بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

مسلسل “بلوريبس”: فينس جيليجان يعود بعالم من السعادة القسرية والخيال المظلم

مسلسل بلوريبس
مسلسل بلوريبس

يعود المبدع فينس جيليجان إلى الشاشة الصغيرة بمسلسله الجديد بلوريبس، المعروض حصريًا على منصة Apple TV+، بعد غيابٍ دام أكثر من عقد عن الدراما التلفزيونية منذ تحفته بريكينغ باد. 

ويقدم جيليجان هذه المرة عملًا يجمع بين الخيال العلمي والرعب الفلسفي، مستكشفًا عالمًا مثاليًا ظاهريًا يخفي وراء ابتساماته جحيمًا من السيطرة الذهنية.

يُصوّر عالمًا غارقًا في البهجة المصطنعة


تبدأ القصة في ألباكيركي بولاية نيو مكسيكو، حيث تعيش الكاتبة “كارول ستوركا”، التي تؤدي دورها ببراعة الممثلة ريا سيهورن، وسط مجتمع تبدو عليه السعادة المطلقة. لكن هذه السعادة لا تأتي من القناعة، بل من عدوى غامضة تُجبر الناس على الشعور بالفرح. 

وتنجو “كارول” وحدها من هذا المصير، لتصبح الأمل الأخير للبشرية في مقاومة “الرضا القسري” الذي يبتلع العالم من حولها.

يخلق الإخراج توترًا خفيًا من اللحظة الأولى


يفتتح المسلسل بمشهد يفيض بالهدوء المزعج، حيث يسود الصمت في الشوارع والابتسامات المرسومة على الوجوه، بينما يزداد شعور “كارول” بالريبة من هذا الانسجام المصطنع. 

ويستخدم جيليجان إيقاعًا بطيئًا ومدروسًا ليبني عالمًا مألوفًا ومقلقًا في آن واحد. يتصاعد الغموض تدريجيًا في الحلقتين الافتتاحيتين، ما يدفع المشاهدين إلى التساؤل عن معنى الحرية حين يصبح الفرح إلزاميًا.

ريا سيهورن تتألق في أداء مليء بالهشاشة والقوة


تُجسد سيهورن ببراعة امرأةً ممزقة بين الرفض واليأس، حيث ينعكس على ملامحها شعورٌ دائمٌ بالذنب والعزلة. 

ويجمع أداؤها بين السخرية والذكاء، مما يمنح الشخصية بعدًا إنسانيًا يربط الجمهور بمعاناتها. يُظهر المسلسل أن الرعب الحقيقي لا يكمن في الوحوش، بل في فقدان الإرادة، وهو ما تجسده سيهورن بإحساس واقعي يترك أثرًا عميقًا في كل مشهد.

إبداع بصري وسرد فلسفي يُعيد أمجاد “بريكينغ باد”


يبني جيليجان عالم بلوريبس بحرفية بصرية مذهلة، حيث تمتزج الإضاءة الباردة واللقطات الواسعة لتصوير مجتمعٍ مثاليٍّ يختنق تحت عباءة الكمال. 

ويعتمد المسلسل على الغموض أكثر من الصدمة، ويزرع أسئلة حول معنى السعادة، وحدود السيطرة، وما إذا كان الإنسان قادرًا على مواجهة النظام حين يصبح الاستسلام هو الخيار الوحيد.

تجربة فكرية مشوّقة تعد بموسم استثنائي


يُقدم بلوريبس تجربة مشاهدة توازن بين التوتر النفسي والتأمل الفلسفي، مع حبكة تتكشف ببطء لكنها تكافئ المتابعين على صبرهم. ومن خلال رحلة “كارول” لإنقاذ العالم من الفرح القاتل، يطرح جيليجان سؤالًا وجوديًا جريئًا: هل يمكن أن يكون السعادة شكلًا جديدًا من العبودية؟