عبء مالي جديد في المونديال يثقل كاهل الجماهير ويزيد من جدل علاقة الفيفا بالولايات المتحدة
تستعد الولايات المتحدة لاستضافة كأس العالم 2026 وسط أجواء حماسية، لكن أسعار ركن السيارات المرتفعة لمباريات البطولة أثارت قلق الجماهير حول التكاليف المالية التي قد تثقل كاهل المشجعين، خصوصًا العائلات وراغبي متابعة المباريات مباشرة في الملاعب.
فقد أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" أن أسعار ركن السيارات تتراوح بين 75 دولارًا لمباريات دور المجموعات، و125 دولارًا لدور الثمانية، وصولًا إلى 175 دولارًا قبل المباراة النهائية.
هذا الوضع أثار جدلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أبدى الكثير من المشجعين استياءهم من الأعباء المالية الإضافية التي يفرضها حضور البطولة، مشيرين إلى أن أسعار التذاكر نفسها مرتفعة بالفعل، مما يجعل تكلفة حضور المباريات عالية جدًا بالنسبة للعائلات أو الجماهير العادية.
ويشير خبراء اقتصاديون إلى أن هذه التكاليف الإضافية قد تؤدي إلى تراجع نسبة الحضور الجماهيري في بعض المباريات، خصوصًا في المدن التي لا تتوفر فيها وسائل نقل جماعي كافية، أو التي تعتمد بشكل شبه كامل على السيارات الشخصية للتنقل.
وأوضحوا أن هذه السياسة قد تجعل البطولة أقل شمولية للجمهور، وتزيد من الفجوة بين المشجعين الأثرياء ومن لديهم دخل محدود.
من جهة أخرى، يُظهر هذا القرار التحديات الكبيرة التي تواجه تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى في الولايات المتحدة، حيث يعتمد النظام الحضري بشكل رئيسي على السيارات، ولا توفر بعض المدن مواقف كافية بالقرب من الملاعب. وفي هذا السياق، يطالب خبراء النقل والتخطيط الحضري الفيفا بالتعاون مع السلطات المحلية لتقديم حلول بديلة، مثل مواقف بعيدة مع خدمات نقل داخلي، أو تعزيز وسائل النقل الجماعي لتقليل الاعتماد على السيارات.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الأسعار تأتي ضمن استراتيجية الفيفا لتحقيق إيرادات إضافية من الخدمات المصاحبة للبطولة، لكنها تثير تساؤلات حول التوازن بين الربحية وتقديم تجربة متكاملة للجماهير. ومن المتوقع أن تستمر المناقشات حول مدى عدالة هذه التكاليف وتأثيرها على حضور المشجعين، خاصة في ظل المنافسة على مقاعد الحضور في المباريات الكبرى.
في المجمل، يبدو أن عشاق كرة القدم أمام تحدٍ مزدوج: الاستمتاع بمشاهدة أفضل المباريات على أرض الواقع، أو مواجهة تكاليف مالية إضافية قد تثقل كاهلهم، مما يفتح نقاشًا واسعًا حول مستقبل تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى في دول تعتمد بشكل أساسي على السيارات كوسيلة أساسية للتنقل.