سر نجاح "ملتقى أهل مصر" بالإسماعيلية.. التوهج مستمر في يومه الخامس
يواصل ملتقى أهل مصر بمدينة الإسماعيلية إشعاعه الثقافي والفني في يومه الخامس، بعد أن انطلقت فعالياته يوم السبت الماضي، تحت شعار "يهمنا الإنسان".
الملتقى، الذي يحمل رقم الدورة 39، يُعد منصة فريدة تجمع أطفال محافظات الحدود المصرية في تجربة ثقافية وفنية متكاملة، حيث تمثل فعالياته نموذجًا راقيًا للتناغم بين التعليم والترفيه والارتقاء بالوعي الثقافي والفني لدى الأجيال الصاعدة.
في مشهد بديع، اجتمع الأطفال المشاركون من محافظات حدودية داخل قصر ثقافة الإسماعيلية، حاملين في قلوبهم الأمل والطاقة، مع تفاعل واسع من خلال الجلسات النقاشية ورش العمل والفعاليات الرياضية وجوالات لمعرفة معالم مدينة الإسماعيلية
هذه البيئة المفعمة بالحيوية أظهرت قدرة الملتقى على تقديم تجربة تعليمية وثقافية متكاملة، تُنمّي مهارات الأطفال وتفتح أمامهم آفاقًا واسعة للإبداع والتعبير عن الذات.
وراء هذا النجاح يقف فريق متميز من الخبراء والمثقفين الذين حرصوا على صقل كل تفاصيل الملتقى بعناية فائ .. في المقدمة الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، قدم رؤية فنية راقية، ملتزمًا بتذليل كل العقبات أمام الأنشطة الثقافية لضمان وصول الخدمة الثقافية لكل طفل في مصر. كما لعب اللواء خالد اللبان، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، دورًا محوريًا في إبراز الثقافة كغذاء للعقل والوجدان، مع التأكيد على ضرورة أن تنعكس الثقافة والفن في سلوك الإنسان وجماليات حياته اليومية.
لا يمكن إغفال جهود الدكتورة حنان موسى، رئيس اللجنة التنفيذية لمشروع "أهل مصر"، والدكتور بدوي مبروك، الفنان التشكيلي المبدع ذو الرؤية العبقرية، والدكتور شعيب خلف، مدير عام إقليم القناة وسيناء الثقافي، وشيرين عبد الرحمن، مدير عام ثقافة الإسماعيلية، وكل الزملاء في الهيئة الذين ساهموا بجهد كبير في إنجاح الملتقى. كما يتميز الفريق الإعلامي بقيادة محمود أنور، مدير إدارة الإعلام، بتخطيطه المنهجي ورفضه العشوائية، بينما بذلت جيهان سعفان، منسقة فعاليات الملتقى، جهدًا استثنائيًا لضمان سلاسة تنظيم البرامج، في حين لم يتوقف محمد محمدي، المصور المبدع، عن تغطية كافة فعاليات الملتقى بدقة واحترافية.
وتضمنت فعاليات الأسبوع الثقافي التاسع والثلاثين للأطفال من المحافظات الحدودية أكثر من 160 طفلًا من محافظات البحر الأحمر، جنوب سيناء، شمال سيناء، أسوان، الوادي الجديد، مطروح، إلى جانب عدد من أطفال القاهرة. وقد وزع الأطفال على ورش فنية وثقافية متنوعة، تشمل كتابة السيناريو مع الكاتب وليد كمال، والشعر والإلقاء مع الشاعر سعيد شحاتة، والتصوير الفوتوغرافي مع الدكتور محمد إسماعيل، والفن الجداري مع الفنانين فاطمة التمساح وأشرف عبد الرحيم، وورشة "مصر الحضارة" للمدربة سهام إسماعيل.
كما شملت الورش الفنية الحرفية، مثل الأركت الخشبي وصناعة الشنط بالخرز وفن الخيامية وإعادة التدوير، إلى جانب ورش الأداء المسرحي والموسيقى والغناء والأراجوز، بمشاركة نخبة من الفنانين والمدربين المتخصصين، مما خلق بيئة تعليمية غنية وممتعة للأطفال.
ولم تقتصر تجربة الأطفال على الورش داخل القاعات، بل شملت زيارات ميدانية لأبرز معالم مدينة الإسماعيلية التاريخية والدينية، من كنيسة السيدة العذراء مريم الأثرية إلى مسجد العباسي، بالإضافة إلى يوم رياضي ترفيهي جمع بين المرح والتعلم.
يُعد مشروع "أهل مصر" من أبرز المبادرات الثقافية التي تنفذها وزارة الثقافة المصرية، عبر الهيئة العامة لقصور الثقافة، مستهدفًا الأطفال والشباب في المحافظات الحدودية، ويسهم في بناء الوعي الوطني وتعزيز قيم الانتماء، ضمن إطار العدالة الثقافية والتنمية الشاملة، من خلال أنشطة تنمّي المواهب وتفتح الآفاق أمام جيل قادر على الإبداع والمشاركة الثقافية بوعي وثقة.
ختامًا، يواصل ملتقى أهل مصر إشعاعه الثقافي في يومه الخامس، مؤكدًا مكانته كحدث ثقافي رائد يجمع بين المعرفة والفن والتراث والمرح، ويعكس جهود فريق متميز من القيادات الثقافية والإدارية التي صنعت تجربة ثرية للأطفال، محققة شعار الملتقى: "يهمنا الإنسان".