اختيارات فيفبرو المثالية 2025 تكشف ملامح كرة القدم الحديثة.. قراءة فنية في هوية أفضل 11 لاعباً بالعالم
جاء إعلان النقابة الدولية للاعبي كرة القدم المحترفين "فيفبرو" للتشكيلة المثالية لعام 2025 ليقدم قراءة واضحة ومباشرة حول المسار الفني الذي تتجه له كرة القدم الحديثة، ليس فقط من ناحية الأسماء، ولكن من ناحية “نوع اللاعب” الذي أصبح مؤهلاً للوجود داخل صفوة العالم في الوقت الحالي.
فالقائمة وضعت أمام المتابعين خريطة جديدة ومعايير مختلفة تماماً عن تلك التي سادت العقد الماضي، حيث يتراجع تدريجياً عصر اللاعب المهاجم التقليدي لصالح اللاعبين الذين يمتلكون القدرة على أداء عدة أدوار في الميدان، سواء هجومية أو انتقالية أو دفاعية بسرعة عالية وتعدد في الحلول.
في حراسة المرمى، وجود جيانلويجي دوناروما يعكس ثبات أهمية حارس لديه أكبر قدرة على صناعة التحول من الخلف، وليس فقط التصدي للكرات. فهو من تلك الفئة التي تعمل كـ "موزع أول" لهجمة منظمة، وهي قيمة باتت أساسية في كرة القدم الحديثة أكثر من مجرد صد الكرات ورد الفعل.
أما في خط الدفاع، فإن وجود أسماء مثل فيرجيل فان دايك وأشرف حكيمي ونونو مينديز يعبر عن مفهوم مختلف تماماً لوظيفة المدافع؛ لم يعد المدافع مركز يتوقف عند عرقلة الهجمة وتأمين المناطق، بل أصبح جزءًا من منظومة بناء الهجمة، وتحويل الملعب من الثلث الدفاعي إلى وسط الملعب بسرعة، عبر تمريرات قطرية أو انطلاقات تدعم التفوق العددي.
خط الوسط الأربعة (بيلينجهام – كول بالمر – بيدري – فيتينيا) يمثل محور المدرسة الأكثر تأثيراً الآن في العالم. هنا لا يوجد لاعب “نص ملعب تقليدي”.. بل لاعبو ديناميكا وصناعة إيقاع لعب. جود بيلينجهام مثال على لاعب الوسط الذي يسجل ويصنع ويتقدم ويتراجع ويضغط. كول بالمر يدخل ضمن قالب صناعة القرار في الثلث الأخير. بيدري يرمز لمدرسة التحكم والاستحواذ وتعديل رتم الهجمة. فيتينيا نموذج لاعب "الربط والانتقال" الذي يمنح الفريق توازنًا بين الدفاع والهجوم. هذه المجموعة تكشف أن كرة القدم الحديثة لا تعتمد على مركز واحد محدد الوظيفة، بل على لاعب يستطيع تنفيذ 3 أدوار في 90 دقيقة.
أما في الهجوم، فوجود عثمان ديمبيلي وكيليان مبابي ولامين يامال يعكس التحول الكامل في هوية المهاجمين. لم يعد النجم الهجومي يتم تقييمه فقط بعدد أهدافه، بل بقدرته على تفكيك دفاعات منظمة، ومهارته في خلق مساحة لنفسه ولغيره، وسرعته في الانتقال من وضع الاستحواذ إلى وضع الحسم وتنفيذ القرار.
مبابي ظل يمثل أعلى نسخة لهذا النموذج، بينما ديمبيلي يمثل نموذج مهاجم “التسبب في الاضطراب الدفاعي” أكثر من نموذج تهديفي مباشر. أما لامين جمال، فهو عنوان صريح للجيل القادم.. لاعب صغير السن، لكنه يجمع المهارة والرؤية والجرأة في قرارات إنهاء الهجمة بدون خوف، في زمن أصبح فيه اللاعب الشاب يدخل ساحة الكبار دون تلك الفجوة الزمنية القديمة التي كانت تفصل الأجيال.