آبل تطلق أخيرًا نسخة ويب من متجر التطبيقات بعد 17 عامًا من الانتظار

بعد أكثر من 17 عامًا على إطلاق متجر التطبيقات الشهير، قررت شركة آبل أخيرًا فتح الباب أمام مستخدمي الإنترنت لتصفح متجرها عبر الويب مباشرة، في خطوة تأخرت كثيرًا لكنها تعكس توجهًا جديدًا لدى الشركة نحو تعزيز تجربة المستخدمين خارج منظومتها المغلقة.

فحتى عام 2025، لم يكن من الممكن تصفح متجر تطبيقات آبل عبر المتصفح، إذ كان الرابط المعروف apps.apple.com يوجّه المستخدمين فقط إلى صفحة تعريفية عن المتجر، دون أن يتيح لهم فعليًا استعراض التطبيقات أو تحميلها. الأمر الذي بدا غريبًا في عصر أصبحت فيه أغلب الخدمات متاحة عبر الإنترنت من أي جهاز.

لكن اليوم تغيّر ذلك، إذ أطلقت آبل رسميًا نسخة ويب كاملة من متجر التطبيقات، تسمح للمستخدمين بتصفح التطبيقات والألعاب مباشرة من أي متصفح دون الحاجة لاستخدام أحد أجهزتها. هذه النسخة الجديدة من المتجر لا تبدو مختلفة كثيرًا من حيث الشكل أو الوظائف الأساسية، لكنها تمثل نقلة نوعية في طريقة تفاعل المستخدمين مع خدمات آبل، خاصة لأولئك الذين يفضلون استعراض المحتوى قبل تحميله على أجهزتهم.

الواجهة الجديدة للمتجر عبر الويب جاءت بتصميم بسيط وواضح، يتيح للمستخدمين اختيار المنصة التي يريدون تصفحها من قائمة منسدلة في أعلى الصفحة — سواء كان ذلك iPhone أو iPad أو macOS أو حتى Apple Watch. كما تتضمن الصفحة شريط بحث سريع وقوائم تصنيف تتيح الوصول إلى التطبيقات بحسب الفئة، مثل الإنتاجية، التعليم، الترفيه، أو الألعاب.

ومن الملاحظ أن المتجر عبر المتصفح لا يتيح بعد تحميل التطبيقات مباشرة، إذ يقوم عند الضغط على زر التحميل بتحويل المستخدم إلى متجر التطبيقات المثبت على جهازه لإتمام عملية الشراء أو التنزيل. ومع ذلك، فإن الخطوة تتيح للمستخدمين الاطلاع على تقييمات التطبيقات ومراجعات المستخدمين ومعلومات التحديثات بشكل أكثر سهولة أثناء تصفحهم من أي جهاز.

هذا التطور يثير تساؤلات حول سبب تأخر آبل كل هذه السنوات في إطلاق نسخة ويب من متجرها، رغم أن منافسين مثل جوجل بلاي يوفّرون هذه الميزة منذ سنوات طويلة. فشركة آبل دائمًا ما تفضل أن تبقي مستخدميها داخل نظامها البيئي المغلق، وهو ما قد يفسر حرصها على حصر تجربة متجر التطبيقات داخل أجهزتها فقط.

إلا أن السوق اليوم أصبح مختلفًا، ومع تزايد عدد مستخدمي الحواسيب غير التابعة لآبل الذين يرغبون في استعراض التطبيقات قبل اقتنائها أو مشاركتها، يبدو أن الشركة أدركت أهمية توسيع نطاق الوصول إلى متجرها عبر الإنترنت. كما قد تساعد هذه الخطوة المطورين على الترويج لتطبيقاتهم بشكل أوسع عبر روابط مباشرة في مواقعهم وصفحاتهم.

توقيت هذه الخطوة أيضًا مثير للاهتمام، إذ يأتي في ظل توسّع آبل في مجالات الخدمات الرقمية والإعلانات داخل المتجر، مما يجعل تحسين تجربة التصفح عبر الويب وسيلة لزيادة حركة الزوار وتحفيز عمليات الشراء.

رغم بساطة التحديث، فإن إطلاق نسخة ويب من متجر التطبيقات يعكس تغيرًا في فلسفة آبل التقنية، وربما بداية لتوجه أكثر انفتاحًا في منظومتها. وبالنسبة للمستخدمين، فإن إمكانية تصفح تطبيقات iPhone أو Mac من أي متصفح تبدو أخيرًا خطوة في الاتجاه الصحيح، حتى وإن جاءت متأخرة سبعة عشر عامًا.

بذلك، يمكن القول إن آبل لم تُعد فقط تجربة متجر التطبيقات إلى الواجهة، بل أضافت لها بعدًا جديدًا يربط بين البساطة وسهولة الوصول — خطوة صغيرة في الشكل، لكنها كبيرة في دلالتها على تحول تدريجي في طريقة تفكير الشركة العملاقة.