بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

تفاصيل.. طفلة تلقى حتفها على يد والدها بعد تعذيب قاسٍ داخل منزل الأسرة

الأم المكلومة
الأم المكلومة

 في واقعة مأساوية تهزّ المشاعر وتفطر القلوب، شهدت قرية النخاس التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية جريمة بشعة راحت ضحيتها الطفلة «جيهان» صاحبة الـ 11ربيعًا بعدما تعرّضت لتعذيب قاسٍ على يد والدها، الذى أنهى حياتها انتقامًا من والدتها بسبب خلافات أسرية قديمة.

 تجلس الأم المكلومة «نها» أمام منزلها المتواضع بقرية البقلي التابعة لمركز الزقازيق، تحتضن صورة ابنتها والدموع لا تفارق وجهها، محاطة بنساء القرية اللاتي جئن لمواساتها، بصوت مبحوح وبقلب يعتصره الألم تقول: «مافيش أب يعمل كده فى ضناه.. حرمنى من بنتى الوحيدة، كانت حياتى كلها، وبعدها ما بقاش ليا حياة».

 وتروى الأم تفاصيل ما قبل المأساة، قائلة إنها تزوجت قبل 11 عامًا على أمل أن تجد الأمان والاستقرار، لكن الزوج كان قاسيًا سريع الغضب، يرفض فكرة الإنجاب لأنه متزوج من أخرى ولديه أبناء، وعندما علم بحملها بـ«جيهان» حاول إسقاط الجنين أكثر من مرة، واعتدى عليها بالضرب حتى وصل به الأمر إلى تقييدها داخل معلف مواشٍ تابع له، ما اضطرها إلى الهروب إلى بيت أسرتها.

 وتضيف الأم: «بعد ما خلفت بنتي جيهان بدأت أكافح لوحدى، كنت بشتغل باليومية فى الغيط علشان أكلها وأعلّمها، وهو ما كانش بيسأل عنها ولا بيصرف قرش، رفعت عليه قضية نفقة، وساعتها جنّ جنونه وقرر ينتقم منى».

 وتابعت: «حاول يرجعنى باسم الصلح ولمّ الشمل، وقال نبدأ صفحة جديدة عشان البنت، وافقت حرصًا على مستقبلها، لكنى ماكنتش أعرف إن النهاية هتكون مأساوية.

 أول ما رجعنا البيت، رجع العنف زى الأول، وكان بيضرب جيهان كل يوم، لحد ما البنت جتلي  وقالتلى إن جسمها كله وجعها من الضرب، ولما واجهته، جاب ولاعة سجائر وهدد إنه هيحرق أظافرها لو قالت حاجة لي ثاني».

 وتكمل الأم بصوت يملؤه القهر: «فضلت عنده أسبوعين ما شفتهاش، ولما رحت أطلب أشوفها، رفض، فحررت محضر فى مركز الشرطة، وبعد أيام جالى خبر إن بنتى فى المستشفى، كانت خلاص راحت، ماتت بعد تعذيب وحروق وخلع أظافر، حسبى الله ونعم الوكيل فيه».

 والبداية كانت بتلقي الأجهزة الأمنية بالشرقية إخطارًا من مركز شرطة الزقازيق يفيد بورود بلاغ بوفاة الطفلة «جيهان. ع» 11 عامًا داخل منزل والدها بقرية النخاس.

 على الفور؛ انتقلت الأجهزة الأمنية إلى محل الواقعة، وتبيّن من التحريات الأولية أن الأب تعدى عليها بالضرب المبرح بدعوى تأديبها حتى فارقت الحياة.

 تم نقل الجثة إلى المستشفى، والتحفظ عليها تحت تصرف النيابة العامة، التى أمرت بتشريحها لبيان سبب الوفاة والأداة المستخدمة فى التعذيب، كما أمرت النيابة بضبط الأب المتهم، الذى جرى إلقاء القبض عليه لاحقًا، وجارٍ التحقيق معه بتهمة القتل العمد وتعذيب طفلة قاصر حتى الموت.

 وطالبت والدة الطفلة بالقصاص العادل من المتهم، مؤكدًة أن «جيهان ماتت وهى مظلومة، ولا يمكن أن تهدأ قلوبنا إلا بعد إعدامه».

 القرية التى اعتادت الهدوء تحوّلت إلى ساحة حزن كبير، فيما لا يزال الأهالى يرددون بذهول: إزاى أب يقدر يعمل كده فى بنته؟