بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

نيران تل أبيب تشتعل مجددا في الجنوب اللبناني وسط إدانات دولية واسعة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تصاعدت حدة التوتر في الجنوب اللبناني بعد سلسلة من الهجمات الإسرائيلية التي وصفت بأنها الأعنف منذ شهور، ما دفع الحكومة اللبنانية والجيش والهيئات الدولية إلى إصدار إدانات متتالية، وسط تحذيرات من انتكاس المساعي السياسية وإعادة إشعال فتيل النزاع المسلح في المنطقة.

أعادت الهجمات الإسرائيلية في جنوب لبنان مشهد التصعيد من جديد إلى الواجهة، بعدما شنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات عنيفة استهدفت عدة بلدات في الجنوب، من بينها تير دبا والطيبة وعيطا الجبل. 

وأكدت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" أن هذه الهجمات تمثل خرقا واضحا وصريحا لقرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي يشكل الإطار القانوني لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل.

الهجمات الإسرائيلية في جنوب لبنان تثير غضبا دوليا وتنديدا واسعا

في بيان رسمي، شددت قيادة "اليونيفيل" على أن الهجمات الإسرائيلية في جنوب لبنان تمثل تهديدا مباشرا للمدنيين وتقوض الجهود السياسية المبذولة منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى أكثر من عام من المواجهات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي. 

وأضافت القوة الأممية أنها تعمل بالتنسيق مع الجيش اللبناني لمتابعة الالتزام ببنود الاتفاق، مؤكدة أن استمرار هذه الخروقات يضعف فرص تحقيق أي تسوية دبلوماسية ويعيد الأوضاع إلى مربع العنف.

وطالبت "اليونيفيل" الحكومة الإسرائيلية بوقف عملياتها العسكرية فورا، داعية الأطراف اللبنانية كافة إلى ضبط النفس وتجنب أي رد فعل قد يؤدي إلى تصعيد جديد، خصوصا مع ما تشهده المناطق الجنوبية من حالة نزوح وتدمير للبنى التحتية الأساسية.

رئاسة لبنان: ما حدث جريمة مكتملة الأركان

من جانبه، وصف الرئيس اللبناني جوزيف عون الغارات بأنها "جريمة مكتملة الأركان" بموجب القانون الدولي الإنساني، موضحا أن استهداف المدنيين وممتلكاتهم يمثل انتهاكا صارخا لكل الأعراف. 

وأكد أن ما يجري لا يمكن تفسيره إلا كرسالة رفض واضحة من إسرائيل لأي مسار تفاوضي أو تسوية سياسية ممكنة بين البلدين. وأضاف أن لبنان لن يقف مكتوف الأيدي أمام ما وصفه بالعدوان المنهجي الذي يستهدف الجنوب ويهدد وحدة البلاد واستقرارها الداخلي.

الجيش اللبناني يصف الهجمات بأنها استمرار لسياسة التدمير

في سياق متصل، أدان الجيش اللبناني بشدة الهجمات الإسرائيلية في جنوب لبنان، مؤكدا أنها امتداد لسياسة عدوانية تهدف إلى زعزعة الأمن وإعاقة الجيش عن تنفيذ مهامه ضمن الاتفاق المعمول به في الجنوب. 

وأوضح البيان العسكري أن القصف الإسرائيلي يستهدف البنية التحتية المدنية والطرقات والمنشآت الحيوية، الأمر الذي يؤدي إلى تعميق الأزمة الإنسانية في المنطقة ويفرض تحديات جديدة أمام القوات المسلحة اللبنانية.

وشدد الجيش على أن إسرائيل تحاول من خلال هذا التصعيد فرض واقع جديد بالقوة وإبقاء الجنوب في حالة دمار دائم، بما يمنع أي استقرار طويل الأمد ويبقي لبنان رهينا للتهديد المستمر.

تحذيرات من انهيار التهدئة وتداعيات إنسانية متفاقمة

تتزامن الهجمات الإسرائيلية في جنوب لبنان مع تحركات دبلوماسية مكثفة تحاول احتواء الموقف، إلا أن حجم الدمار في القرى المستهدفة واحتراق الآليات والممتلكات المدنية يعكسان مدى التصعيد. 

وتؤكد مصادر ميدانية أن عمليات القصف طالت مواقع مدنية بالكامل، بينها ورش ومعدات إنشائية في بلدة أنصارية، ما أدى إلى خسائر مادية جسيمة.

في المقابل، تتواصل جهود بعثة الأمم المتحدة والجيش اللبناني للحفاظ على الهدوء النسبي ومنع امتداد المواجهات إلى مناطق جديدة، وسط أجواء من الترقب والحذر تسود الجنوب اللبناني بأكمله.