هاني أبو ريدة: السوشيال ميديا أكبر بوابة للتعصب الرياضي
أكد المهندس هاني أبو ريدة رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، أن المرحلة المقبلة تحتاج إلى إعادة ضبط في وعي الجماهير على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أن حالة الاحتقان الوهمية التي تتكون بين جماهير الأهلي والزمالك مع اتحاد الكرة ليست لها علاقة بالواقع، وأن التواصل المباشر بينه وبين رئيس النادي الأهلي محمود الخطيب كذلك حسين لبيب رئيس الزمالك مستمر بشكل هادئ ومحترم، وهناك تنسيق كامل بين الطرفين في ملفات عديدة تخص مستقبل الكرة المصرية، وهو ما يؤكد أن الخلاف الحقيقي ليس بين القيادات، ولكن بين روايات السوشيال ميديا التي تصنع العداء وتضخم التناقض دون أساس فعلي.
وقال أبو ريدة في تصريحات إعلامية إن جماهير الكرة المصرية أصبحت تعيش "واقع افتراضي" موازي، وكأن كل تصريح يصدر من مسؤول يتم تفسيره بطريقة هجومية، وتبدأ بعدها موجة تراشق وتخوين بين الجمهور، بينما الحوار الواقعي داخل المؤسسات مختلف تماماً، ويستند إلى الاحترام والعمل المشترك.
وأضاف أن حضوره أكثر من مرة لمناسبات الأهلي الرسمية وجلوسه مع الخطيب وتبادل النقاشات حول قضايا كرة القدم، لم يظهر إعلامياً بنفس قوة التضخيم الذي تصنعه السوشيال ميديا عند أي انطباع سلبي أو اختلاف رأي.
وأشار رئيس اتحاد الكرة إلى أن الخطورة الحقيقية أن هذا النوع من الاشتباك الإلكتروني يخلق رأي عام مضاد، ويضع ضغوطاً على صناع القرار داخل الكرة المصرية، ويجعل أي خلاف فني أو تنظيمي يتحول لمعركة عامة، مما يضيع التركيز ويؤثر على قرارات مصيرية تحتاج هدوء وموضوعية، موضحاً أن الكرة المصرية في مرحلة تحتاج لجمع الصف وليس صناعة الاستقطاب.
وأوضح أبو ريدة أن تطوير الكرة المصرية لن يتم إلا من خلال وجود تعاون وثقة بين الأندية واتحاد الكرة، وأن الجمهور يجب أن يكون شريك دعم وليس شريك تصعيد، وأن الخطيب تحديداً من أكثر الشخصيات التي تمتلك القدرة على التهدئة والاتزان، وأن النقاشات التي تدور بينهما طوال الوقت تشمل ملفات تتعلق بالتحكيم وتطوير مسابقات الناشئين ومستقبل الاحتراف المصري، مؤكداً أن هناك ملفات مشتركة تشهد اتفاق رؤى وليس صداماً كما يصوره البعض.
وشدد أبو ريدة على أن الإعلام الرياضي أيضاً يتحمل جزءاً من المسؤولية، لأن بعض البرامج تعتمد على الإثارة في إدارة الحوارات وتضخيم العناوين، وكأن الهدف خلق مشهد صدام دائم بين اتحاد الكرة والأهلي، بينما الحقيقة مختلفة تماماً. ودعا كل صانع محتوى جماهيري إلى التعامل بمسؤولية، ونقل الصورة الواقعية بدرجة أكبر، لأن تصدير صورة العداء ونشر حالة الكراهية بين الناس لن يفيد أحد ولن يضيف للمنظومة، بل يخلق بيئة سلبية لا تعكس قيمة الكرة المصرية.
وختم أبو ريدة تصريحاته بأنه مع أي خطوة تساعد في تهدئة الرأي العام، وأن التصريحات العلنية عنه وعن الخطيب يجب أن تُفهم في إطار احترام متبادل وعمل للعائلة الرياضية بأكملها، موجهاً رسالة لجماهير الأهلي والزمالك وكل جماهير الكرة: "كرة القدم أكبر من كوميكس وتعليقات، وأكبر من تريند يومين على السوشيال ميديا، نحن نريد صناعة مستقبل محترف للكرة المصرية وليس صناعة صدامات وهمية".