حريق مانشستر يشعل الغضب ويكشف إهمالا خطيرا قرب النصب التذكاري التاريخي
في مشهد صادم هز مشاعر المجتمع البريطاني، اندلع حريق مانشستر داخل حديقة عامة تضم النصب التذكاري للمحاربين القدامى، ما أثار حالة من الاستياء بين سكان المدينة ودفع الأجهزة الأمنية للتحرك السريع للسيطرة على الموقف وإعادة ترميم المكان الذي يحمل رمزية تاريخية عميقة.
حريق مانشستر في قلب الحديقة العامة المعروفة باسم ماربل ميموريال بارك فتح باب الغضب الشعبي بعد أن اشتعلت النيران في عدد من الألواح الخشبية وسلة مهملات تقع على مقربة من النصب التذكاري المصنوع من الجرانيت.
النيران تصاعدت على مسافة أمتار قليلة من النصب المصنف من الفئة الثانية، وهو أحد أبرز المعالم التاريخية في المنطقة تخليدا لضحايا الحرب العالمية الأولى.
الشرطة المحلية في مانشستر تحركت بسرعة بعد تلقيها بلاغا عن وجود مجموعة من الشبان بالقرب من النصب لحظة اندلاع حريق مانشستر، وتمكنت وحدات الإطفاء من إخماد النيران خلال دقائق قليلة، وأكدت الجهات الأمنية أن التعامل السريع مع الموقف حال دون تفاقم الأضرار أو امتداد الحريق إلى النصب ذاته.
حريق مانشستر يثير غضب المجتمع بعد اشتعال النيران قرب النصب التذكاري
قالت الضابطة رايتشل والتون من فريق شرطة ستوكبورت الشرقي إن ما حدث يعد تصرفا متهورا كان يمكن أن يؤدي إلى خسائر جسيمة.
وأوضحت أن أجهزة الشرطة تعمل بالتعاون مع مجلس مدينة ستوكبورت وهيئة الإطفاء لضمان تنظيف المنطقة وإعادتها إلى وضعها الأصلي في أسرع وقت ممكن.
كما أعلنت عن تكثيف الدوريات الأمنية في الحديقة خلال الفترة المقبلة لضمان عدم تكرار مثل هذه الوقائع خصوصا مع اقتراب فعاليات يوم إحياء ذكرى المحاربين.
وأشارت الضابطة إلى أن النصب التذكاري في مانشستر يمثل قيمة رمزية كبيرة لأهالي المنطقة، معتبرة أن ما حدث أصاب المجتمع المحلي بالحزن العميق، خاصة في وقت يستعد فيه الجميع لتكريم أرواح الجنود الذين ضحوا بأنفسهم من أجل الوطن.
تاريخ المكان يعيد للأذهان تضحيات الماضي
الحديقة التي شهدت حريق مانشستر تمتد على مساحة واسعة تم افتتاحها في مطلع القرن العشرين على أرض تبرعت بها عائلات محلية لتخليد ذكرى أبناء المنطقة الذين استشهدوا في الحرب العالمية الأولى.
ومن بين تلك العائلات كانت عائلة كارفر، إحدى أبرز الأسر الصناعية في المدينة، والتي فقدت عددا من أبنائها خلال الصراع الدامي بين عامي 1914 و1918، لتصبح رمزا للعطاء الوطني والإخلاص.
في أعقاب الواقعة، شوهدت فرق الصيانة التابعة للمجلس المحلي وهي تقوم بإصلاح التلفيات في أرضية الحديقة المحيطة بالنصب، وذلك في إطار خطة عاجلة لإعادة المكان إلى مظهره اللائق قبل فعاليات إحياء الذكرى السنوية.
وأكدت الجهات المسؤولة أن عملية الإصلاح ستشمل استبدال الأجزاء المتضررة من الرصيف وترميم المنطقة المحيطة لتعود كما كانت قبل حريق مانشستر.
وقد تعهدت الجهات الأمنية بملاحقة المتورطين في إشعال الحريق وتقديمهم للمساءلة القانونية لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلا.