السجن ثلاث سنوات لطالب ابتز فتاة بصور خاصة في أسيوط

في قاعة مكتظة بالأنفاس المتوترة وأعين تترقب الحكم، دوى صوت القاضي معلنا لحظة العدالة المنتظرة، فصمت المكان إلا من كلمات الإدانة التي أسدلت الستار على واحدة من أكثر قضايا الابتزاز الالكتروني إثارة وغموضا في أسيوط. 

مشهد بدا كأنه فصلا من رواية مظلمة تداخلت فيها التكنولوجيا مع الجريمة، حين استغل شاب بسيط أدوات العصر الرقمي ليحولها إلى سلاح يهدد به فتاة في ربيع عمرها، محاولا كسر كرامتها وابتزازها بالصور والوعود الكاذبة. 

لكن يقظة أجهزة تكنولوجيا المعلومات وحسم مكافحة جرائم الاتصالات وضعا نهاية لرحلة الخداع، ليقف المتهم في قفص الاتهام محاطا بأدلة رقمية لا ترحم، وتصدر المحكمة كلمتها القاطعة في حكم وصفه المتابعون بأنه رسالة قوية ضد كل من يعبث بكرامة الناس عبر الفضاء الالكتروني.

هيئة المحكمة والحكم

ترأس المحكمة القاضي احمد عبد التواب وعضوية القضاة روميل شحاتة وعلاء عبدالمالك وبأمانة سر عادل ابو الريش وزكريا حافظ أصدرت المحكمة حكما بالسجن لمدة ثلاث سنوات على المتهم احمد حسين، وغرامة وتوقيع مصادرة لكل التسجيلات وامحاء نسخها واجراءات اجرائية تكميلية وتحميله مصاريف الدعوى الجنائية 

وكانت وقائع الحكم مبنية على أدلة فنية وتحريات فنية وتقارير تكنولوجياالمعلومات التي اوضحت وقوع جريمة ابتزازالكتروني ضد المجني عليها فرحة هاشم المرافقة بمحاضر ادلة تقادت التحقيقات الى مسار مرتكز على اساليب جمع ادلة رقمية من خلال تطبيقات التواصل الاجتماعي

الاجراءات وتفاصيل الادلة

شهدت أوراق القضية تحويل القضية الى الادلة الرقمية بعد ان تبين ان رسائل تهديدية اغلبها عبر حسابات واتساب مركبة استخدمت لطلب مبالغ مالية مقابل عدم نشر صور وصفتها المجني عليها بالمسربة والخاصة 

وقامت جهات التحقيق بالاستعانة بتقارير تكنولوجياالمعلومات ومعمل المساعدات الفنية لفحص الاجهزة المحمولة والذاكرة الداخلية 

حيث اكد تقرير الفحص وجود محادثات ودلائل رقمية تثبت محاولة ابتزاز الالكتروني ووجود صور مرتبطة بالحالة وقد وثق تقرير التحريات الفنية مسارات الرسائل واجراءات حذف متعمدة من قبل الجاني الامر الذي عزز اركان تهمة ابتزازالكتروني امام المحكمة

تفاصيل الواقعة من مسرح ارتكابها

تقدم الضابطة القضائية محاضر الشاكية فرحة هاشم التي ابلغت عن ورود رسائل تضمنت تهديدات بنشر صور خصوصية وطلب مبالغ مالية مقابل منع النشر ففتحت نيابة مكافحة جرائم المعلومات ملف تحقيق تضمنت مقابلات مع الشاكية ووثائق فنية من اجهزتها 

كما اشتمل الملف على افادات ضابط تحقيقات ادلى فيها بانه بناء على تحريات فنية تم تحديد مستخدم الارقام وتحريز اجهزة كانت في حوزة المتهم بعد ضبطه لاحقا واعترف امام الضباط بارتكاب ارسال الرسائل والتهديد بغرض الحصول على مال مما شكل قاعدة استدلالية للحكم في جريمة ابتزازالكتروني

تقرير الخبراء ودور تكنولوجياالمعلومات

اقر خبراء تكنولوجياالمعلومات بالمختبر الفني بوجود سجلات ومحادثات مؤرشفة واحيانا محذوفة تم استعادتها اثبتت تبادل رسائل تضمنت عبارات ابتزاز وتهديد 

وحثت النيابة والمحكمة على الاخذ بتقرير فحص الاجهزة الذي مثل دليلا فنيا قاطعا في مسار ادانة المتهم كما لعبت تحرياتفنية دورا محوريا في تعقب نقاط الاتصال وتحليل سجلات الاتصالات وتحديد ملكية الحسابات والشرائح التي استخدمت في ارتكاب الفعل وهو ما ادى الى اقرار المحكمة بوقوع عمل جنائي من نوع ابتزازالكتروني

اثر الواقعة على المجني عليها واجراءات الحماية

اكدت الشاكية ان الاضرار كانت معنوية ومجتمعية وان التهديد والترهيب اديا الى اضطراب نفسي واضرار في سمعتها فامرت النيابة بتدابير حماية لها 

وركزت هيئة المحكمة في حكمها على اهمية حفظ حرمة الحياة الخاصة والتعامل بحزم مع جرائم تكنولوجياالمعلومات التي تطال الافراد وتعرضهم لفضائحالكترونية قد تدمر مستقبلهم وتطالب المجتمع بمساندة جهود مكافحةجرائم لمثل هذه الافعال

ردود الفعل والاجراءات القانونية اللاحقة

ابلغ المدعى عليه أثناء التحقيق والضبط اعترفا جزئيا بالتحقيقات فاستندت النيابة العامة الى ادلة فنية موثقة ادت الى احالته للمحاكمة 

وصدر الحكم المشدد الذي تضمن مصادرة وحذف كل المواد الرقمية المتعلقة بالواقعة وتغليظ الاجراءات في مواجهة من يثبت تورطه في ابتزازالكتروني 

كما قررت المحكمة تكليف جهات متخصصة بتنسيق جهود تكنولوجيا المعلومات لمتابعة تنفيذ امر الحذف ومنع اعادة النشر