بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

دار الإفتاء تحذر: التحايل في المناقصات غش وخيانة للأمانة.. “المسلمون عند شروطهم”

بوابة الوفد الإلكترونية

شددت دار الإفتاء المصرية، شددت المؤسسة على حرمة التحايل أو الغش في المناقصات والعقود التجارية، مؤكدة أن من يشترك في أي صفقة أو مناقصة لتوريد سلعة أو خدمة، وجب عليه شرعًا الالتزام التام بكل الشروط المتفق عليها، دون غش أو تلاعب أو تدليس.

وأوضحت دار الإفتاء أن من يخالف الشروط أو يتحايل على الالتزامات القانونية يرتكب إثمًا عظيمًا، ويقع في دائرة الخيانة والغش المحرّم، مشيرة إلى قول النبي ﷺ في الحديث الشريف:«الْمُسْلِمُونَ عِنْدَ شُرُوطِهِمْ، إِلَّا شَرْطًا حَرَّمَ حَلالًا أَوْ أَحَلَّ حَرَامًا»(رواه الدارقطني).

 

العقود في الإسلام

أكدت دار الإفتاء أن العقود في الإسلام ليست مجرد أوراق موقّعة أو اتفاقات شكلية، بل هي عهود ومواثيق يجب الوفاء بها؛ إذ يقول الله تعالى في كتابه العزيز:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ [المائدة: 1].

وأضافت أن التحايل على شروط المناقصات أو تقديم سلع مغشوشة أو غير مطابقة للمواصفات يُعد نوعًا من أكل أموال الناس بالباطل، وهو مما حرّمه الله ورسوله، مؤكدًا أن المسلم الحقيقي هو الذي يلتزم بالعهد، ويحترم الاتفاقات، ويؤدي عمله بإتقان وإخلاص.

كما شددت الدار على أن الالتزام بالعقود لا يقتصر على الجانب الشرعي فحسب، بل هو ضرورة قانونية وأخلاقية، تحافظ على استقرار السوق وثقة المتعاملين، وتمنع الفساد الاقتصادي.

 

الغش في المناقصات.. خيانة للمال العام والمجتمع

أشارت دار الإفتاء إلى أن الغش في المناقصات أو المشاريع الحكومية يمثل خيانة للأمانة العامة، لأنه لا يضر طرفًا واحدًا، بل يؤثر في المجتمع كله.
فعندما يقدم المورد سلعة مخالفة للمواصفات أو يقلل من الجودة بغرض الربح السريع، فإنه يهدر المال العام ويخون الثقة التي أولاها له المجتمع والدولة.

وقالت الدار في بيانها:"من يتلاعب في المناقصات أو يتعامل بالتحايل على القوانين لا يخدع الناس فقط، بل يخدع نفسه، ويجعل رزقه ممزوجًا بالحرام، والله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا."

 

التحايل ليس ذكاءً بل ذنبٌ عظيم

انتقدت دار الإفتاء النظرة الخاطئة لبعض التجار والمقاولين الذين يعتبرون التحايل على الشروط أو استغلال الثغرات القانونية نوعًا من “الذكاء التجاري”، مؤكدة أن هذا السلوك يتنافى مع أخلاق المسلم ومع تعاليم الشريعة الإسلامية.

وبيّنت أن الإسلام يربط بين الأمانة والإيمان، وأن من يغش أو يخون فقد ابتعد عن جوهر الدين، مستشهدة بحديث النبي ﷺ:«مَن غَشَّ فليس منّا» (رواه مسلم).

ودعت جميع المتعاملين في مجال العقود والمناقصات إلى تحري الصدق والإخلاص والشفافية في كل خطوة، لأن ذلك هو الطريق إلى البركة في الرزق، والنجاح الدائم في العمل.

 

دار الإفتاء: الالتزام بالعهد هو الطريق إلى بركة العمل

أكد البيان أن احترام الشروط المتفق عليها في أي عقد أو مناقصة ليس تقييدًا للحرية، بل هو ضمان للحقوق وحماية للمجتمع من الفساد، مضيفة أن من أوفى بعهده نال رضا الله وثقة الناس، ومن خان أو غش خسر دنياه وآخرته.

وجاء في ختام البيان:“الالتزام بالشروط هو من تمام الدين، ومن علامات الإيمان الصادق. فليحذر كل من يتعامل بالتحايل أن الله مطلع عليه، وسيحاسبه على خيانته، صغيرها وكبيرها.”