بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

صرخة طفل من شباك الفصل بأسيوط تهز القلوب.. والمعلمون يتفرجون في صمت

محاولة طفل في روضة
محاولة طفل في روضة الرعاية المتكاملة القفز من الشباك

وثقت عدسة بوابة الوفد الإخبارية لقطات صادمة تكشف عن تقصير خطير يهدد حياة الأطفال داخل إحدى المنشآت التعليمية الكبرى في صعيد مصر. 

 

التقطت المشاهد في وضح النهار تبعث برسالة إنذار عاجلة إلى كل مسؤول عن صون سلامة النشء في محافظة أسيوط، هذه المنشأة التي ترفع شعارات الرعاية والتطوير تبدو وكأنها تتجاهل أبسط معايير السلامة والأمان المطلوبة لحماية أرواح الأبرياء، المشهد يتجاوز حدود الإهمال ليصبح جرس إنذار حقيقي لجهات الاختصاص.

 

كشفت صور فوتوغرافية التقطت في قلب صعيد مصر عن جريمة إهمال موثقة بالأدلة المصورة تتجاوز حدود التقصير الإداري المعتاد. اللقطات التي أظهرت طفلا معلقا بين الحياة والموت على حافة نافذة في الطابق العلوي من إحدى المنشآت التعليمية الكبرى في محافظة أسيوط هي صرخة مدوية في وجه المسؤولين جميعًا. 

 

هذه الكارثة الإنسانية المرتقبة تقع تحت اسم مؤسسة ترفع لافتة "الرعاية المتكاملة" في مشهد يمثل تحديا صارخا لكافة جهود الدولة نحو تطوير قطاع التعليم وصون سلامة النشء.

 

الأمان التعليمي يبدأ من سلامة النوافذ والأسوار

الأمان التعليمي ملف يتقدم كافة الأولويات في أجندة الدولة المصرية التي تولي اهتمامًا استثنائيا بأجيال المستقبل وتخصص له مليارات الجنيهات لتطوير البنية التحتية. 

 

ومع ذلك وثقت مجموعة من الصور مشهدًا يدعو للريبة والقلق العميقين داخل إحدى المؤسسات التي تحمل على عاتقها مسؤولية تربية النشء وتوفير ما يسمى الرعاية المتكاملة. 

 

ترفع روضة الرعاية المتكاملة بأسيوط شعارًا براقا يعد ببيئة "جميلة نظيفة متطورة" لأطفالها، لكن التناقض بين الشعار وواقع المشاهد الموثقة صارخ ومخيف.

 

التقطت الصور لحظة حرجة لا تحتمل التأويل حيث ظهر طفل صغير لم يتجاوز عمره سنوات قليلة جالسا على حافة نافذة مفتوحة بالكامل في طابق علوي من مبنى الروضة. 

 

كان الطفل يبكي في حين أن موقعه يعرض حياته لخطر السقوط المحقق والوشيك وهي كارثة حقيقية كادت أن تقع لولا حفظ القدر، وضعية النافذة المتاحة بالكامل للطفل دون وجود حواجز أمان أو إشراف مباشر تكشف عن تقصير مهني وإداري جسيم يضرب بعرض الحائط كافة لوائح واشتراطات السلامة المفروضة على مثل هذه المنشآت التعليمية.

 

صدمة الإهمال والوعود الغائبة

هذا المشهد تحديدًا يجب أن يفتح تحقيقًا فوريًا وعاجلًا من قبل الجهات المعنية للوقوف على مدى التزام روضة الرعاية المتكاملة بأسيوط بالحد الأدنى من معايير الأمان التعليمي لحماية التلاميذ. 

 

فإذا كانت الروضة لا تستطيع ضمان عدم جلوس طفل في وضع قاتل على حافة نافذة فكيف يمكنها أن تزعم توفير "الرعاية المتكاملة" و"التطوير"؟ هذا التناقض بين الوعود والواقع المرير هو صلب القضية الصحفية والمسؤولية الأخلاقية.

 

كما أظهرت الصور المباني المحيطة والمداخل وهي تشهد تجمعًا كبيرًا للجمهور خلال فترة الذروة الصباحية أو المسائية مما يشير إلى أن الروضة تستقبل مئات الأطفال يوميا وهو ما يضاعف من مسؤولية الإدارة عن حفظ سلامة كل طفل يقع تحت رعايتها. 

 

ويشير ظهور بعض اللفائف البلاستيكية على أجزاء من إطارات النوافذ إلى أن المبنى قد يكون قيد الصيانة أو أن أعمال التجهيز لم تكتمل بشكل يضمن السلامة الكاملة وهو أمر غير مقبول تماما في محيط الأماكن التي يتردد عليها الأطفال.

 

المطلوب الآن ليس مجرد التنديد بالواقعة بل المطالبة بتدخل سريع وحاسم من قبل مديرية التربية والتعليم في أسيوط وأجهزة الحماية المدنية للتأكد من تأمين كافة النوافذ والأبواب في الطوابق العلوية بالروضة. 

 

سلامة أطفالنا في الصعيد يجب أن تكون فوق أي اعتبار فالمشهد الموثق يعد وصمة في جبين كل من يتغنى بتوفير الأمان التعليمي وهو دليل دامغ على أن المشكلات الهيكلية في تطبيق معايير السلامة لا تزال قائمة وتهدد مصير أكثر من 65 مليون نسمة من السكان، يجب أن يكون الأمان التعليمي هدفا لا مجرد شعار.

 

تدق بوابة الوفد الإخبارية جرس إنذار أخير قبل وقوع كارثة تحصد أرواحًا بريئة تحت سقف مؤسسة يفترض بها أن تكون ملاذا آمنا، تكرار مثل هذه الحوادث في أي منشأة تعليمية سواء كانت تحمل اسم روضة الرعاية المتكاملة بأسيوط أو غيرها من المؤسسات يضع المسؤولين جميعا أمام مسألة الإهمال التي تتطلب تفعيل آليات المحاسبة بكل حزم وشفافية.