بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

عبد المنعم سعيد: فوز ممداني بمنصب عمدة نيويورك نقلة نوعية

عبد المنعم سعيد
عبد المنعم سعيد

قال الدكتور عبد المنعم سعيد، الكاتب والمفكر السياسي، إن فوز المرشح ذي الأصول الهندية والديانة الإسلامية الشيعية محمد ممداني بمنصب عمدة مدينة نيويورك، يعكس تحولًا نوعيًا، على الرغم من أن نيويورك تُعتبر معقلًا تقليديًا للحزب الديمقراطي الليبرالي، وهي المدينة التي لم تُصوّت أبدًا لصالح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أي من انتخاباته الرئاسية.

​وأشار "سعيد"، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو حافظ، ببرنامج "كل الكلام"، المذاع على قناة "الشمس"، إلى أن فوز ممداني، المعروف باسم "زهران"، يُمثل نقطة تحول نظرًا لخلفيته المتعددة الأوجه، فهو هندي الأصل تنتمي عائلته للمسلمين الشيعة، وتعلم اللغة العربية في القاهرة خلال فترة إقامة سابقة مع والده، ويقدم برنامجًا اشتراكيًا واضح المعالم، مما يُشكل خروجًا عن الخط الليبرالي التقليدي.

​وقال: "نحن أمام خلطة جديدة تشبه المفاجأة التي حدثت عند انتخاب أوباما، حيث صعدت الأقليات إلى المقدمة ببرنامج جذاب يدفعها نحو منصب قيادي، رغم أن هذا التغيير لا يزال محصورًا في نطاق مدينة واحدة هي نيويورك".

ولفت إلى أن أجندة ممداني الاجتماعية تعتبر هي الأكثر إثارة للجدل، حيث تتركز على مبدأ "على قدر ما معك"، وهو ما يسميه المحللون "الأفورد"، ورغم غموض كيفية تطبيق هذه المبادئ اقتصاديًا، إلا أن البرنامج نجح في استقطاب فئات واسعة.

ونوه بأن ممداني تبنى خطابًا شاملًا يُدرج المجموعات المتحولة ومجتمع الميم كجزء من الحريات، مما أكسبه أصواتهم، واتخذ مواقف متساوية تجاه الأديان المختلفة، بما في ذلك الإسلام واليهودية، وهو ما شجع جزءًا كبيرًا من الأقلية اليهودية في نيويورك على انتخابه.

وأكد أنه لم يتم الكشف عن تفاصيل تعليق الرئيس دونالد ترامب بشكل مباشر في التقرير، مشيرًا إلى أن فوز شخصية بأصول ودين مختلف وبرنامج اشتراكي في معقل ديمقراطي مثل نيويورك، يؤكد عمق التباين الفلسفي بين معسكر ترامب المحافظ والتوجه الليبرالي للمدينة، ومن المتوقع أن يستغل ترامب فوز ممداني لانتقاد التوجه الليبرالي الجديد وتأثيره المحتمل على المشهد السياسي الأمريكي الأوسع.

​ونوه بأنه يظل التحدي الأكبر أمام العمدة المنتخب هو إثبات فاعلية برنامجه الاشتراكي، وسط تحفظات ومراهنات على فشله من قبل خصومه داخل الحزب الديمقراطي والجمهوريين على حد سواء.