بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

تحول إلى ممر للمخلفات

الإهمال يحاصر نفق الزهراء للمشاة بأسيوط

كارثة بيئية بقلب
كارثة بيئية بقلب الصعيد تكشف الوجه الآخر لـ نفق الزهراء

يعتبر نفق الزهراء للمشاة بأسيوط الذي يربط بين حي شرق أسيوط وحي غرب أسيوط بين شارع الجلاء وجامعة أسيوط الكبرى؛ أهم الشرايين الحيوية للمشاة بمحافظة أسيوط، إلا أن الإهمال وتراكم المخلفات أصبحا المشهد الرئيسي للنفق. 

 

المشهد كارثي يجمع بين التلوث البيئي الناتج عن تراكم مريع للنفايات والمخلفات الخطرة وتدهور فني وبنيوي يهدد سلامة الآلاف من مستخدميه يوميا في سابقة مؤسفة تؤكد غياب الرقابة والمتابعة الدورية لواحد من المنشآت الحيوية التي تخدم طلبة الجامعة وأهالي المنطقة. 

ترصد بوابة الوفد  حجم الإهمال وتسلط الضوء على تفاصيل التخريب والتلوث البيئي وتكشف الأسلاك المكشوفة عن خطر كهربائي داهم يتربص بالمارة وسط أسفلت مبلل ومخلفات عضوية وبلاستيكية.

يواجه نفق الزهراء للمشاة بأسيوط مأساة حقيقية على مرأى ومسمع الجميع، فالشريان الحيوي الذي كان من المفترض أن يمثل حلقة وصل حضارية وآمنة بين شارع الجلاء بحي شرق أسيوط وبين جامعة أسيوط بحي غرب أسيوط تحول إلى بؤرة للتلوث ومرتع للمخاطر الكهربائية والبيئية. 

تكشف الصور الملتقطة من قلب النفق فجوة هائلة بين التخطيط العمراني وتطبيق الصيانة الدورية في محافظة الصعيد العريقة، إن مستوى الإهمال الذي وصل إليه هذا المرفق العام يدق ناقوس الخطر حول مدى جاهزية البنية التحتية بالمحافظة لاستيعاب حركة المشاة الكثيفة التي تعتمد عليه يوميا، المارة وخاصة طلاب جامعة أسيوط يجدون أنفسهم مضطرين لعبور ممر غارق في القمامة والتخريب الفني بدلا من ممر آمن.

أكوام القمامة .. تحويل الممر إلى مقلب بيئي

المشهد الأكثر هيمنة والأشد فداحة داخل نفق الزهراء للمشاة بأسيوط هو التراكم العشوائي والهائل للنفايات والمخلفات، لم يعد الأمر مقتصرا على إلقاء نفايات فردية بل تحول إلى أكوام متراكمة من القمامة في نقاط متعددة وزوايا النفق. 

تظهر الصور بوضوح خلطا مميتا بين المواد العضوية والأكياس البلاستيكية والزجاجات الفارغة ومخلفات المشروبات والسجائر، هذا المزيج من القمامة لا يكتفي بتشويه المظهر الجمالي للألواح الجرانيتية التي تكسو الجدران، بل ينذر بتداعيات صحية وبيئية خطيرة.

تجمعات المياه الراكدة والمختلطة بالمخلفات تظهر في مساحات واسعة من الأرضية مما يشير إلى وجود مشكلة مزمنة في الصرف الصحي أو تجميع المياه داخل النفق. 

هذه البيئة المثالية لتكاثر الحشرات والقوارض تنفي تماما أي محاولة للحفاظ على صحة وسلامة مستخدمي النفق، الملاحظ أن هذه المخلفات لم يتم رفعها لأسابيع إن لم يكن لشهور عديدة وهو ما يرفع من حدة التدهور البيئي للمنطقة بالكامل.

الأسلاك المكشوفة تهديد كهربائي يتربص بالمارة

لا تقتصر الأزمة داخل نفق الزهراء للمشاة بأسيوط على التلوث البيئي فحسب بل تتعداه إلى الإهمال المتعمد في صيانة المرافق الكهربائية، العديد من الصور ترصد كوارث فنية تتعلق بتهالك شبكة الإضاءة الداخلية. 

تظهر الأسلاك والكابلات الكهربائية مكشوفة ومتدلية بشكل عشوائي من السقف وعلى طول الجدران، هذه الأسلاك التي كانت في يوم ما تغذي وحدات الإضاءة أو كاميرات المراقبة أصبحت الآن خطرا داهما يهدد حياة المارة. 

في ظل وجود بقع المياه والرطوبة على الأرضيات والجدران، يتضاعف خطر الصعق الكهربائي لأي شخص يمر بالنفق، هذا الإهمال في فصل التيار أو تغليف الكابلات المقطوعة يشير إلى عدم وجود متابعة من قبل مهندسي أو فنيي الصيانة المسؤولين عن البنية التحتية للنفق.

من جانب آخر، تعاني الجدران المغطاة بالجرانيت من تشوهات بصرية وتخريب واضح. فالحوائط الملطخة بالسوائل والأوساخ المتراكمة تتخللها رسومات جرافيتي وكتابات عشوائية تزيد من مظهر التدهور العام. 

كما تظهر في بعض الأماكن آثار ثقوب وفجوات عميقة في الجدران والسقف نتيجة لنزع أو سقوط بعض التجهيزات الكهربائية، تاركة وراءها فراغات غير معالجة وبؤر سوداء. 

بات نفق الزهراء للمشاة بأسيوط مثالا صارخا على أن الإهمال لا يتجزأ، فهو يجمع بين التلوث البيئي والتدهور الفني وتدني مستوى الأمان، نفق الزهراء للمشاة بأسيوط لم يعد ممر عبور آمنا بل أصبح دليلا دامغا على تقصير يستوجب المحاسبة.