نفق الزهراء للمشاة بأسيوط «يكشف الإهمال» بين إنارة مؤقتة وظلام دامس
في استجابة عاجلة لما تم نشره في بوابة الوفد الإخبارية حول تدهور نفق الزهراء للمشاة بأسيوط، أطلقت الأجهزة التنفيذية حملة تنظيف وإنارة جزئية قادها أبوالعيون إبراهيم متولي رئيس حي شرق أسيوط تحت إشراف الدكتور مينا عماد نائب المحافظ.
جاءت تلك الاستجابة بعد نشر بوابة الوفد للصور الأولى التي كشفت واقع نفق الزهراء للمشاة بأسيوط، لكن المشاهد الميدانية تؤكد أن التحرك لم يتجاوز حدود النصف الشرقي من النفق.
بينما ظل الجزء الغربي غارقًا في الظلام والمياه الملوثة، لتتحول الاستجابة إلى مؤشر جديد على عمق أزمة الإهمال الممتدة داخل هذا المرفق الحيوي الذي يربط شارع الجلاء بجامعة أسيوط.
نفق الزهراء للمشاة بأسيوط يكشف وجه الإهمال الهيكلي
تحول نفق الزهراء للمشاة بأسيوط خلال الأيام الأخيرة إلى مرآة صريحة لواقع البنية التحتية داخل المدينة، بعد أن كشفت عدسات المتابعة الميدانية عن تباين حاد بين جانبيه الشرقي والغربي.
التحرك الذي قاده أبوالعيون إبراهيم متولي رئيس حي شرق أسيوط جاء استجابة مباشرة لتقارير التدهور السابقة، وتمثل في حملة مكبرة شملت كنس المخلفات، إزالة الركام، وإصلاحات محدودة في شبكة الإضاءة.
غير أن هذا الجهد الذي أعاد جزئيًا بعض الأمان للنصف الشرقي من النفق، لم يمتد إلى الجانب المقابل التابع لحي غرب أسيوط، والذي مازال يعاني من ظلام دامس، طفح للمياه، وتراكم للأوساخ على نحو يهدد سلامة المارة.
الصور الحديثة التي وثقت الوضع بعد الحملة أظهرت أن الإضاءة الجديدة تعمل بشكل متقطع وأن الأسلاك الكهربائية المتهالكة مازالت مكشوفة في بعض النقاط، ما يجعل النفق بيئة محفوفة بالمخاطر رغم المجهود المبذول.
وعلى الرغم من تحسين الإضاءة في مدخل حي شرق أسيوط، فإن الرطوبة الواضحة على الجدران واستمرار تجمع المياه في الأرضية السفلى للنفق تفضح غياب المعالجة الجذرية لأسباب الانسداد وضعف الصرف.
الظلام الدامس في حي غرب أسيوط: المشهد الأسوأ
بينما أعادت حملة حي شرق أسيوط قدرا من النظافة للنصف الأول من نفق الزهراء للمشاة بأسيوط، ظل النصف الآخر التابع لحي غرب أسيوط خارج نطاق التحرك.
أما الجانب الغربي من النفق، فلا يزال غارقًا في فوضى بيئية خطيرة، حيث تنتشر تجمعات مياه الصرف والمخلفات الصلبة، وترصد بوضوح آثار التبول والتبرز على الجدران والأرضيات، في ظل انعدام تام للإضاءة واستمرار انسداد البالوعات التي تغلق مؤقتًا بقطع من الحجارة والطوب، هذه المشاهد المروعة توثق حالة انهيار بيئي وأخلاقي لا تليق بممر يخدم طلاب الجامعة والمارة يوميًا.
تكشف صور عدسة بوابة الوفد الإخبارية وضعًا مأساويًا يتمثل في انقطاع الإضاءة بالكامل، ووجود مياه صرف متراكمة تمتد بطول الممر، فضلًا عن روائح نفاذة ناتجة عن تراكم المخلفات البشرية ومياه الصرف غير المعالجة.
هذه الصور تشكل دليلًا قاطعًا على أن أزمة النفق لا تتعلق فقط بالنظافة أو الإضاءة، بل بخلل هيكلي في منظومة الصرف والصيانة.
ويظهر الوضع الحالي أن غياب التنسيق الإداري بين حي شرق وغرب أسيوط ساهم في تكريس الفوضى البيئية داخل النفق، حيث تعمل كل جهة في حدودها الجغرافية دون رؤية موحدة لإدارة المرفق، هذا الانقسام الإداري أنتج واقعًا مزدوجًا: جزء ينظف مؤقتا وجزء يترك ليتدهور أكثر.
الفتحات المخصصة لتصريف المياه تبدو مهملة ومسدودة بالحجارة والأتربة، فيما تظهر محاولات بدائية لتغطيتها بقطع طوب بدل أغطية الصرف المعدنية النظامية.
هذه المظاهر توضح أن الحلول التي طبقت في الجانب الشرقي لا يمكن أن تستمر طويلًا ما لم يتم علاج المشكلة من جذورها في كامل النفق.
بين الاستجابة الجزئية واستمرار الخطر
تؤكد الحملة الأخيرة أن الأجهزة التنفيذية قادرة على التحرك السريع عند رصد القصور، لكنها تكشف في الوقت ذاته عن غياب التخطيط الشامل والمتابعة المستمرة.
نفق الزهراء للمشاة بأسيوط الذي يمثل الشريان الرابط بين شارع الجلاء وجامعة أسيوط، يخدم آلاف المواطنين يوميا، ولا يمكن ترك نصفه آمنا والنصف الآخر مهددا بالصعق الكهربائي والتلوث.
تظهر الصور الحديثة استمرار بقايا الأسلاك المكشوفة في السقف وتجاويف مفتوحة عند زوايا الجدران، وهو ما يشكل تهديدا حقيقيا في ظل الرطوبة المتزايدة داخل الممر.
كما توضح المشاهد وجود تآكل واضح في درابزين السلالم وطلاء الجدران، إلى جانب كتابات عشوائية تعكس تدهور الشكل الجمالي للنفق.
هذا الوضع المختل يثير تساؤلات مشروعة حول تنسيق العمل بين حي شرق وحي غرب أسيوط، خصوصا أن النفق منشأة واحدة لا يجوز التعامل معها بتقسيم إداري قد يضاعف المخاطر ويجعل الصيانة الجزئية بلا جدوى.
الحل الجذري لن يكون في إزالة المخلفات فقط، بل في إعادة تصميم شبكة الصرف، تجديد الإضاءة بالكامل، وتطبيق خطة صيانة دورية تحول دون عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه.
مطالب بإعادة تقييم شامل للمرفق
من الواضح أن ما حدث في نفق الزهراء للمشاة بأسيوط ليس سوى معالجة مؤقتة لمشكلة أعمق، تحتاج إلى تدخل فني وهندسي منظم بإشراف مباشر من الجهات المختصة بالمرافق والبنية التحتية.
فالمسؤولية لم تعد تقف عند حدود حي شرق أو حي غرب، بل تمتد لتشمل المنظومة التنفيذية للمحافظة بأكملها لضمان حماية المواطنين من الأخطار المحتملة داخل هذا الممر الحيوي.
إن نفق الزهراء للمشاة بأسيوط يجب أن يكون نموذجا للإدارة المستدامة للمرافق العامة، وليس مثالا على التجزئة والإهمال.
فالاستجابة الجزئية التي أعادت النور لنصفه، كشفت في الوقت نفسه عن عمق الظلام في نصفه الآخر، لتؤكد أن الإصلاح الحقيقي يبدأ من الاعتراف بالمشكلة الكاملة لا نصفها.
الأزمة تكشف تقصيرًا جسيمًا ومزمنا في متابعة هذا المرفق الحيوي، وتضع الجهات المحلية أمام اختبار شفاف أمام الرأي العام، فالمواطنون لم يعودوا يقبلون بحلول تجميلية أو بيانات طمأنة مؤقتة، بل يطالبون بخطة صيانة دائمة تحفظ سلامة وأمان المارة.
ويظل نفق الزهراء للمشاة بأسيوط قنبلة موقوتة تحت أقدام المواطنين، تحتاج إلى تدخل جذري وشامل لا يقتصر على حملات موسمية، بل يضمن استدامة النظافة والأمان والاحترام الآدمي لهذا المرفق الحيوي.







