بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

موعد مع الموت.. حين خانت راندا وعدها

بوابة الوفد الإلكترونية

لم تكن ليل مدينة العاشر من رمضان كغيرها في تلك المدن الصناعية التي لا تنام؛ ضجيج السيارات يمتزج بأنين المصانع، والريح الباردة تتسلل من بين الأبنية كأنها تحمل سرًّا لم يبح به أحد بعد.
في شقة صغيرة بأحد الأحياء، كان «السيد» 41 عامًا يجلس في صمت ثقيل، يحدق في الجدار وكأنه يقرأ عليه خيانة العمر، إلى جواره جلست «راندا» زوجته 35 عامًا، بعينين يكسوهما ارتباك وحيرة، وفي صدرها خوف مما هو قادم أكثر من ندمٍ على ما مضى.

ففي أحد الأيام تسربت إلى أذن الزوج همسات عن علاقة تجمع زوجته بشابٍ يدعى «دياب» حاول أن يُكذب ما يسمع، أن يجد تبريرًا، أن يمسك بخيط النجاة المتبقي من زواجه، لكنه حين رأى الرسائل على هاتفها، سقط في هاويةٍ لا قرار لها.

اشتعلت نار الغيرة داخله، نار أحرقت ما تبقى من عقلٍ أو رحمة، وتحولت الخيانة إلى خطة انتقام.

في تلك الليلة، اتفقت راندا مع دياب على اللقاء في شقتها لقاءً لم يكن يعرف أنه الأخير، جاء الشاب مبتسمًا، حاملاً وعدًا بالحب، فاستقبلته نظرة باردة لم تعهدها من قبل، خلف الباب كان السيد الزوج ينتظر، يده تمسك بخنجر لمع بريقه تحت ضوء المصباح.
انقض عليه كذئب جريح، والزوجة تراقب المشهد ترتجف. حاول دياب المقاومة، لكن اللاصق الطبي كمم فمه، والخنجر غاص في جسده كأنه يكتب نهاية الحكاية، دقائق قليلة، وساد الصمت، لم يعد في الغرفة سوى أنفاسٍ متقطعة وجثةٍ فقدت الدفء.

سرق الزوجان هاتف الشاب وبعض النقود، ظنًا أن الجريمة اكتملت بلا أثر، لكن الأثر لم يكن في الأشياء، بل في العيون التي رأت، وفي القدر الذي لا ينسى.
بعد أيام، كانت الشرطة تطرق الباب، والدماء التي غسلها الزوج السيد بالماء لم تُغسل من ذاكرته، اعترفا، وساقتهما الأيدي الحديدية إلى قفصٍ ينتظر الحكم.

وفي قاعة محكمة الزقازيق، جلسا جنبًا إلى جنب للمرة الأخيرة، بينما القاضي يقرأ الحكم "الإعدام شنقًا للزوجين"، لم تنطق راندا بكلمة، فقط دمعت عيناها، كأنها أخيرًا أدركت أن الخيانة لم تقتل قلبًا واحدًا، بل ثلاثة: قلبها، وزوجها، وضحيتها.

في الخارج، كانت شمس الصيف تشرق ببرود، كأنها تكتب نهاية قصةٍ لم تبدأ بالخيانة فقط، بل بدأت حين نسي البشر أن الحب لا يُبنى على الكذب، وأن النار لا تُطفأ بالدم.