بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

تعرف على مفهوم التصوف وهل له أهمية في حياة الفرد والمجتمع

بوابة الوفد الإلكترونية

التصوف في الإسلام هو منهج روحي يركز على تزكية النفس والروحانية والزهد. يهدف إلى الوصول إلى الكمال الأخلاقي والاتصال بالله عبر تزكية النفس وتطهير القلب والتجرد من الدنيا وزخرفها. يمارس أتباع التصوف، ويُسمون "الصوفية"، سلوكيات تعينهم على ذلك من خلال العبادات والأذكار والتأمل، بالإضافة إلى السعي لامتلاك صفات حميدة كالرحمة والشفقة على الخلق.

أكد الدكتور محمد محمود أبو هاشم أستاذ الحديث بجامعة الازهر وعضو المجلس الاعلى للطرق الصوفية للوفد، أن التصوف يقوم على الذكر وهذا زيادة عن الأركان الخمسة، موضحا أن التصوف لابد أن نؤدي أركان الاسلام الخمسة ثم نزيد في النوافل وينظم ذلك الحديث القدسي (ما زال عبدي يتقرب إليا بالنوافل حتى أحبه".

التصوف هو الإسلام فى أجلّ وأرقى معانيه، وهو الذى دعا إلى أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وهو الأخذ بالحقائق واليأس مما فى أيدى الخلائق، وهو أن تزهد ما فى يد الناس وتأخذ بالحقيقة، والحقيقة هى أن الله سبحانه وتعالى هو فقط الذى أوجد الوجود وهو الرزاق والقادر.

 لافتا إلى أن الجسد له غذاءه والروح لها غذاء ولو عملنا توزان بين العاملين نجد انسان سوي طبيعي وإذا الجسد زاد شويه عن الروح يكون انسان نعيب عليه أنه أخذته الشهوات والمادية.

واستكمل: "نعيب على الانسان إذا زادت عملية الشهوات عنده بطريق غير حلال والاسلام لا يحرم الاستمتاع بالدنيا ولكن يجب أن تكون حلال ولا يكون فيها كبر ولا غرور ويؤدي الانسان الحقوق التي عليه ويعرف حقوق الله وحدوده، بينما في الإسلام لما الروح تزيد شويه بيكون الشخص لا ينظر الى الدنيا ومنشغل بالآخرة".

الولاية الحقيقية فى أن تكون قادرًا على إصلاح المجتمع، وتسوق المجتمعات إلى الله، ولا تقف بين المجتمعات وبين الله، ولا أدعى الولاية فتصطدم الناس بى وتنحجب عن الله، الذى يقول: «إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِى شَيْءٍ».

التصوف هو الإسلام، وليس ركنًا ثالثًا أو رابعًا، فهو روح الإسلام وروحانيته، والإمام الغزالى- رحمه الله- قال إن التصوف هو «فرض عين على كل مسلم»، لأن كل فنون الدين وعلومه فرض كفاية، فالفقه إذا تعلمه العلماء، فالعوام عليهم التقوى والعلماء عليهم العلم.

والتصوف هو العلم المفروض على الجميع، سواء المسلم العالم أو المسلم العادى، لأن الله سبحانه وتعالى أمرنا بأن نتزكى، ومدح ذلك بقوله: «قد أفلح من تزكى»، ولا يخلو أحد من عيب فى زماننا إلا الأنبياء، وبعد النبى- صلى الله عليه وسلم- لا يوجد أنبياء، لذا ليس هناك معصوم، وكل واحد لديه خلل نفسى يحتاج إلى أن يتطهر منه، وصولًا إلى السمو الروحانى فى معرفة الله، لذا فإن التصوف هو معراج الوجود للتصالح مع الودود.