خط أحمر
مؤتمر فى بلد المتحف
عندما نتكلم عن الدكتور محمد عبدالوهاب، الأستاذ الشهير فى جامعة المنصورة، فإننا نتكلم عن طبيب حصل على وسام فلاديمير ديمخوف من روسيا. فإذا عرفنا أن هذا الوسام لم يحصل عليه سوى ٢٦ طبيًا حول العالم، أدركنا ما يمثله الدكتور عبدالوهاب من وزن بين الأطباء.
أما ديمخوف فهو طبيب روسى قضى حياته التى زادت على التسعين عامًا يهتم بقضية زراعة الأعضاء، وكان أول طبيب يزرع قلبًا ورئة لحيوان، ورغم أن الحيوان مات بعدها بأيام، فإن ما قام به الطبيب الروسى كان خطوة كبيرة فى مسيرة الطب، وفى زراعة الأعضاء بشكل خاص، وهذا هو التخصص الذى عاش الدكتور عبدالوهاب يدرسه، ويقوم بالأبحاث فيه، ويمارسه، ويحصل من ورائه على الكثير من الأوسمة والجوائز.
ولا يزال الرجل عنوانًا للمنصورة، ولأنه يقضى أغلب وقته فيها، فإنها صارت تقترن به وصار هو يقترن بها، وهو لا يفارقها إلا ليعود إليها، ورغم عشرات وربما مئات المدن التى زارها فى أنحاء الأرض، فإن المنصورة هى المدينة الأقرب إلى قلبه وعقله معًا.
وكانت الجمعية الدولية للجهاز الهضمى والأورام التى يرأسها قد عقدت اجتماعها الأخير فى إيطاليا، وكانت قد بحثت عن مكان يقام فيه مؤتمرها السنوى الجديد، وحين تقدمت مصر بملفها العلمى من خلال الرجل، وقع الاختيار سريعًا على القاهرة، وكان السبب أن مؤتمر نوفمبر الماضى خرج إلى النور بنجاح ملحوظ، وانتظمت أعماله طوال فترة تنظيمه دون أى عائق، رغم أن الذين حضوره كانوا بالعشرات من العلماء من شتى الدول والمئات من الأطباء.
تعود الجمعية لتعقد مؤتمرها الجديد فى قاهرة المعز هذا الشهر، ولا بد أن نجاح المؤتمر مضمون لأكثر من سبب، ومن بين الأسباب أن القاهرة اكتسبت زخمًا واسعًا بين العواصم بعد افتتاح المتحف الكبير.
وليس سرًا أن تفاصيل حفل افتتاح المتحف حظيت بمشاهدات على مواقع التواصل وصلت إلى مليارات المشاهدات، ومن شأن أمر كهذا أن يظل يمنح المحروسة جاذبية خاصة، وسوف يكون له اعتباره فى نظر الذين يفكرون فى تنظيم أى مؤتمر آخر من نوع ما سوف يستقبل فيه الدكتور عبدالوهاب ضيوفه من أطباء العالم.
كان اختيار القاهرة لتنظيم مؤتمر الجمعية سابقًا على الإعلان عن موعد افتتاح المتحف، فلما جرى افتتاحه وسط هذا الاهتمام الدولى الممتد، أحس الذين اختاروا تنظيم المؤتمر على أرضنا بأن اختيارهم كان هو الاختيار الصحيح.