لغز فرعوني تحدى العلماء أكثر من قرن..
بعد افتتاح المتحف الكبير.. مومياء "باشيري" الغامضة تثير الجدل على السوشيال ميديا
منذ أكثر من مئة عام، ما زالت مومياء تُعرف باسم "باشيري" تمثل واحدًا من أكثر الألغاز غموضًا وإثارة في عالم المصريات، بعدما عُثر عليها عام 1919 في وادي الملوك على يد عالم المصريات الشهير هوارد كارتر، مكتشِف مقبرة توت عنخ آمون.
ورغم مرور عقود طويلة على اكتشافها، لم يتمكن العلماء حتى اليوم من تحديد هوية صاحب المومياء أو مكانته في المجتمع المصري القديم، إذ لم يُعثر عليها أي نقش أو أثر يدل على اسمها أو قصتها، ما جعلها محطّ دهشة وفضول الباحثين في شتى أنحاء العالم.
ويُرجع العلماء تميّز مومياء "باشيري" إلى طريقة لفها الفريدة والمذهلة، التي لم تُشاهد في أي مومياء أخرى. فقد صُممت أغلفة الكتان بطريقة معقدة ودقيقة للغاية، مما جعل الباحثين يترددون في نزعها خوفًا من فقدان هذا التشكيل الفريد الذي يُعد في حد ذاته عملاً فنّيًا نادرًا.
وقد وصف بعض علماء المصريات لحظة رؤيتهم للمومياء بأنها تجربة مهيبة تبعث على الرهبة، إذ بدت وكأنها تحرس سرّها بعناية داخل طبقات الكتان، رافضة الكشف عن هويتها أو تفاصيل حياتها، في تحدٍ واضح لكل محاولات البحث والتحليل العلمي الحديث.
ورغم نجاح العلماء في فك طلاسم العديد من المومياوات الأخرى، فإن "باشيري" بقيت استثناءً فريدًا، تثير الدهشة والغموض في آنٍ واحد، وتجسد براعة المصريين القدماء في فنون التحنيط ودقة التفاصيل، مؤكدة أن أسرار الحضارة المصرية لا تزال حية تختبئ بين لفائف التاريخ.