ماذا تعرف عن جيل «زد».. مواليد الانترنت
كشف مركز المعلومات بمجلس الوزراء عن تقرير لهوية جيل «زد» وهم مواليد بين عامى «1997 و 2012» وهم يُعتبرون أول جيل نشأ منذ طفولته مع وجود الإنترنت والتكنولوجيا الحديثة فى تقرير بعنوان «جيل زد والاقتصاد المرن»، استعرض خلاله أبرز سمات جيل زد وسلوكياته الاقتصادية، وكيف ينظم هذا الجيل علاقته مع الاقتصاد، وأنماط إنفاقه واستهلاكه، وتأثيره على سوق العمل، فضلًا عن التحديات التى يواجهها.
أوضح التقرير أن، هذا الجيل يقع بين جيل الألفية وجيل ألفا، وقد تشكَّلت هوية «جيل زد» فى ظل العصر الرقمى، والقلق المتزايد بشأن التغيّر المناخى، والتقلُّبات فى الأوضاع المالية، ويُعرف أفراد هذا الجيل بأنهم «جيل الرقميين الأصليين»؛ إذ يُعتبرون أول جيل نشأ منذ طفولته مع وجود الإنترنت والتكنولوجيا الحديثة، وتتمثل سماتهم الرئيسة في: الواقعية فى نظرتهم للعمل، أذكياء ماليًّا ويميلون للتوفير والاستثمار.
لفت التقرير الانتباه إلى أن القوة الشرائية لهذا الجيل تُقدَّر بأكثر من 400 مليار دولار أمريكى عالميًّا، إذ يستخدمها أكثر من 44% من المشترين الرقميين فوق سن 14 سنة، وقد ازداد الإقبال عليها بنحو ستة أضعاف خلال خمس سنوات. كما يعتمدون على توصيات العائلة والأصدقاء لاكتشاف علامات تجارية جديدة فى المرتبة الأولى، وتأتى إعلانات «يوتيوب» فى المرتبة الثانية. وعلى عكس جيل الألفية، فهم يُفضِّلون التسوق داخل المتاجر، ويُظهرون اهتمامًا واضحًا بالتميُّز الفردي؛ إذ يفضِّل 48% منهم العلامات التجارية التى لا تُصنِّف منتجاتها حسب النوع الاجتماعى.
يُظهر هذا الجيل أيضًا استعدادًا واضحًا للدفع مقابل خدمات بث الموسيقى؛ إذ تشير بيانات عام 2025 إلى أن 67.6% منهم مشتركون فى هذه الخدمات، فى المقابل، لا يهتم سوى أقل من 16% بالصحف أو الاشتراكات فى المجلات أو الكتب الإلكترونية؛ ما يعكس تراجع جاذبية المحتوى التقليدى لديهم.
أما من حيث الحضور الرقمى، فـ 81% منهم يقضون ساعة واحدة على الأقل يوميًّا على منصات التواصل الاجتماعى، بينما يقضى أكثر من نصفهم ثلاث ساعات أو أكثر. وتشير البيانات إلى أن الفتيات أكثر استخدامًا لهذه المنصات مقارنة بالذكور. كما يُفضِّلون المحتوى القصير الذى لا يتعدى بضع دقائق، ووفقًا لاستطلاع رأى أجرته شركة «نيلسن» بالنيابة عن «أمريكان إكسبريس» بكندا، أكد 63% من جيل زد أنهم يفضلون الشراء من علامات تجارية تقدم منتجات عالية الجودة. كما يلعب التأثير الاجتماعى دورًا كبيرًا فى قراراتهم الشرائية؛ حيث أشار 45% إلى أنهم ينفقون أكثر إذا كان أصدقائهم يتسوقون من العلامة التجارية نفسها.
كما تشير الإحصاءات إلى أن وسائل التواصل الاجتماعى تؤثر على قرارات الشراء لدى 28% من الفئة العمرية بين 13 و17 عامًا، و39% من الفئة بين 18 و23 عامًا.
سلط التقرير الضوء على ما أشارت إليه دراسة حديثة لمنصة «مافلي» تعود لعام 2024 إلى أن المؤثرين وصنّاع المحتوى أصبح لهم تأثير كبير على قرارات الشراء، خاصة بين الأجيال الشابة. فقد أشار 28% من المستهلكين إلى أنهم اشتروا هدايا خلال العام الماضى بناءً على توصية من مؤثر، وترتفع هذه النسبة إلى 52% لدى جيل زد، و36% لدى جيل الألفية. كما أظهرت الدراسة أن 34% من المشاركين يثقون فى توصيات المؤثرين المحليين أو الصغار، وتصل هذه الثقة إلى 58% بين أفراد جيل زد. وقد شملت الدراسة أكثر من 1000 مستهلك أمريكى، وأظهرت أن أكثر من نصفهم (54%) يخططون للتسوق خلال موسم العطلات عبر الإنترنت والمتاجر معًا، بينما تميل الأجيال الأكبر سنًّا إلى الشراء عبر الإنترنت فقط. كما أفاد 56% من المشاركين أن جزءًا من مشترياتهم خلال العطلات كان لمنتجات شاهدوا ترويجها عبر مؤثرين.
كما سلط التقرير الضوء على تأثير جيل زد على مستقبل العمل، وبحسب استطلاع منصة (Edu Birdie)، الذى أُجرى فى فبراير 2024، فإن 26% من جيل زد يشعرون بقلق كبير إذا لم يجدوا وظيفة تلهمهم، و12% يعتبرون أن تحقيق تأثير إيجابى هو أهم ما يشغلهم، و15% يجدون فى غياب الفرص الهادفة تحديًا رئيسًا. كما أن 32% يخشون عدم تحقيق كامل إمكاناتهم، و9% يقلقون من عدم إحداث تأثير على العالم.
أوضح التقرير أن خوف جيل زد قد يكون ناتجًا عن الأخبار المقلقة بشأن التضخم والبطالة وتسريحات الموظفين؛ حيث يولون أهمية كبيرة لصحتهم المالية وأمنهم الوظيفى. ففى استطلاع منصة (Edu Birdie)، أقر 33% منهم أن التحدى الأبرز أمامهم هو التعامل مع الضغوطات المالية والديون، بينما أشار 21% إلى أن عدم اليقين حيال المستقبل وسوق العمل يشكل أصعب تحدٍ لهم.
هذا، ويُعَد المال أولوية قصوى لهذا الجيل؛ فوفقًا لمنصة (Edu Birdie)، فإن 55% من أفراد الجيل يضعون الاستقرار المالى فى مقدمة أولوياتهم، و31% يعتبرون جنى المزيد من المال أهم شيء، فى حين يخشى 22% عدم الوصول إلى الثروة، فى حين يرى 15% أن الأمان الوظيفى أهم من غيره، و55% قلقون من عدم بلوغ الاستقرار المالى مطلقًا.
أوضح التقرير أن أهمية المال بالنسبة لجيل زد كبيرة لدرجة أنهم مستعدون للتضحية بالعمل من المنزل (41%)، والهوايات (37%)، والحياة الاجتماعية (34%)، بل والعلاقات الشخصية (19%)، وحتى مهام مثيرة فى العمل (22%)، مقابل حصولهم على راتب أعلى.
أشار التقرير إلى هيمنة جيل زد قريبًا على القوى العاملة بعد تقاعد الأجيال الأكبر سنًّا، ولكن يواجه هذا الجيل تحديات غير مسبوقة فى مجتمعنا اليوم، بدءًا من الاضطرابات الاقتصادية وصولًا إلى التغير التكنولوجى السريع.