بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

70 ألف فرصة عمل واستثمارات استراتيجية..

مصر تتصدر العالم فى صناعة التعهيد الرقمية

بوابة الوفد الإلكترونية

مدبولى: تحويلات الأرباح لا تخضع لأى قيود لتعزيز حرية المستثمرين

طلعت: برامج تدريبية للمواهب الرقمية لضمان جاهزيتها للاقتصاد العالمي

«إيتيدا»: القمة العالمية تعكس ثقة العالم بمصر كمركز للابتكار والخدمات الرقمية

 

 وسط اهتمام عالمى متزايد بقطاع الاتصالات والتكنولوجيا، تؤكد مصر مكانتها الرائدة كوجهة استراتيجية للاستثمار والخدمات الرقمية عالية القيمة، القمة العالمية لصناعة التعهيد التى استضافتها القاهرة هذا الأسبوع سلطت الضوء على قدرة مصر على الدمج بين كوادر بشرية شابة متعددة المهارات، بنية تحتية رقمية متطورة، واستراتيجية وطنية واضحة لتعزيز قطاع الاتصالات والتكنولوجيا.

القمة شهدت توقيع 55 مذكرة تفاهم مع شركات عالمية ومحلية لتوسيع نشاطها فى مصر أو افتتاح مقرات جديدة، بما يسهم فى توفير أكثر من 70 ألف فرصة عمل خلال السنوات الثلاث المقبلة، لتثبت مصر مجددًا أنها مركز عالمى للخدمات الرقمية والتعهيد.

قال الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، خلال مراسم توقيع الاتفاقيات، إن الحكومة ملتزمة بتوفير بيئة أعمال مستقرة وجاذبة للاستثمارات، مع التركيز على تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، مضيفًا أن مصر تمتلك ركائز قوية للنمو الاقتصادى الرقمى تشمل الاستقرار المالى، البنية التحتية الحديثة، وتنمية رأس المال البشرى، مؤكدًا أن تحويلات الأرباح أو تدفقات النقد الأجنبى لا تخضع لأى قيود، بما يعزز حرية المستثمرين ومرونتهم فى العمل.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن استثمارات الدولة فى البنية التحتية، والتى تجاوزت نصف تريليون دولار خلال السنوات الماضية، شملت الطرق والموانئ والمطارات والطاقة والمناطق اللوجستية وشبكات الاتصال الرقمية، ما يوفر أسسًا قوية لازدهار الشركات العالمية فى مصر.

أكد «مدبولى» أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أصبح ركيزة أساسية للنمو الاقتصادى، وأن الحكومة تعمل على تعزيز الاستدامة وتحقيق التحول نحو الطاقة المتجددة بما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة.

أبرز الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حجم الإنجازات التى حققها القطاع خلال السنوات الأخيرة، وقال إن مصر أطلقت استراتيجية مصر الرقمية فى 2019، والتى تهدف إلى تحويل قطاع الاتصالات والتكنولوجيا من قطاع خدمى بحت إلى قطاع خدمى وإنتاجى، مضاعفة مساهمته عالميًا فى صناعة التعهيد أربع مرات، وتوفير بيئة مثالية للشركات العالمية لتوظيف المواهب وتحقيق طموحاتها فى السوق المحلية والدولية.

أشار طلعت إلى نمو القطاع بمعدل يتراوح بين 14 و16% سنويًا، مقارنةً بالنمو الاقتصادى العام البالغ 4.4%، مؤكدًا أن هذا يعكس قوة قطاع التعهيد وقدرته على تعزيز مكانة مصر كوجهة موثوقة للخدمات الرقمية عالية القيمة.

أضاف وزير الاتصالات أن مصر وفرت برامج تدريبية شاملة لتمكين الشباب، حيث بلغ عدد المتدربين 800 ألف سنويًا مقارنةً بأربعة آلاف متدرب قبل ثمانى سنوات، مع التركيز على المهارات الرقمية، اللغات الأجنبية، والتقنيات الحديثة بما فى ذلك الذكاء الاصطناعى والحوسبة السحابية.

أكد الوزير أن الوزارة وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا» توفر حوافز استراتيجية للشركات العالمية، تشمل دعم التوظيف، التدريب، الرد على الأعباء التصديرية، وتسهيل عمليات التوسع والنمو، مع الحفاظ على جودة عالية للكفاءات، موضحًا أن المقومات التنافسية لمصر تشمل كوادر بشرية مؤهلة، بنية تحتية رقمية متطورة، وموقع جغرافى استراتيجى يضمن قدرة الشركات على تقديم خدمات عالمية بتكاليف تشغيلية متميزة.

أضاف طلعت أن استراتيجية مصر لصناعة التعهيد حققت نجاحًا ملموسًا، حيث شهدت القمة توقيع 55 مذكرة تفاهم مع شركات عالمية ومحلية مثلAccenture،  IBM،Teleperformance،Raya Contact Center، Intelcia، ما سيسهم فى خلق أكثر من 70 ألف فرصة عمل جديدة خلال السنوات الثلاث المقبلة، موضحًا أن 39 شركة ستوسع مراكزها القائمة فى مصر، بينما تدخل 16 شركة السوق المصرية لأول مرة، وهو مؤشر على الثقة الدولية المتزايدة فى قدرات مصر التنافسية.

أشار الوزير إلى أن قطاع الاتصالات والتكنولوجيا أصبح ركيزة أساسية ضمن استراتيجية التنويع الاقتصادى فى مصر، وأسهم بشكل مباشر فى رفع نصيب القطاع فى الناتج المحلى الإجمالى من 3.2% عام 2018 إلى 6% فى 2025، إلى جانب تضاعف الصادرات الرقمية فى مجال التعهيد، مؤكدًا أن مصر تصدرت إفريقيا فى متوسط سرعة الإنترنت الثابت لعدة سنوات متتالية، كما تحتل العاصمة القاهرة موقعًا متميزًا ضمن أهم مدن الابتكار وريادة الأعمال عالميًا.

لفت الوزير إلى أن مصر لا تركز فقط على التوسع الكمى فى قطاع التعهيد، بل تعمل على تطوير نوعية المهارات والكفاءات من خلال برامج تدريبية متقدمة تشمل مبادرة «الرواد الرقميون»، والتى تستهدف تدريب أكثر من 10 آلاف شاب وفتاة سنويًا بإشراف مباشر من رئيس الجمهورية، مع توفير منح كاملة، مضيفًا أن الوزارة توفر منصات تعليمية عن بعد، ومراكز إبداع رقمية فى 24 محافظة، لضمان وصول التدريب والتطوير إلى جميع الشباب المصرى، بما يضمن استمرارية الأعمال وتحقيق الجودة فى الخدمات الرقمية.

أكد طلعت أن التحول الرقمى فى مصر يشمل تعزيز البنية التحتية، توسيع شبكة الألياف الضوئية لتغطية أكثر من 60 مليون مواطن فى 4500 قرية، ما يتيح العمل عن بُعد وتوزيع فرص العمل على مستوى الجمهورية، ويعزز قدرة الشركات متعددة الجنسيات على توسيع خدماتها الرقمية بسهولة وفاعلية.

أشار المهندس أحمد الظاهر، الرئيس التنفيذى لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا»، إلى أن استضافة مصر للقمة العالمية لصناعة التعهيد تعكس مكانتها الريادية كمركز عالمى للاستثمار والابتكار والخدمات الرقمية، مؤكداً نجاح الدولة فى تحويل مصر من مجرد وجهة لتقديم الخدمات إلى شريك استراتيجى عالمى فى مجالات التكنولوجيا والابتكار وخدمات القيمة المضافة.

أضاف الظاهر أن القمة تسلط الضوء على قصص نجاح الشركات العالمية فى مصر، وتبرز قدرة الدولة على جذب الاستثمارات وتعزيز نمو شركات التعهيد المصرية، بالإضافة إلى خلق فرص عمل نوعية للشباب، وقال: «ما نراه اليوم هو نجاح لمصر بأكملها، مدفوع برؤية طموحة من وزارة الاتصالات وبشراكات قوية مع القطاع الخاص، واعتماد على طاقات الشباب المصرى».

تؤكد القمة العالمية لصناعة التعهيد أن مصر مستمرة فى قيادة التحول الرقمى على مستوى الإقليم والعالم، عبر كفاءات شابة، استثمارات ضخمة فى البنية التحتية، واستراتيجيات واضحة لدعم الابتكار وتعزيز مكانة مصر كمركز عالمى للخدمات الرقمية، ومع التزام الحكومة بمواصلة الاستثمار فى القطاع، فإن مستقبل صناعة التعهيد الرقمية فى مصر يبدو واعدًا، مع تعزيز فرص العمل، نمو الاقتصاد الرقمى، وتعزيز مكانة مصر كوجهة موثوقة للمستثمرين العالميين.