضية، بدأت شركات الاتصالات والمصنّعون العالميون إدخال خدمات الاتصال الفضائي ضمن خططهم المستقبلية. ويرجع هذا التوجه إلى عاملين رئيسيين:

أولًا، انتشار الكوارث الطبيعية وحالات الطوارئ حول العالم، مما يجعل الوصول إلى المساعدة أمرًا لا يحتمل أي انقطاع في الشبكة.
ثانيًا، تطور تقنيات الأقمار الصناعية نفسها وانخفاض تكلفتها، مما جعل دمجها في الهواتف الذكية أمرًا ممكنًا بعد أن كان حلمًا قبل سنوات.

وتسعى آبل للاحتفاظ بموقعها الريادي عبر جعل آيفون جهازًا قادرًا على الاتصال في أي مكان على الكوكب، حتى في أبعد نقطة لا تصل إليها إشارة واحدة.

حتى الآن، لم تقدم آبل جدولًا زمنيًا واضحًا لإطلاق هذه التحديثات. لكن بالنظر إلى تاريخ الشركة، فإن التعامل بحذر مع ميزات الاتصال بالأقمار الصناعية ليس جديدًا.
فقد انتظرت آبل نحو عامين بين إطلاق ميزة "طوارئ SOS عبر الأقمار الصناعية" في 2022 وميزة "الرسائل عبر الأقمار الصناعية" في iOS 18.

لذا، قد تكون السنوات القليلة القادمة هي الفترة المرجحة لظهور تلك الميزات الجديدة، وربما تُطرح تدريجيًا مع التحديثات السنوية للآيفون أو الإصدارات القادمة مثل iOS 19 أو iOS 20.

بين إرسال الصور والرسائل، ودعم خرائط آبل، والشبكات غير الأرضية 5G NTN، وتقليل اعتماد الاتصال على توجيه الجهاز نحو السماء، يتضح أن آبل تستعد لإعادة تعريف مفهوم الاتصال عبر الهواتف الذكية.