بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

مراجعة براءة نينتندو تهز قضيتها ضد Palworld وتشعل جدلاً حول احتكار آليات اللعب

بوابة الوفد الإلكترونية

في تطور غير متوقع قد يعيد رسم ملامح النزاعات القانونية في عالم صناعة الألعاب، واجهت دعوى شركة نينتندو ضد لعبة Palworld عقبة مفاجئة، بعد أن قرر مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الأمريكي (USPTO) إعادة النظر في إحدى براءات الاختراع الرئيسية التي تستند إليها نينتندو في قضيتها. 

القرار أثار جدلاً واسعاً بين مطوري الألعاب والمراقبين القانونيين، وسط تساؤلات حول مدى أحقية الشركات الكبرى في احتكار آليات اللعب الأساسية.

تعود القضية إلى اتهامات وجهتها نينتندو ضد شركة Pocketpair، المطورة للعبة Palworld، بدعوى أن الأخيرة استخدمت أفكاراً وآليات لعب شبيهة بتلك الموجودة في ألعاب Pokémon، وخاصة ما يتعلق بقدرة اللاعب على استدعاء الشخصيات الفرعية وجعلها تقاتل بشكل مستقل، هذه الميزة تحديداً تمثل جوهر براءة الاختراع رقم 12,403,397، التي مُنحت لنينتندو في سبتمبر الماضي.

لكن التطور الأبرز جاء عندما أمر جون أ. سكويرز، المدير الجديد لمكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الأمريكي، بإعادة فحص هذه البراءة بشكل رسمي، وهو إجراء نادر للغاية لم يحدث منذ أكثر من عقد كامل.

 اللافت أن سكويرز، المعيّن في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، يُعرف تاريخياً بدعمه لحاملي براءات الاختراع، ما يجعل قراره بالمراجعة مثيراً للاستغراب وذا دلالات عميقة حول طبيعة القضية.

بحسب تقرير نشره موقع Games Fray، فإن القرار بإعادة النظر في براءة اختراع نينتندو يُعد سابقة قانونية مهمة، وقد يُضعف موقف الشركة في قضيتها ضد Pocketpair، خاصة أن البراءة موضوع النزاع تتعلق بمفهوم عام يمكن أن يُطبق في مئات الألعاب الأخرى.

 ويرى محللون أن السماح لشركة واحدة بالتحكم في مثل هذه الآليات الأساسية قد يفتح الباب أمام احتكار خطير يهدد حرية الإبداع في صناعة الألعاب.

ويشير التقرير إلى أن سبب إعادة الفحص قد يكون ناتجاً عن ردود الفعل السلبية الواسعة من مجتمع اللاعبين والمطورين، الذين اعتبروا أن نينتندو تحاول السيطرة على فكرة "الوحوش المقاتلة" التي أصبحت جزءاً أصيلاً من ثقافة الألعاب الحديثة، وليست ملكاً حصرياً لأي شركة بعينها.

المفاجأة الثانية جاءت عندما كشفت Games Fray أن مكتب براءات الاختراع استند في قراره إلى وجود سابقة فنية تعود إلى عام 2002 من شركة كونامي، صانعة ألعاب "ميتال جير" و"كاسلفانيا"، والتي كانت قد سجلت آنذاك فكرة مشابهة تتعلق بآليات التحكم في الشخصيات المساعدة داخل اللعبة. هذا الاكتشاف القانوني أعاد الشكوك حول شرعية براءة نينتندو، وأثار تساؤلات حول كيفية منحها من الأساس.

كما استشهد المكتب ببراءة اختراع أخرى لنينتندو نفسها تعود إلى عام 2020 كمرجع فني سابق، مما يشير إلى أن الشركة ربما أعادت تدوير مفاهيم قديمة ضمن براءات جديدة لتقوية موقفها القانوني ضد المنافسين.

وبموجب القواعد، أمام نينتندو الآن مدة شهرين للرد على قرار المراجعة، يمكن خلالها تقديم أدلة جديدة أو تفنيد الحجج الفنية السابقة، وخلال هذه الفترة، يحق للأطراف الثالثة — مثل مطوري الألعاب الآخرين أو الجهات القانونية — تقديم مراجع إضافية لدعم أو دحض ادعاءات الشركة.

ويرى مراقبون أن هذه القضية قد تتحول إلى نقطة تحول تاريخية في صناعة الألعاب، لأنها تختبر للمرة الأولى مدى إمكانية اعتبار "آليات اللعب" — وليس فقط الشخصيات أو القصص — ملكية فكرية قابلة للحماية القانونية.

 وفي حال أُبطلت براءة اختراع نينتندو، فقد يشكل ذلك انتصاراً ضخماً للمطورين المستقلين، الذين يخشون أن تؤدي مثل هذه القضايا إلى تقييد الابتكار وإبطاء وتيرة تطوير الألعاب الجديدة.

ويُذكر أن لعبة Palworld، التي أطلق عليها بعض اللاعبين لقب "بوكيمون المسلّحة"، حققت شهرة واسعة منذ صدورها بسبب دمجها بين عناصر من ألعاب الصيد والبقاء على قيد الحياة، لكنها أثارت أيضاً جدلاً أخلاقيًا وفنيًا حول مدى تأثرها بلعبة Pokémon الكلاسيكية.

في نهاية المطاف، تبدو قضية نينتندو ضد Pocketpair أكثر من مجرد نزاع قانوني، بل اختباراً حقيقياً لحدود الإبداع في عصر الصناعة الرقمية، وبينما ينتظر مجتمع الألعاب نتيجة المراجعة خلال الأسابيع المقبلة، يبقى السؤال الأهم: هل يمكن لشركة أن تحتكر طريقة اللعب نفسها؟ أم أن زمن احتكار الأفكار قد انتهى مع صعود جيل جديد من المطورين المستقلين الذين يعيدون تعريف مستقبل الألعاب؟