بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

تكريم الفنانة القديرة سهير المرشدي في مؤتمر "الرواية والدراما المرئية" بدورته الثانية

سهير المرشدي
سهير المرشدي

يشهد المجلس الأعلى للثقافة تكريم الفنانة القديرة سهير المرشدي ، في أمسية تتوج الحلم وتمنح الذاكرة صوتها، وذلك ضمن فعاليات مؤتمر "الرواية والدراما المرئية" في دورته الثانية، الذي يُنظمه نادي القصة برئاسة الكاتب والسيناريست محمد السيد عيد، وجمعية أصدقاء مكتبة الإسكندرية برئاسة الأستاذ عصام عزت، في التاسع والعاشر من نوفمبر الجاري، تحت عنوان: "مقومات الشخصية المصرية بين الرواية والدراما المرئية"، دورة السيناريست الكبير أسامة أنور عكاشة.

تكريم سهير المرشدي في مؤتمر الرواية والدراما المرئية

يأتي تكريم الفنانة القديرة سهير المرشدي كاحتفاء باسم فني عريق، بل واحتفاء بتاريخ من الضوء، بمسيرة حملت ملامح المرأة المصرية الواعية، المتمردة، الشفيفة، والمثقفة، في لحظات تعيد الاعتبار لصوت نسائي جمع بين الحضور المسرحي الطاغي والعمق الدرامي النادر، ولتؤكد أن الفن حين يتجسد في إنسان صادق، فإنه يصير مرآة لأمة بأكملها.

سهير المرشدي

تنتمي سهير المرشدي إلى جيلٍ ذهبي من المبدعين الذين صنعوا وجدان المشاهد العربي، منذ بداياتها لفتت الأنظار بصدقها الفني وملامحها المصرية الخالصة التي جعلتها قريبة من وجدان الجمهور، فشاركت في أعمال خالدة مثل "ليالي الحلمية"، حيث أبدعت في تجسيد الإنسان المصري بكل تناقضاته وعنفوانه، و"رحلة السيد أبو العلا البشري"، و"بوابة الحلواني"، و"حدائق الشيطان"، و"المصراوية"، وغيرها من الأعمال التي رسختها في ذاكرة المشاهد العربي.

أما على خشبة المسرح، فقد كانت المرشدي روحًا حية تنفخ في النص طاقته الأولى، وقدمت أعمالًا متميزة منها "دماء على ستار الكعبة"، و"سكة السلامة"، و"العشق الممنوع"، وكانت دومًا تُجيد الموازنة بين القوة والنعومة، بين التعبير الفلسفي والتجسيد الواقعي.

وتُعد سهير المرشدي نموذجًا فريدًا للفنانة التي حافظت على اتزانها وسط زخم الحياة الفنية، فلم تلهث وراء الأضواء بقدر ما جعلت الضوء يبحث عنها، وحملت في أدائها وعياً فكريًا وإنسانيًا عميقًا، فأصبحت إحدى علامات الدراما النسائية في مصر والعالم العربي.

ويأتي تكريمها ضمن كوكبة من رموز الدراما المصرية والعربية، منهم السيناريست الكبير محمد جلال عبد القوي، والفنان رياض الخولي، والمخرجة والكاتبة الكبيرة هالة خليل، في احتفالية كبرى تشهد توزيع جوائز مسابقة السيناريو، وتكريم لجنة التحكيم برئاسة الكاتب سمير الجمل، 
وفي حضور الدكتور أشرف العزازي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، والمخرج الكبير عمر عبد العزيز رئيس المؤتمر، والدكتورة زينب فرغلي أمينة المؤتمر.

يشهد المؤتمر ضمن فاعلياته عدد من الجلسات البحثية ذات بعدًا فلسفيًا وجماليًا للحدث، حيث تتناول الجلسة الأولى العلاقة بين فلسفة الجمال والسرد البصري بمشاركة الدكتور محمد عفيفي والدكتور حسن حماد والسيناريست عبد الرحيم كمال، فيما تناقش الجلسة الثانية تحويل النص الروائي إلى درامي بمشاركة سمير الجمل والدكتورة رشا صالح والدكتور عادل ضرغام والدكتور حسام جايل بإدارة الكاتب الكبير عبده الزراع، رئيس شعبة الطفل بالنادي.

أما اليوم الثاني فيشهد جلسات غنية برؤى نقدية وفكرية، يشارك فيها الدكتور حسين حمودة والدكتورة سحر شريف والدكتور خيري دومة والدكتورة عزة بدر والدكتورة هويدا صالح والدكتورة ندى يسري، بإدارة الدكتور منير فوزي والأستاذ حسن الجوخ، في حوارٍ متصل حول تحولات السرد والدراما في الوعي الثقافي المعاصر.

يختُتم المؤتمر بجلسة تقرأ فيها الدكتورة زينب فرغلي توصيات الدورة، وتخللتها لحظات تكريم واحتفاء تقدمها القاصة منى ماهر، حيث يتم الإعلان عن الفائزين في مسابقة "منى ماهر" للبراعم جوائزهم في مشهد يمزج بين الطفولة والحكمة، وبين الجيل الذي كتب التاريخ والجيل الذي سيكتبه من جديد.

يأتي تكريم الفنانة القديرة سهير المرشدي في المؤتمر، كاحتفاءً بفلسفة الفن نفسه، بفكرة أن التمثيل ليس مهنة، بل وعي بالإنسان والحياة والجمال، فلقد مثلت سهير المرشدي طوال رحلتها ضمير الشاشة المصرية، تارة أماً حنونًا، وتارةً امرأةً تناضل ضد القهر، وتارةً روحًا تتأمل المصير، إنها الذاكرة التي تمشي على المسرح، والصوت الذي يحرس وجدان الدراما المصرية.