فى رحاب آية
قال تعالى: «أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ» (يونس: 62–63)
تُبشِّر الآية الكريمة المؤمنين الذين صدقوا فى إيمانهم، واتقوا ربهم فى السر والعلن، بأنهم فى معية الله دائمًا، لا يعتريهم خوف على مستقبلهم، ولا حزن على ما فاتهم من الدنيا، لأن قلوبهم متصلة بمصدر الطمأنينة الدائم: محبة الله ورضاه.
وقد قال الإمام ابن كثير فى تفسيرها: «كل من كان مؤمنًا تقيًا فهو لله ولى»، فولاية الله ليست حكرًا على فئة من الناس، وإنما مقامٌ يُنال بالإيمان الصادق والعمل الصالح.
وفى حياتنا اليومية، تتحقق الولاية بالسير على نهج الطاعة، والبعد عن المعصية، ومجاهدة النفس، وحفظ حدود الله فى القول والعمل. فكل من يسعى إلى رضا الله فى معاملاته وأخلاقه وسلوكه، فهو من أوليائه الذين وعدهم بالأمن والسكينة.
إنها دعوة لأن نعيش بالإيمان، ونتعامل بالتقوى، ونوقن أن من جعل الله وليه فلن يُخذل، فالأمان الحقيقى ليس فى الدنيا، بل فى القرب من الله، حيث لا خوف ولا حزن.