مجلة فرنسية: هل العالم يدخل عصرًا جديدًا من الأسلحة النووية ؟
قالت مجلة "لوبوان" الفرنسية إن الاقتراحات الأخيرة حول استئناف التجارب النووية، وتصريحات قادة روسيا والولايات المتحدة، تثير مخاوف من دخول العالم "عصرٍ جديدٍ من الأسلحة النووية" يقوّض مبدأ الردع التقليدي.
وأضافت المجلة أن عروض الصواريخ المتطورة التي عرضها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وردود أفعال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي ألمحت إلى احتمال استئناف التجارب، ترفع مستوى المخاوف من تحول الردع إلى أداة هجومية بدلاً من كونه وسيلة تمنع استخدام السلاح النووي.
ونقلت "لوبوان" آراء مسؤولين وخبراء، منهم الجنرال فابيان ماندون رئيس أركان الجيش الفرنسي الذي وصف "الأجواء المحيطة بالأسلحة النووية بأنها مثيرة للقلق" مشيرًا إلى مستوى خطاب عدواني استثنائي، والرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب الذي اعتبر أننا دخلنا "عصرًا جديدًا من الأسلحة النووية" لكون فنلندا جارًا مباشرًا لروسيا.
وأكدت المجلة أن خطاب موسكو منذ بدء الحرب في أوكرانيا أعاد إدراج السلاح النووي في صميم استراتيجية النفوذ، مشيرة إلى تصاعد "التباهي بالقوة" مع كشف روسيا عن غواصة نووية جديدة باسم "خاباروفسك" قادرة على حمل طائرة نووية بدون طيار من طراز "بوسيدون".
وأشارت المقالة إلى أن إعلان ترامب العلني عن احتمال إجراء اختبارات نووية أثار دهشة وفتح نقاشًا تقنيًا وسياسيًا حول فائدة مثل هذه الاختبارات، لاسيما وأن أي تحرك من جانب الولايات المتحدة قد يدفع روسيا والصين إلى الرد بالمثل.
وأوضحت الصحيفة أن تصريح ترامب الغامض وغير الدقيق كان كافيًا لإعادة فتح صندوق "باندورا".. فقد صرح فلاديمير بوتين لاحقا "إذا أجرت الولايات المتحدة أو دول أخرى أطراف في المعاهدة مثل هذه الاختبارات، فستُجبر روسيا على اتخاذ إجراءات مناسبة للرد".
من جانبه، رأى وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف أنه "من المناسب البدء فورًا في الاستعدادات لإجراء تجارب نووية واسعة النطاق"، مُحددًا أرخبيل نوفايا زيمليا في القطب الشمالي موقعًا محتملًا للتجارب.
واختتمت "لوبوان" بالقول أنه حتى الآن، كان الردع يقتصر على بث الخوف من رد فعلٍ مدمر في نهاية المطاف. بجعل السلاح النووي سلاحًا هجوميًا، نتخلى عن مبدأ عدم الاستخدام، ونخاطر الآن بتدمير فكرة الردع نفسها.