بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

نظره امل

أمن السودان أمان مصر

ليس من المنطقى ولا المقبول أن يقف العالم العربى متفرجا أمام نزيف وطن كان يوما بوابة إفريقيا إلى العروبة، وسندا للأمة فى عز شدتها ، السودان اليوم يحترق، والمشهد ليس مجرد اشتباكات هنا أو هناك ، بل معركة على هوية وطن، ومحاولة بائسة لسلخ دولة راسخة من جلدها العربى والأفريقى

ومصر بحكم الدم والنيل والمصير لا يمكن أن ترى الخرطوم تنزف وتلتزم الصمت، هذه ليست مجرد دولة جارة، بل عمق الأمن القومى المصرى وحديقة التاريخ الممتدة جنوبًا بعمق الحضارة نفسها، لذلك لم يكن غريبًا أن ترتفع الأصوات من القاهرة داعيةً إلى وقف الحرب فورًا، وإلى إنقاذ السودان من سكاكين التقسيم وأوهام الميليشيات التى تحترف الفوضى وتقتات على الدم.

إن وحدة السودان ليست مجرد شعار سياسى، بل قدر تاريخى تعرفه الأرض ويشهد عليه النيل ويدركه كل مصرى وعربى يفهم معنى أن تسقط دولة فى فخ التقسيم ، لأن سقوط السودان ليس سقوط الدولة بل سقوط لجدار من جدران الأمن القومى العربى كله.

ومن هنا تأتى الجهود المصرية المتواصلة الداعية إلى وقف فورى ودائم للقتال، وتهيئة طريق لحوار سياسى شامل يقوده السودانيون أنفسهم، وصولا لهدنة إنسانية شاملة تسمح بدخول المساعدات ورفع المعاناة عن المدنيين، كما تحرص مصر على التأكيد دومًا على وحدة السودان وسلامة أراضيه ومؤسساته الوطنية، ورفض أى مخططات تستهدف تمزيقه أو النيل من هويته ودولته.

وفى هذا الإطار جاء تأكيد وزير الخارجية المصرى الدكتور بدر عبد العاطى على دعم مصر الكامل للشعب السودانى الشقيق، والتزامها بمواصلة الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار والسلام فى السودان، انطلاقا من دور تاريخى لا تعرف القاهرة غيره، ومن موقف ثابت لا يتغير بتغير الظروف أو تبدل المصالح.

وسط هذا المشهد القاسى تتجلى مصر دولة وشعبا وقيادة بثوابتها التى لا تتغير، وبصلابتها التى لا تلين، ومصر هنا لا تبحث عن دور أو تتسابق على مشهد، فدورها محفور فى التاريخ قبل أن يُكتب فى السياسة، ورسالتها ثابتة لا تقترب منها أيدى المزايدات، لقد اختارت القاهرة طريقا واضحا، طريق دعم الدولة السودانية الشرعية وتماسك مؤسساتها ووحدة ترابها، وحق شعبها فى أن يعيش آمنا كريما بلا ميليشيات ولا أجندات ولا خناجر فى الظهر

واختارت أن تقف بشجاعة أمام كل من يحاول الزج بالسودان فى أتون التقسيم، أو يغرى أبناءه بالحقد والدم، أو يراهن على انهيار دولة كانت وستظل ركنا من أركان الأمن القومى العربى، وعمقا استراتيجيا لمصر لا يمكن المساس به.

وقبل أن أترك قلمى أؤكد لكم ، ما دام فى هذه الأمة قلب ينبض ستبقى مصر والسودان جناحين لطائر واحد إن سقط أحدهما اختنق الآخر وإن نهض أحدهما حلق الاثنان معا نحو غدٍ يليق بالأمة وتاريخها.. حفظ الله مصر جيشا وشعبا وقيادة.