مطارات أمريكا تعيش أسوأ أيامها بسبب الإغلاق الحكومي
تعيش مطارات أمريكا واحدة من أصعب أيامها، بعدما ألغت شركات الطيران أكثر من ألف رحلة السبت، في ظل أزمة نقص حاد في المراقبين الجويين، نتيجة تداعيات الإغلاق الحكومي المستمر، بحسب بيانات موقع FlightAware المتخصص في تتبع الرحلات.

فرضت الهيئة الفيدرالية للطيران المدني (FAA) برامج لتأخير الإقلاع في عدد من أكبر المطارات الأمريكية، بينها هارتسفيلد-جاكسون في أتلانتا، دالاس-فورت وورث، نيوارك، هيوستن، جون كينيدي، لاغوارديا، فيلادلفيا، شيكاغو أوهير، وسان فرانسيسكو.
هذه الإجراءات جاءت بسبب نقص العاملين في أبراج المراقبة، حيث أبلغت أكثر من 36 منشأة للمراقبة الجوية عن عجز في الكوادر حتى مساء السبت.
إلى جانب ذلك، فرضت الهيئة قيوداً على حركة الطائرات في بعض المناطق، فيما يعرف بـ"قيود التدفق"، لتقليل عدد الطائرات العابرة للأجواء، وهو ما يفاقم التأخيرات ويؤدي إلى مزيد من الإلغاءات.
صرّح وزير النقل شون دافي يوم الإثنين الماضي: "مع ازدياد التأخير، تزداد حالات إلغاء الرحلات الجوية. ويعود ذلك إلى تباطؤ حركة المرور نتيجةً لنقص مراقبي الحركة الجوية في الأبراج والقطارات لضمان قدرتنا على إدارة الرحلات. لذا، فهذه أداة أساسية للحفاظ على سلامة النظام".
وأشار دافي إلى أنه من الممكن أن يطلب تخفيضات بنسبة 20% في الحركة الجوية إذا توقف المزيد من المراقبين عن الحضور للعمل، وأضاف "أقوم بتقييم البيانات. سنتخذ القرارات بناء على ما نراه في المجال الجوي"، وفقاً لـ"رويترز".
إلغاء أكثر من 1000 رحلة
وألغت شركات الطيران الأمريكية 1330 رحلة جوية في اليوم الثاني من تخفيضات الرحلات الجوية التي فرضتها الحكومة في جميع أنحاء البلاد يوم السبت، وتأهب القطاع لمزيد من الإلغاءات مع استمرار إغلاق الحكومة الاتحادية.
وكانت إدارة الطيران الاتحادية قد أصدرت تعليمات لشركات الطيران بتخفيض 4% من الرحلات الجوية اليومية بدءا من الجمعة في 40 مطارا رئيسيا بسبب مخاوف تتعلق بسلامة مراقبة الحركة الجوية.
وأدى الإغلاق إلى نقص في عدد المراقبين الجويين بسبب عدم حصولهم على رواتبهم منذ أسابيع.
وسترتفع نسبة التخفيضات في الرحلات الجوية إلى 6% يوم الثلاثاء قبل أن تصل إلى 10% بحلول 14 نوفمبر تشرين الثاني .
وأبلغت إدارة الطيران الاتحادية يوم السبت عن وجود مشاكل تتعلق بالعاملين في مراقبة الحركة الجوية في 25 مطارا ومركزا آخر، مما أدى إلى تأخير الرحلات الجوية في 12 مدينة أميركية كبرى على الأقل، بما في ذلك أتلانتا ونيوارك وسان فرانسيسكو وشيكاغو ونيويورك.
وتم تأجيل حوالي 5450 رحلة يوم السبت بعد تأجيل 7000 رحلة وإلغاء 1025 رحلة الجمعة.
وخلال فترة الإغلاق الحكومي المطولة المستمرة منذ 39 يوما، أُجبر 13 ألف مراقب حركة جوية و50 ألف مراقب أمني على العمل دون أجر، مما أدى إلى زيادة التغيب عن العمل. وتم إخطار عدد من مراقبي الحركة الجوية يوم الخميس بأنهم لن يتلقوا أي تعويضات لفترة الرواتب الثانية على التوالي الأسبوع المقبل.
واستشهدت إدارة ترامب بمشاكل مراقبة الحركة الجوية في الوقت الذي يحاول فيه الجمهوريون الضغط على الديمقراطيين في مجلس الشيوخ لدعم ما يسمونه مشروع قانون تمويل حكومي "نظيف" دون قيود. ويلقي الديمقراطيون باللوم في الإغلاق على رفض الجمهوريين للتفاوض بشأن دعم التأمين الصحي الذي سينتهي في نهاية هذا العام.
الإلغاءات التي تجاوزت الألف رحلة جاءت في اليوم الثاني من خفض حركة الطيران في نحو 40 مطاراً من الأكثر ازدحاماً في البلاد، ما يعكس اتساع تأثير أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة.
ورغم أن السبت عادةً يوم سفر أقل ازدحاماً، إلا أن مطار شارلوت في نورث كارولاينا كان الأكثر تضرراً، مع إلغاء نحو 120 رحلة حتى منتصف النهار، فيما شهدت مطارات أتلانتا، شيكاغو، دالاس، دنفر، وأورلاندو اضطرابات كبيرة، بحسب الأسواق العربية.
المسافرون بدورهم عبّروا عن استيائهم، إذ قالت إيمي هولغوين (36 عاماً)، التي كانت متجهة من ميامي إلى جمهورية الدومينيكان: "نحن جميعاً بحاجة للسفر والوصول إلى وجهاتنا.. آمل أن تتمكن الحكومة من حل هذه الأزمة سريعاً."