عمرو الورداني: "ليست كل الزينة من قماش.. لباس التقوى نور يكسو القلوب"
تحدث الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عبر صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، عن قيمة التقوى كزينة معنوية تفوق في أهميتها كل مظاهر الزينة المادية، قائلًا الورداني: “ليست كل الزينة من قماش، بعض الألبسة تُنسج من النور".
لباس التقوى.. زينة لا تُشترى بالمال
أوضح الدكتور الورداني أن لباس التقوى لا يُشترى، بل يُكتسب، قائلاً:“لباس التقوى لا يُشترى، بل يُكتسب بتواضع القلب وخوف الله، تتجمّل به، فذلك خير لباس في الدنيا والآخرة.”
وأكد أن التقوى ليست مظهرًا خارجيًا، بل سلوك داخلي ينعكس على تعامل الإنسان مع نفسه ومع الآخرين، فهي لباس القلوب قبل أن تكون زينة الأجساد.
أربعة دلائل تبيّن سر تسمية التقوى لباسًا
وفي تفسيره للآية القرآنية:﴿وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ﴾ [الأعراف: 26] قدّم الدكتور الورداني أربع دلالات عميقة تُظهر سر تشبيه التقوى باللباس، قائلاً إن لباس التقوى:
يستر العيوب ويحفظ الكرامة كما يستر اللباس الجسد.
يحمي صاحبه من الذنوب والمعاصي، كما يحمي الثوب من الحر والبرد.
يزين صاحبه بالأخلاق الحسنة، فيمنحه نورًا وهيبة وجمالًا داخليًا.
يرتقي بالنفس ويطهّرها من الكبر والرياء والغش، فتكون السيرة طاهرة نقية.
وأضاف الورداني أن هذا المعنى هو ما قصده الله تعالى حين قال:“وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ”، مبينًا أن خير اللباس هو ما يكسو القلب بالخشية والتواضع، لا ما يزين الجسد بالرياء والمظاهر.
زينة الإنسان في خلقه لا في ثوبه
وجّه الدكتور عمرو الورداني رسالة مؤثرة لكل متابعيه قال فيها:“ليست الزينة في الملبس ولا المظاهر، الزينة الحقيقية هي في القلب النقي والسيرة الطيبة، وفي التواضع الذي يرفع صاحبه في الدنيا والآخرة.”
وأكد أن كثيرًا من الناس ينشغلون بالمظهر الخارجي ويغفلون عن إصلاح الباطن، في حين أن الزينة التي تبقى هي زينة التقوى والإيمان، فهي التي تجعل الإنسان محبوبًا في الأرض ومقبولًا عند الله.
حملة "ترقّي النفس".. دعوة إلى تهذيب الروح في زمن المظاهر
وتأتي منشورات الدكتور الورداني ضمن حملة توعوية أطلقها تحت عنوان #ترقّي_النفس، تهدف إلى إحياء المعاني الروحية والأخلاقية في حياة الإنسان المعاصر، ودعوته للتأمل في ذاته بدل اللهاث خلف المظاهر الزائلة.
وقد لاقت كلماته تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أعاد الكثيرون نشرها، معتبرين أن الدكتور الورداني يمزج بين عمق الفقه الإسلامي ورقّة الوجدان الإنساني، في زمن تشتد فيه الحاجة إلى الخطاب الروحي المتزن.