بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

كاريزما

يوم صادرت الرقابة فؤاد حداد!


<< فى مارس عام ١٩٧٣ تقدم الشاعر فؤاد حداد بأغنية اسمها (الأرض بتتكلم عربى) إلى الاذاعة والتليفزيون لتنفيذها كأغنية وطنية؛ وفى أبريل من نفس العام فوجئ الشاعر الكبير؛ بأن لجنة الرقابة التليفزيونية قد رفضت الأغنية والمدهش هو تقرير اللجنة فقد جاء فيه أن الأغنية سطحية تافهة ولا تصلح للغناء.
<< انتهى الأمر عند ذلك؛ ونسى فؤاد حداد الواقعة وبعد شهر كامل زار الشاعر الكبير صلاح جاهين؛ صديق عمره وكفاحه؛ فؤاد حداد. وسأله عن مصير الأغنية وفوجئ برده وهو يقول: إن الرقابة منعتها لضعف مستواها؛ وهنا انفعل جاهين وقال له: ما حدث مهزلة لا يمكن أن أقبلها؛ وما حدث لن يمر مرور الكرام.
<< فى صباح اليوم التالى ذهب جاهين إلى رئيس إتحاد الإذاعة والتلفزيون؛ وآثار ذوبعة من الانتقادات حول قضية: كيف يرفض الرقباء أغنية فؤاد حداد بل يصفها التقرير بأنها تافهة؟ وتمت معاقبة موظف الرقابة الذى كتب التقرير وفى يوليو ١٩٧٣ ظهرت أغنية الأرض بتتكلم عربى؛ بعد أن لحنها وغناها الموسيقار سيد مكاوى. نجحت الأغنية نجاحًا كبيرًا وأحدثت دويًا وكتب عنها الكاتب الصحفى لويس جريس رئيس تحرير مجلة صباح الخير. مثلما تعودنا على إبداعات فؤاد حداد الوطنية؛ يفاجئنا اليوم بأغنية بارعة فى معانيها؛ شابة فى كيانها نابضة بحس وطنى قومى عروبى؛ الأرض بتتكلم عربى عمل فنى متميز فارق أصيل.
<< ويوم صدر ديوان (كلمة مصر) لفؤاد حداد؛ كتب الأديب يوسف إدريس: قصائد هذا الديوان ليست كقصائد الرواد الأوائل–بيرم التونسى ورفاقه؛ لأن روح فؤاد حداد؛ طالعة من ضمير هذا الوطن الطيب بكل ما فيه من بسطاء يعانون؛ وعمال يكافحون بصدق من أجل الوصول لغد أفضل؛ وفلاحين يحضنون أراضينا القرية بالثورات والتواريخ الخماسية القدوة. كل هؤلاء هم كلمه مصر.
<< استمتعنا منذ ما يقرب من ربع قرن بفيلم (الفاجومى) عن حياة شاعر المقاومة الشعبية أحمد فؤاد نجم من إخراج الدكتور عصام الشماع. واليوم أتمنى أن يقدم لنا أحد المخرجين فيلمًا عن عبقرية فؤاد حداد؛ وقصائده التى عاش فيها الشعب المصرى والعربى بكل حب وضمير.. خاصة قصائده عن فلسطين وقمتها كانت فى قصيدة (الحمل الفلسطينى) والتى قدمها فى أوبريت مسرحى بنفسه فى مسرح السلام؛ ثم تجول بها فى أماكن أخرى، حيث كان حماس الناس الكاسح وانفعالهم معه غير مسبوق.
[email protected]