بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

موسكو وواشنطن بين التصعيد والدبلوماسية .. قمة بوتين – ترامب في بودابيست مستبعدة في الوقت الحالي

بوابة الوفد الإلكترونية

قال حسين مشيك، مراسل القاهرة الإخبارية من موسكو، إن هناك رغبة واضحة لدى كل من روسيا والولايات المتحدة لعقد لقاء بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب في بودابيست، موضحًا أن اختيار المجر لم يكن عشوائيًا، إذ لم تشارك بودابيست في العقوبات المفروضة على روسيا، كما تربطها علاقات قوية برئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، ما يجعلها موقعًا مناسبًا لمثل هذا الاجتماع الدولي الحساس.

وأضاف مشيك، خلال رسالة له على الهواء، أن الكرملين يشدد على أن أي قمة بين بوتين وترامب لا يمكن أن تتم بشكل عشوائي أو سريع دون تحضير الملفات الجوهرية والسياسية مسبقًا، مؤكدًا أن التحضيرات المطلوبة ليست لوجستية بحتة وإنما ترتبط بمناقشة الملفات الأساسية بين البلدين، مثل ملف أوكرانيا، ملف الأمن النووي، والعلاقات الاقتصادية، لضمان أن تكون القمة فعالة ومثمرة، كما أن العلاقات بين موسكو وبودابيست، وكذلك العلاقة الشخصية بين بوتين وأوربان، تشكل عاملًا مهمًا في نجاح أي وساطة محتملة

وأكد مشيك أن التصعيد بين موسكو وواشنطن لم يتوقف خلال الأيام الماضية، حيث أعلنت روسيا عن صاروخ "باريفيتسنيك" بمدى يزيد على 14,000 كيلومتر، في رسالة واضحة للولايات المتحدة بقدرتها على الرد العسكري، في حين ردت واشنطن بسرعة عبر إخطار الكرملين بأنها بصدد إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات، مما يعكس استمرار سباق التسلح وتوتر العلاقات بين القوتين العظميين.

وقال مشيك إن الكرملين يراقب بعناية التصريحات الأمريكية الأخيرة التي تشير إلى أن الرئيس ترامب يضع شروطًا صارمة قبل عقد أي لقاء مع بوتين، معتبرًا أن هذا الموقف يضع عقبة أمام المفاوضات، لكنه أشار إلى أن هناك تواصلًا مستمرًا بين المستويات الدبلوماسية في كلا البلدين لتحديد موعد محتمل للقمة، كما أن المجر تسعى إلى لعب دور الوسيط النزيه لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، خصوصًا في ضوء الملفات الحساسة المتعلقة بأوكرانيا والأسلحة النووية والتجارة الدولية.

وأكد مشيك أن اللقاء بين بوتين وترامب مستبعد في الوقت الحالي على الأقل، مؤكدًا أن التحضير للقمة يتطلب خطوات دقيقة تشمل ترتيب الملفات السياسية، وتقييم المواقف الأمريكية والروسية، والتأكد من إمكانية التوصل إلى نتائج ملموسة، قبل أن يتم الإعلان رسميًا عن موعد عقدها، كما أن موسكو وواشنطن تتفقان على رغبة مشتركة في الحوار، لكن العقبات السياسية والرسائل المتبادلة بالتصعيد العسكري تجعل أي لقاء حاسم أمرًا معقدًا في الوقت الراهن، مشيرًا إلى أن المتابعين في أوروبا والولايات المتحدة وروسيا يراقبون هذا الملف عن كثب لمعرفة ما إذا كانت وساطة المجر ستنجح في تقريب المواقف وإمكانية عقد القمة في المستقبل القريب.