الزمالك وبيراميدز مباشر.. قمة نارية تلخص صراع التاريخ والطموح
في ليلة كروية استثنائية، تتجه أنظار الملايين نحو ستاد آل نهيان في أبوظبي، حيث الموعد مع مواجهة لا تقبل القسمة على اثنين بين الزمالك وبيراميدز، في نصف نهائي كأس السوبر المصري 2025.
مباراة ذات خصوصية تاريخية ومستقبلية معًا: الزمالك يحمل إرثًا كبيرًا ورغبة في لمّ شتات طموحاته، بينما يعيش بيراميدز عصرًا جديدًا يفرض فيه نفسه كقوة مُكتملة الأركان تريد تحويل البطولات إلى عادة دائمة، هنا لا تُحتسب الألقاب القديمة، ولا تُمنح الأفضلية سوى لمن يفرض كلمته على المستطيل الأخضر.
يدخل الزمالك المواجهة بروح التحدي في حقبة كروية متقلبة مرّت على الفريق، لكن طموح اللاعبين والمدير الفني أحمد عبدالرؤوف يتمحور حول إعادة الفريق إلى دائرة الهيمنة محليًا، وفتح صفحة جديدة عنوانها الانتصار فقط.

الانتصار هنا ليس مجرد تأهل لنهائي، بل هو رسالة يبعثها الأبيض لكل المنافسين: الزمالك لا يزال حاضرًا بقوة ويعرف طريق المنصات مهما طال الغياب، وتأخذ المباراة بالنسبة لجماهيره شكل “معركة شخصية” لاستعادة الثقة وبناء زخم نفسي كبير قد ينعكس على بقية الموسم.
أما بيراميدز، فقصته مختلفة لكنها لا تقل شغفًا. فريق كتب اسمه أخيرًا ضمن كبار القارة، وتذوّق طعم الألقاب الإفريقية واعتاد المنافسة على كل بطولة يدخلها، اليوم يأتي إلى السوبر المصري وفي جعبته روح البطل الذي لا يعرف الخوف ولا يقبل بالتراجع.
بيراميدز يرى أن الوقت قد حان لقلب موازين القوى التاريخية، لتأكيد أن حضوره ليس طارئًا أو عابرًا، بل هو مشروع بطل يتشكل أمام أعين الجميع، البطولة هذه المرة ليست رفاهية، بل خطوة استثمارية في مسيرة فريق يطمح إلى أن يصبح عملاقًا دائمًا في الكرة المصرية.
على المستوى الفني، تبدو ملامح المباراة مزيجًا من التكتيك والحذر المغلّف بندية عالية. الزمالك يعتمد على منظومة متوازنة ترتكز على التماسك الدفاعي والتحولات السريعة، مدعومًا بثلاثي هجومي قادر على الإبداع متى توفرت المساحات.

التعليمات واضحة من الجهاز الفني: لا تسرّب للقلق، ولا تسامح في إهدار الفرص، فالحسم قد يأتي من هدف مباغت، أو لقطة فردية تعيد الفريق الأبيض إلى ذكرياته المفضلة مع البطولات.
بينما يدخل بيراميدز المواجهة بثقة كبيرة في قوة عناصره وقدرة الفريق على الضغط المستمر وفرض إيقاع اللعب. السلاح الأخطر يكمن في قدرتهم على السيطرة على وسط الملعب، وتنويع الحلول الهجومية، سواء بالتسديد أو الاختراق من الأطراف أو الضربات الرأسية. وفي غرفة الملابس حديث واحد: التاريخ سيُكتب الليلة، فإما بطولة جديدة أو فرصة ضائعة لا تُعوّض.
وتحمل المباراة أيضًا صراعًا نفسيًا بقدر ما هو كروي. الزمالك لا يريد إعطاء منافسه فرصة للتمدد في سجله التاريخي على حسابه، بينما بيراميدز يحلم بأن تكون هذه الليلة بمثابة ولادة جديدة لسطوته في المواجهات المباشرة.
23 مواجهة تجمع الطرفين من قبل تصبّ أغلبها في مصلحة الزمالك، لكن بيراميدز مقتنع بأن التاريخ يُعاد تشكيله عندما تتغيّر المعادلات داخل الملعب.
الجماهير ستكون لاعبًا أساسيًا في المدرجات، فهتافاتها المتواصلة ستنعكس على الروح داخل الملعب، الأبيض ينتظر احتفالية عودة الثقة، والسماوي يتطلع لصرخة تثبت تغيّر قواعد المنافسة.
دقائق المباراة مرشحة لأن تكون طويلة على الأعصاب، فكل قرار تحكيمي وكل كرة عابرة للخطوط قد تُلهب الأجواء وتحوّل دفة الصراع.
وفي خلفية المشهد تبرز أهمية هذه البطولة التي تشهد تنظيمًا مميزًا واهتمامًا ضخمًا من قِبل الجماهير والإعلام، ما يجعل من التتويج بها مكسبًا معنويًا واقتصاديًا. 300 ألف دولار تنتظر البطل، لكن القيمة الأهم هي تلك المرتبطة بهيبة النادي ورفع الراية في ليلة عربية عالمية الحضور.