السودان يشيد بدور مصر ودعمه لمواطنيه.. ويرفض «الرباعية الدولية»
ﻳﻮﻧﻴﺴS: ﻣﺎ ﻳﺠﺮ في اﻟﻔﺎﺷﺮ ﻓﺼﻞ ﻣﻦ اﻹﺑﺎدة اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ
أشاد السودان بالجهود المصرية للحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه ودعم الشعب السودانى إنسانيا وسياسيا. وأكدت الدكتورة نازك أبو زيد، رئيسة مكتب أطباء السودان، أن مصر لم تتوقف لحظة عن مساندة الشعب السودانى فى مختلف جوانب الحياة، مشيرة إلى أن القاهرة تقدم مساعدات إنسانية كبيرة ومتنوعة. وأضافت أن هناك 25 مليون مواطن سودانى يحتاجون إلى مساعدات عاجلة، وناشدت إدخال المزيد من المساعدات.
وأكد مساعد قائد الجيش السودانى ياسر العطا، التمسك بالخيار العسكرى لإنهاء الحرب فى السودان. وهاجم ياسر العطا، فى تسجيل مصور، الرباعية الدولية، مشيرا إلى أن الجيش يتخذ قراراته بنفسه.
وأثارت هذه التصريحات ردود فعل غاضبة فى الأوساط السودانية التى قالت إنها تبرز حالة الصراع داخل قيادة الجيش إذا يسعى تيار فيها لإفشال الهدنة الإنسانية المطروحة من قبل الرباعية لوقف الحرب. وكانت الدعم السريع أعلنت، الأسبوع الماضى، عن موافقتها على مقترح الرباعية الدولية لهدنة إنسانية فى السودان.
وقالت الميليشيا الإرهابية فى بيان: «تلبية لتطلعات ومصالح الشعب السودانى، تؤكد قوات الدعم السريع موافقتها على الدخول فى الهدنة الإنسانية المطروحة من قبل دول الرباعية (مصر والولايات المتحدة، الإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية) وذلك لضمان معالجة الآثار الإنسانية الكارثية الناجمة عن الحرب وتعزيز حماية المدنيين، من خلال استكمال بنود الاتفاق على الهدنة الإنسانية لإدخال المساعدات الإنسانية وبصورة عاجلة لجميع الشعب السوداني».
وشهدت الأيام التى تلت سيطرة الدعم السريع على الفاشر - آخر معاقل الجيش فى دارفور - تصاعدا خطيرا فى حملات الاستنفار الشعبى التى تقودها قيادات إخوانية رافضة للحرب. ويشهد السودان منذ أبريل 2023 صراعا مسلحا بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، أدى إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد ملايين المدنيين داخليا وخارجيا.
قارن مبعوث منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» فى السودان، «شيلدون يت» الوضع الراهن هناك بالإبادة الجماعية التى شهدتها رواندا فى تسعينيات القرن الماضى. وقال يت فى تصريحات لمجلة «دير شبيجل» الألمانية: «الكثير مما يحدث حاليا فى أجزاء من السودان يذكرنى بذلك. التقارير عن الهياج، والفرح بالقتل.. ترتكب أعمال عنف مستهدفة ضد مجموعات عرقية مختلفة». وأضاف يت، الذى شهد بنفسه الإبادة الجماعية فى رواندا خلال التسعينيات: «التقارير التى يرويها الناجون صادمة: قتل، ابتزاز، اغتصاب. البعض يدفع مبالغ طائلة للفرار. هناك انهيار كامل لكل أشكال النظام.. السودان صار ساحة اختبار للحرب الحديثة».
ويشهد السودان منذ أكثر من عامين حربا بين الجيش وميليشيا الدعم السريع. وتشير التقديرات إلى أن النزاع أسفر عن مقتل نحو 150 ألف شخص. وفى مطلع نوفمبر الجارى تصاعدت أعمال العنف مجددا بعد سيطرة الدعم السريع على مدينة الفاشر الكبرى فى إقليم دارفور.
وتعد الأوضاع فى البلد الواقع شرق إفريقيا أكبر أزمة إنسانية فى العالم حاليا. ويواجه كل من الجيش وميليشيا الدعم السريع اتهامات بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وهو ما تنفيه الجهتان.
وقال «يت» إن نحو 260 ألف شخص لا يزالون محاصرين فى مدينة الفاشر ولا يستطيعون الفرار، وأضاف: «هم يأكلون العشب وعلف الحيوانات. كثيرون يموتون جوعا أو بسبب نقص الأدوية»، مشيرا إلى أن محاولات إيصال المساعدات الإنسانية إلى الفاشر تفشل باستمرار بسبب تعرض السائقين والشاحنات لإطلاق النار.
وأدى النزاع إلى عزل أجزاء من السودان عن العالم الخارجى. وتعد يونيسف من بين المنظمات القلائل التى لا تزال تقدم مساعدات هناك. يذكر أن ميليشيات الهوتو فى رواندا قتلت خلال 100 يوم فى عام 1994 ما لا يقل عن 800 ألف شخص من قبيلتى التوتسى والهوتو المعتدلين.
وأعلن الاتحاد الأوروبى عن تخصيص تمويل إضافى بقيمة مليون يورو للاستجابة إلى الاحتياجات الإنسانية العاجلة فى السودان بعد سقوط مدينة الفاشر، شمال دارفور، فى أيدى الدعم السريع.
وحذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية، توم فليتشر، من تفاقم الأزمة الإنسانية فى السودان وما تنطوى عليه من مخاطر جسيمة، مؤكدًا أن الوضع فى مدينة الفاشر يشهد انتهاكات خطيرة ضد المدنيين. وأطلق الاتحاد الدولى لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر نداء عاجلا لحماية المدنيين العالقين فى مدينة الفاشر غرب السودان.
وحذر المتحدث باسم الاتحاد «تومازو ديلا لونغا» من انقطاع الاتصال الكامل بالمدينة، مؤكدًا أن الأوضاع هناك «كارثية» وأن التواصل مع فرق الإغاثة بات شبه مستحيل.
وأضاف أن الصور المتداولة على وسائل التواصل تظهر مشاهد مروعة «لا ينبغى أن تحدث أبدا»، داعيا إلى تحرك عاجل لضمان حماية المدنيين والعاملين فى المجال الإنسانى. وأكد ديلا لونغا أن السودان يعيش اليوم «أزمة منسية» تحتاج إلى اهتمام ودعم دولى فورى.