بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

الشارقة تتصدر الزحام العربي وتقتحم قائمة المدن الأكثر ازدحاما عالميا

الزحام
الزحام

في مشهد يعكس التحولات السريعة في نمط الحياة داخل المدن العربية، جاءت الشارقة لتتصدر المشهد المروري العربي وتدخل بقوة في التصنيف العالمي للمدن الأكثر ازدحاما، وسط أرقام تكشف عن تحديات حقيقية تواجه سكانها يوميا بسبب الضغط المروري وتأثيراته الممتدة على جودة الحياة في دولة الإمارات والمنطقة عموما.

بات الازدحام المروري في إمارة الشارقة عنوانا بارزا للواقع الحضري الذي تعيشه المدينة في الوقت الراهن، بعد أن سجلت مركزا متقدما على خريطة العالم بحلولها في المرتبة الرابعة عالميا والأولى عربيا ضمن المدن الأعلى كثافة مرورية وفق بيانات حديثة صادرة عن موقع متخصص في قياس حركة المرور حول العالم.

هذا التصنيف العالمي الذي أظهر صعود الشارقة إلى مرتبة متقدمة يعكس بوضوح حجم الضغط المروري اليومي الذي تواجهه الإمارة نتيجة التوسع العمراني الكبير وزيادة عدد المركبات وارتفاع معدلات التنقل بين المدن المجاورة في دولة الإمارات.

تحليل المؤشر العالمي لحركة المرور

اعتمد المؤشر العالمي على دراسة شاملة تضمنت قياس متوسط وقت التنقل اليومي داخل المدن، وطول المسافة التي يقطعها السائقون والمستخدمون، إضافة إلى الوسائل الأكثر استخداما في التنقل، وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن الرحلات اليومية.

ووفقا لهذه المعايير، فإن المدن التي يقضي فيها السكان فترات طويلة داخل المركبات دون حركة تصنف كمدن ذات ازدحام مروري مرتفع، وهو ما يضع الشارقة ضمن أبرز النماذج في المنطقة التي تحتاج إلى حلول استراتيجية لمعالجة هذه الظاهرة.

ويشير المؤشر إلى أن طول مدة الانتظار في الطرقات لا يؤثر فقط على الوقت المهدور، بل يمتد ليؤثر على الحالة النفسية والإنتاجية اليومية للأفراد، فضلا عن زيادة معدلات التلوث الناتج عن الانبعاثات، ما يجعل الازدحام المروري قضية بيئية واقتصادية واجتماعية في آن واحد.

موقع الشارقة بين المدن العالمية والعربية

جاء ترتيب الشارقة مباشرة بعد مدن كبرى ذات كثافة سكانية هائلة وضغط مروري متواصل، حيث احتلت مدينة لاغوس في نيجيريا المركز الأول عالميا، تلتها سان خوسيه في كوستاريكا، ثم لوس أنجلوس في الولايات المتحدة، لتأتي الشارقة في المرتبة الرابعة عالميا.

أما على الصعيد العربي، فقد تربعت الشارقة على القمة، لتتفوق على مدن كبرى مثل القاهرة والإسكندرية، بينما جاءت بيروت وعمان في المراتب التالية، وهو ما يؤكد أن الازدحام المروري بات تحديا مشتركا بين عدد من المدن العربية التي تشهد توسعا سكانيا وعمرانيا متسارعا.

انعكاسات الزحام على جودة الحياة

يشير تحليل الخبراء إلى أن استمرار تصاعد مستويات الازدحام المروري في المدن الكبرى مثل الشارقة ينعكس على جودة الحياة اليومية للسكان، إذ يتسبب في إهدار الوقت وارتفاع استهلاك الوقود وزيادة الضغط النفسي المرتبط بفترات الانتظار الطويلة. 

كما ينعكس هذا الضغط على البيئة عبر زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ما يجعل معالجة الظاهرة أولوية في خطط التنمية الحضرية الحديثة في دولة الإمارات.

ورغم أن الشارقة حققت تطورا ملحوظا في بنيتها التحتية خلال السنوات الأخيرة، إلا أن تصنيفها ضمن المدن الأكثر ازدحاما عالميا يضعها أمام مسؤولية مضاعفة لمواكبة النمو السكاني والاقتصادي بخطط نقل متكاملة تعتمد على وسائل النقل الجماعي الحديثة وتوسيع شبكات الطرق.

تحديات وتطلعات مستقبلية

تؤكد البيانات أن معالجة الازدحام المروري تتطلب مزيجا من الحلول التقنية والتخطيطية، بدءا من تحسين أنظمة النقل الذكي، ورفع كفاءة النقل العام، ووضع سياسات مرورية تحد من الكثافة في ساعات الذروة. 

ويعد هذا التصنيف فرصة مهمة للجهات المختصة في الشارقة لإعادة تقييم منظومتها المرورية بما يحقق التوازن بين التنمية الاقتصادية وجودة الحياة.