اﻟﻤﻮﻟﺪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻰ ﻷﻋﻈﻢ زﻋﻤﺎء ﻣﺼﺮ ﻓﻰ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ
13 نوفمبر 1918
شخصيته الفريدة جعلته النموذج المثالى للوطنى الحقيقى
زعيم عالمى بشهادة المهاتما غاندى
هؤلاء ورثة سعد زغلول الذين حققوا الكثير لمصر.. اليوم وبعد 107 أعوام ما زال حزب الوفد فى صدارة المشهد السياسى فى مصر يقوم بدوره الوطنى مدافعاً عن الوطن فى كل الاتجاهات رغم كل الصعوبات.
اليوم يمر 107 أعوام على عيد الجهاد الوطنى، حيث اسيتقظت الروح الوطنية لدى جموع المصريين للمطالبة بالاستقلال والكفاح من أجل الجلاء.
من خلال اللقاء التاريخى بين المعتمد البريطانى السير ريجنالدونيجت. وسعد زغلول وعلى شعراوى وعبدالعزيز فهمى للمطالبة بالاستقلال بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، هذا الاجتماع التاريخى كان بوساطة حسين باشا رشدى.
كواليس هذا الاجتماع
قال لهم المعتمد البريطانى من أنتم لكى تتحدثوا باسم الشعب المصرى، وما هى صفتكم لكى تتحدثوا باسم الشعب المصرى؟ كان موجهًا حديثه للزعيم سعد زغلول الذى اكتشف فى ملامحه شخصية مختلفة تماماً عن أقرانه على شعراوى وعبدالعزيز فهمى.
كان الزعم خالد الذكر سعد زغلول حاد الذكاء. هنا فكر فى ضرورة أن تكون له صفة حقيقية للتحدث باسم الملايين من أبناء الشعب المصرى، هنا جاءت فكرة التوكيلات من الإسكندرية لأسوان فى عصر لم يكن فيه أى وسائل اتصالات، حتى لم تكن هناك إذاعة فى مصر، من هنا وكان المولد السياسى لأعظم زعماء مصر فى القرن العشرين، فكرة التوكيلات التى أمر بها سعد باشا زغلول. كانت الشرارة الأولى لنشأة حزب الوفد والشرارة الأولى لاندلاع أعظم ثورات القرن العشرين ثورة 1919 التى اندلعت فى مارس.
سعد زغلول زعامة تاريخية
لسنا بصدد ما حدث فى عيد الجهاد، ولكن بصدد تحليل شخصية الزعيم خالد الذكر، جاء من أعماق الريف المصرى، وهو شخصية سياسية من طراز رفيع للغاية، ملامحه المصرية جعلته معشوق الملايين.. أضف إلى ذلك شخصيته الوطنية التى جعلته يتحدى الإنجليز وهم فى قمة قوتهم.
استطاع هذا الزعيم التاريخى قيادة الملايين لأعظم ثورة فى تاريخ القرن العشرين، هذه الثورة التى حققت الاستقلال لمصر 1922.
هنا سؤال: الوفد المكون من الثلاثى «سعد» و«شعراوى» و«فهمى» لماذا سعد زغلول أصبح زعيمًا لمصر وقائدًا للثورة؟ ببساطة لأنه شخصية سياسية متفردة، قوى الشكيمة، تحدى العالم من أجل استقلال بلاده، وتحقيق ديمقراطية لم تشهدها مصر من قبل، بل شهدت مصر فى عهده وعصر مصطفى باشا النحاس حقبة ازدهار سياسى لم يحدث فى تاريخ مصر.
سعد باشا زعيم عالمى
يخطئ من يتصور أن سعد زغلول كان مجرد زعيم مصرى، بل كان بحق زعامة تاريخية على مستوى العالم أجمع، تلك كانت شهادة المهاتما غاندى الذى وصف سعد بالزعامة التاريخية التى حققت الاستقلال لمصر، وامتدت للعديد من دول العالم.
أول زعيم يتغنى باسمه الملايين
كان سعد زغلول أول زعيم فى تاريخ مصر يتغنى به الملايين من خلال الموسيقار خالد الذكر سيد درويش الذى كان له دور هائل فى انتعاش الروح الوطنية للملايين، حيث أصبح سعد فى شهور قليلة معشوق الملايين فى مصر والعالم، بل شخصية ملهمة للمصريين جميعاً. بفضل سعد زغلول تحقق الاستقلال وانتشرت حالة انتعاش سياسى وممارسة ديمقراطية لم تشهدها مصر فى تاريخها الحديث من رحم حزب الوفد، فقد تكونت أحزاب أخرى مثل حزب السعديين، وحزب الكتلة الوفدية وأحزاب أخرى.
حزب الوفد تاريخ ممتد
مر أكثر من مائة عام وما زل حزب الوفد فى مقدمة المشهد السياسى فى مصر، تلك معجزة فى حد ذاتها، حزب تعرض للمؤامرات على مدى تاريخه لكنه بقى بروح سعد والزعماء الخالدين، مصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين.
الوفد صنع إبداع المصريين
يخطئ من يتصور أن حزب الوفد كان مجرد حزب سياسى حاكم لمصر لعدة عقود. هذا الحزب الذى تعلق بحبه ملايين المصريين أسهم بشدة فى التطور الحضارى والفنى والأدبى لمصر.
من رحم ثورة 1919 ظهر الموسيقار خالد الذكر سيد درويش، وفرقة مسرح رمسيس بقيادة يوسف بك وهبى، أضف إلى ذلك ظهور مجموعة من أعظم الأدباء فى التاريخ طه حسين وعباس العقاد والمازنى وأحمد لطفى السيد، ولا ننسى نشأة السينما المصرية اعتباراً من عام 1927.
كل هذا من رحم الثورة العظيمة والزعيم التاريخى سعد باشا زغلول.
الوفد معجزة سياسية
لا شك أن حزب الوفد يعتبر معجزة سياسية فى القرن العشرين، فكان الفضل الأول فى نشأة الحزب للزعيم الخالد سعد زغلول ورفاقه، الحزب التاريخى الذى واجه عواصف سياسية طوال تاريخه، نجح فى التغلب عليها جميعًا.
شخصية سعد زغلول جعلت حزب الوفد هو الحزب الحاكم فى مصر الذى وقف أمام الملك والإنجليز لسنوات طويلة.
وواجه أصعب المواقف فى تاريخه عقب يوليو 1952، حيث تعرض الوفد للتجميد لمدة ربع قرن حتى عاد للساحة السياسية بفضل الزعيم خالد الذكر فؤاد باشا سراج الدين.
من ينسى دور الزعيم مصطفى باشا النحاس فى إلغاء معاهدة 1936, والدور التاريخى لفؤاد باشا سراج الدين وزير الداخلية فى قيادة المعركة التاريخية بين الشرطة المصرية والقوات الإنجليزية فى يناير 1952.
ولا يخفى على الجميع معاناة حزب الوفد مع زعماء مصر السادات ومبارك، وتجميده فى عصر عبدالناصر.

لكن الحقيقة أن الوفد استمد قوته على مدى أكثر من قرن من الزمان من الملايين من أبناء الشعب المصرى، ليصبح بحق حزب الشعب منذ عام 1918 حتى الآن.
تحية فى عيد الجهاد لروح زعيم الوفد التاريخى سعد باشا زغلول ورفاقه.
