بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

باحثون يوضحون تأثير الهرمونات على التعلم واتخاذ القرار

بوابة الوفد الإلكترونية

كشف بحث حديث عن آلية تنظيم هرمون الإستروجين لنشاط الدماغ بما يعزز التعلم، حيث وُجد أن الإستروجين يساهم في تعزيز إشارات الدوبامين المرتبطة بالمكافأة، مما يساعد على تحسين القدرة على التعلم.

ما هي الهرمونات؟ وكيف تعمل؟ - ويب طب

لطالما عرف الباحثون أن الهرمونات تؤثر على وظائف الدماغ من خلال تأثيرها على المشاعر، مستويات الطاقة، والإدراك. مع ذلك، فإن الآليات التي تربط التقلبات الهرمونية بالتعلم واتخاذ القرارات لا تزال غير مفهومة بشكل كامل.

دراسة جديدة سلطت الضوء على هذه الظاهرة من خلال التركيز على تأثير هرمون الإستروجين لدى الإناث على الدوائر العصبية المرتبطة بالتعلم، وفقاً لما نشرته بوابة العلوم الروسية "ساينتيفيك روسيا". من خلال سلسلة من التجارب أجريت على الفئران، لاحظ العلماء أن الدوائر العصبية المعنية بالتعلم تتغير طبيعياً خلال الدورة التناسلية للإناث، وهذه التحولات ترتبط بتغيرات جزيئية في نشاط الدوبامين، والذي يعد ناقلاً عصبياً محورياً في تعزيز إشارات المكافأة التي تُحفز السلوك التعلمي.

في إحدى التجارب، أظهرت الفئران التي تعلمت ربط إشارات صوتية بمكافآت مائية تحسناً ملحوظاً في قدرتها على التعلم خلال المراحل التي ارتفعت فيها مستويات الإستروجين. وقد كشف البحث أن ارتفاع الإستروجين يُعزز نشاط الدوبامين في مراكز المكافأة الدماغية، مما يزيد من فاعلية الإشارات العصبية المسهلة للتعلم.

أما عند تثبيط هرمون الإستروجين، فقد لاحظ الباحثون تراجعاً في تنظيم الدوبامين وانخفاضاً في القدرة على التعلم، ما يؤكد وجود ارتباط بيولوجي بين التغيرات الهرمونية ووظائف الدماغ الأساسية.

من الجدير بالذكر أن الدراسة أوضحت أن الإستروجين، رغم تأثيره القوي على تحسين التعلم، لا يُحدث تغييرات مباشرة في عمليات اتخاذ القرار المعرفي. لهذه النتائج أبعاد كبيرة لفهم تأثيرات الهرمونات على الحالات النفسية التي ترتبط بتذبذب الأعراض نتيجة للتغيرات الهرمونية.

تعميق البحث في تأثير الإستروجين على دوائر الدوبامين قد يفتح آفاقاً جديدة لفهم الجذور البيولوجية لاضطرابات المزاج وأمراض الدماغ الأخرى. ووفقاً للأستاذة كريستين كونستانتينوبل، قائدة فريق البحث، فإن هذا النوع من الدراسات يمكن أن يكون نقطة انطلاق لتطوير أساليب جديدة للتشخيص والعلاج تستهدف التفاعلات بين الهرمونات والدماغ بفعالية أكبر.