بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

إعصار مدمر يجرف كنوزًا أثرية تعود إلى القرن السابع عشر في ألاسكا

آثار الإعصار
آثار الإعصار

أدى إعصار هالونج، الذي اجتاح سواحل ألاسكا مؤخرًا، إلى خسارة ثقافية فادحة بعدما دمرت العاصفة موقعًا أثريًا فريدًا يعود إلى عام 1650، حاملاً معه آلاف القطع الأثرية التي كانت محفوظة في التربة الصقيعية لمئات السنين.

إعصار يغير معالم موقع تاريخي

تسبب الإعصار في جرف عشرات الأقدام من الشاطئ قرب بحر بيرنغ، في منطقة كوينهاجاك بغرب ألاسكا، وهو موقع أثري يُعرف بمشروع “نونالك” ويُعد من أهم المواقع المرتبطة بثقافة شعب يوبيك القديمة. 

وخلال انحسار المد، عُثر على نحو ألف قطعة فقط، تضمنت ملاعق خشبية وألعابًا وطعوم صيد وشظايا أقنعة عمرها قرون، بينما يُعتقد أن قرابة مئة ألف قطعة أخرى جُرفت إلى البحر أو دُفنت تحت الطين والجليد.

توقف البحث بسبب الظروف القاسية

أدت موجة البرد الشديدة وتكوّن الجليد إلى تعطيل جهود البحث عن القطع المفقودة، إذ لم يعد بالإمكان استخدام المركبات أو التنقل سيرًا في المناطق المتجمدة. 

ويأمل علماء الآثار في استئناف عمليات “التنقيب الإنقاذي” خلال الربيع المقبل بمجرد ذوبان الجليد واستقرار الطقس.

خسارة علمية وثقافية كبيرة

أكد عالم الآثار ريك كنيتشت، الذي يعمل في المشروع منذ 17 عامًا، أن ما حدث يُعد كارثة حقيقية، مشيرًا إلى أن الموقع يحتوي على أكبر مجموعة من آثار يوبيك التي تعود إلى ما قبل وصول الأوروبيين. 

وقال: “إن فقدان هذه الطبقات الأثرية يشبه قراءة كتاب سقطت منه صفحات كثيرة، فكلما زادت الفجوات، ضعفت القصة التي نحاول فهمها عن حياة أسلاف يوبيك”.

تهديدات متزايدة بسبب تغير المناخ

تتفاقم المخاطر على هذا الموقع الأثري بسبب التغير المناخي الذي يسرّع ذوبان التربة الصقيعية ويزيد من معدلات تآكل السواحل. وأشار كنيتشت إلى أن العاصفة الأخيرة أزالت أكثر من 60 قدمًا من الأرض الساحلية خلال ساعات، مما جعل من الصعب التعرف على ملامح المنطقة.

جهود للحفاظ على ما تبقى

يعمل فريق الخبراء حاليًا على حفظ القطع التي تم إنقاذها عبر عمليات دقيقة تتضمن إزالة الأملاح البحرية من الأخشاب ومعالجتها بمواد خاصة لمنع تفككها عند الجفاف. وأوضح كنيتشت أن القطع التي لا تُحفظ بسرعة “قد تتفتت إلى رماد خلال ساعات قليلة”.

أمل بالعودة والبداية من جديد

في ظل حجم الدمار، يخطط علماء الآثار للعودة إلى الموقع مع حلول الربيع لإجراء حفريات جديدة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من بقايا القرية القديمة. 

ويقول كنيتشت: “الأمر أشبه بالبدء من الصفر من جديد، لكننا مدفوعون بالأمل في استعادة ما تبقى من قصة هذا المكان العريق قبل أن يبتلعه البحر إلى الأبد”.