بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

الوفد يحشد فى الإسكندرية.. مؤتمر جماهيرى ضخم لدعم المستشار خالد عيد العزومى فى الدائرة الخامسة

بوابة الوفد الإلكترونية


مع اقتراب موعد التصويت فى الانتخابات البرلمانية 2025، تتسارع خطوات الأحزاب السياسية فى مختلف المحافظات لحجز مواقع مؤثرة داخل خريطة التمثيل النيابى، فى ظل مشهد انتخابى تتراجع فيه الولاءات الحزبية التقليدية لصالح الأداء الخدمى المباشر وصورة المرشح داخل الشارع.
فى هذا السياق، تحاول القوى المدنية التاريخية -وعلى رأسها حزب الوفد- استعادة حضورها البرلمانى من خلال الدفع بمرشحين يجمعون بين الخلفية المهنية والخبرة الميدانية، فى مواجهة صعود مرشحين مستقلين أو مدعومين بكتل مالية.
وتبرز الدائرة الخامسة غرب الإسكندرية -التى تضم الدخيلة والعامرية وبرج العرب- بوصفها واحدة من أكثر الدوائر تركيبًا وتعقيدًا على الخريطة الانتخابية، نظرًا لاتساعها الجغرافى وتنوّع تركيبتها الاجتماعية، ما يجعلها ساحة مفتوحة لتنافس شرس بين مرشحين حزبيين ومستقلين، فى ظل كتلة تصويتية غير محسومة حتى الآن.
وفى هذا المناخ، نظّم حزب الوفد مساء الأحد مؤتمرًا جماهيريًا واسعًا لدعم مرشحه المستشار خالد عيد العزومى، الذى يخوض السباق البرلمانى ممثلًا للحزب فى الدائرة الخامسة، رقم 17 رمز النخلة، وسط حضور لافت تخطى التوقعات، عكس حجم الرهان السياسى على هذه المعركة الانتخابية.
أقيم المؤتمر فى ساحة واسعة بمنطقة العامرية، حيث توافد الآلاف من أبناء الدائرة منذ ساعات ما قبل انطلاق الفعالية، بينهم شيوخ قبائل، وقيادات محلية، وممثلون عن المجتمع المدنى، وعمال مصانع برج العرب، إضافة إلى حضور شبابى واسع، فى مشهد أكد أن المنافسة الانتخابية فى غرب الإسكندرية لم تعد محسوبة بالرموز فحسب، بل بحجم الفعل والتواصل المباشر مع المواطن.
انتشرت أعلام ولافتات حزب الوفد فى محيط المكان، إلى جانب صور المرشح وشعاره الانتخابى، فيما تولّى فريق من الشباب المتطوعين تنظيم الدخول وتوجيه الحضور، فى مشهد يعكس وجود ماكينة انتخابية فاعلة. كما رصدت «الوفد» تفاعلًا كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعى قبل وخلال المؤتمر، حيث انتشرت صور الحشود مصحوبة بتعليقات تؤكد أن الوفد يعود بقوة إلى الدوائر الشعبية.


وخلال فعاليات المؤتمر ألقى المستشار خالد عيد العزومى كلمة أمام الحضور، أكد فيها التزامه بأن تكون أولوياته تحت قبة البرلمان متصلة مباشرة بمطالب أهالى الدائرة، مضيفًا: «أحمل أمانة ومسؤولية لا تمثل منصبًا بقدر ما تمثل عهدًا أمام الناس. لن أكون نائبًا معزولًا عن الشارع، ولن أكون صوتًا غائبًا أو صامتًا. مهمتى هى أن يكون صوت الدائرة حاضرًا وقويًا ومعبّرًا عن احتياجاتها وخدماتها وحقوقها».
وتناول العزومى الملفات الأساسية التى يتبناها، وعلى رأسها: تحسين البنية التحتية فى الدخيلة والعامرية، تطوير الخدمات الصحية والتعليمية، دعم الصناعات المحلية المرتبطة بمدينة برج العرب، فتح مسارات تشغيل للشباب، وتمكين المرأة من المشاركة السياسية والاقتصادية.
وقال العزومى إن برنامجه الانتخابى يرتكز فى محاوره على بناء الإنسان من خلال توفير «حياة كريمة» تشمل تطوير التعليم والصحة وتطوير البنية التحتية والخدمات العامة والأساسية والعمل بكل قوة من أجل توفير فرص عمل للشباب وتمثيل أهالى الدائرة تحت قبة البرلمان بما يلائم طموحاتهم وتطلعاتهم المستقبلية.
وتتسم الدائرة الخامسة بتركيبة انتخابية نادرة، فهى تجمع فى آن واحد: مناطق قبلية ذات امتداد عشائرى فى العامرية والقرى المحيطة بها، وتجمعات عمالية وصناعية فى مدينة برج العرب، وكتلة سكانية حضرية فى الدخيلة ذات نمط تصويت خدمى وشعبي،
ويجعل هذا التنوع الدائرة واحدة من أصعب الدوائر فى الإسكندرية على مستوى التوقعات، إذ لا يُحسم الفوز فيها بالحزب وحده ولا بالمال السياسى فقط، بل بقدرة المرشح على الوصول إلى شرائح متباينة فى مطالبها وقراءتها للمشهد العام. كما يُعد دخول حزب الوفد إلى هذه الدائرة عبر مرشح صاحب خلفية شعبية ميدانية محاولة لإعادة التوازن داخل منافسة يغلب عليها فى كثير من الأحيان النفوذ المحلى أو التصويت القبلى التقليدى.
وفى مشهد لافت، خصّص العزومى جزءًا من المؤتمر لفتح حوار مع الحضور، حيث رُفعت أسئلة مباشرة حول مشكلات الدائرة، وجاءت أبرزها كالتالي:
ماذا عن أزمة الطرق والبنية التحتية فى الدخيلة والعامرية؟
هذا ملف مزمن لا يحتمل وعودًا إعلامية. سأطالب بخطة تنفيذ واضحة بالتعاون مع لجنة الإدارة المحلية.
هل هناك رؤية لربط الشباب بسوق العمل فى برج العرب الصناعية؟
نعم، نعمل على إنشاء بروتوكول بين المصانع ومراكز التدريب لخلق مسار توظيف مباشر لأبناء الدائرة بدلًا من اعتماد الشركات على عمالة من خارج الإسكندرية.
لماذا التركيز على «بناء الإنسان» وليس فقط البنية التحتية؟
لأن الدولة لا تُبنى بالخرسانة وحدها. نستطيع أن نبنى مئة مبنى، لكن إذا أهملنا الإنسان سينهار كل شيء، التعليم والصحة هى الأساس.
هل تتعهد بطرح تشريعات تخص ذوى الإعاقة؟
نعم، وسأجمع بين التشريع والمتابعة الميدانية. لن أسمح أن يبقى الملف مجرد نص قانون بلا تنفيذ.
ما موقفك من قضايا المرأة فى الدائرة؟
أنا ابن بيئة تحترم المرأة، وسأدعم تمكينها فى المجالس المحلية والمشاريع الصغيرة والتعليم والرعاية الاجتماعية.
وفيما يتعلق بالبرنامج الانتخابى والذى يحمل شعار «بناء الإنسان أولًا»، أكد المستشار خالد عيد العزومى، أن البرنامج يرتكز على خمسة محاور رئيسية، تمثل -بحسب وصفه- «مداخل تحسين حياة الناس لا شعارات موسمية»:
أولا: التعليم، إعادة تأهيل المدارس الحكومية المتدهورة فى القرى والمناطق الطرفية، فتح فصول جديدة للتعليم الفنى والتدريب المهنى، ربط مخرجات التعليم بسوق العمل فى برج العرب الصناعية.
ثانيا: الصحة، رفع كفاءة وحدات الرعاية الأولية وتزويدها بأطقم طبية كافية، زيادة عدد سيارات الإسعاف داخل نطاق الدائرة، تنظيم قوافل طبية مجانية للكشف والعلاج بالتعاون مع المجتمع المدني.
ثالثا: الشباب والتمكين، إنشاء صندوق محلى لدعم مشروعات الشباب متناهية الصغر، توفير تدريب مهنى معتمد لحديثى التخرج، توسيع مراكز الأنشطة الرياضية والثقافية.
رابعا: المرأة والأسرة، دعم مشروعات المرأة المعيلة وتسهيل التمويل الصغير، فتح فصول محو الأمية فى المناطق الريفية، تعزيز برامج الحماية الاجتماعية والخدمات المجانية للأسر الأولى بالرعاية.
خامسا: الهوية والتنمية المحلية، الحفاظ على الطابع الاجتماعى والتراثى للعامرية والدخيلة، دعم السياحة الداخلية فى المناطق الساحلية غير المستغلة، إنشاء آلية رقابية شعبية لمتابعة الخدمات المحلية.
ورغم أن المشهد الانتخابى لا يُحسم بمؤتمر جماهيرى واحد مهما كان ضخمًا، فإن الحشد اللافت فى مؤتمر الوفد يضع المرشح فى موقع متقدّم داخل معادلة المنافسة، خصوصًا فى ضوء: رصيد حزب الوفد التاريخى وثقله المدنى، الصورة المهنية المشرفة للمرشح وتاريخه فى خدمة أهالى الدائرة إضافة إلى ما يتمتع به من سمعه طيبة.