الروائي صالح الغازي و"الباص" في ضيافة المركز الثقافي المصري بالكويت
نظم المكتب الثقافي المصري بالكويت، ندوة أدبية لمناقشة رواية "الباص" للروائي المصري صالح الغازي.
الندوة التي أقيمت برعاية رعاية السفير المصري لدى الكويت محمد أبو الوفا، شارك فيها أستاذ المنطق وفلسفة العلوم بجامعة الكويت أ.د محمد السيد، والناقد والأديب د. أحمد الدوسري، بجانب الروائي صالح الغازي، وقد أدارت الندوة الكاتبة ورئيسة قسم التحرير بمجلة العربي وفاء شهاب.

قدم المشاركون بالندوة قراءة تحليلية في مضمون رواية "الباص" لصالح الغازي، وما تطرحه من قضايا إنسانية واجتماعية، كما ناقش المشاركون الأسلوب السردي والرموز التي استخدمها الكاتب في بناء عالمه الأدبي، وقد حضر الندوة جمع من الأدباء والمثقفين.
وبهذه المناسبة قالت المشرف على المكتب الثقافي المصري بالكويت د. أمينة أبو المكارم: "إننا في المكتب الثقافي المصري نؤمن بأن الثقافة هي المساحة الفكرية التي تساهم في بناء جسور التواصل بين الشعوب، لطالما كانت مصر عبر تاريخها الممتد منارة للفنون والثقافة لم يقتصر دورها على حدودها فقط بل امتد ليشمل العالم".

وقامت مقدمة الندوة وفاء شهاب، باستعراض سيرة صاحب الرواية وقالت: "أحاك الغازي مجموعة من المشاعر التي لا تُنسى، فقربت صورة المغترب وتفاصيل مشاعره إلى فكر القارئ والمتلقي. فكان لها خير ناقل بعين راصدة، والرواية أثارت بذلك موضوع مغّيب أو شبه مجهول لدى شريحة من القراء".

من جانبه قال الروائي صالح الغازي أن روايته "الباص" فيها الكثير من الواقعية فهي تحكي عن باص المواصلات في الكويت، وتدخل حياة المغتربين من مختلف الجنسيات وكيف أن المغترب يعيش في مكان بينما هو منشغل بموطنه الأصلي، وتبين ما يعيشونه من دراما الفقد والحنين والطموح والكبت والتعاطف والتجنب والمسالمة والعنف!"، مؤكدًا أن العمل يبرز التقارب الحضاري وتفهم الآخر في زمن تغلب فيه التكنولوجيا على العلاقات الشخصية، متمنيا أن يتم ترجمة الرواية وأن توزع بشكل أوسع.
وبدوره قال أ.د السيد أن رواية "الباص" لصالح الغازي واحدة من هذه الروايات التي تحمل بين سطورها أفكارًا إنسانية ووجودية وفلسفية جديرة بالتأمل، ولا يكتفي صالح الغازي بوصف أدق تفاصيل الحياة اليومية، بل هو يستخدم الحواس الخمس بصورة نادرًا ما تجدها في رواية أخرى"، وأوضح أن الفلسفة حاضرة بقوة في رواية "الباص" حيث نجدها في الأسئلة الاستنكارية، وفي المواقف الطريفة، وحتى في القلق الوجودي والعزلة الاختيارية التي يعيشها بطل الرواية.
أما د. أحمد الدوسري فقال إنه على حد علمه توجد في الأدب العربي بضعة أعمال روائية اتخذت من وسائل النقل العمومية مكانا وإطارات زمنيا لكن لأحداث محددة، لكن رواية الباص للكاتب الغازي اتخذت من الباص حياة يومية لشخوص تقريبا على هامش المجتمع والحياة، معلقا " الرواية فيها السرد المتقن والتقاط التفاصيل الصغيرة من مجتمع الغرباء". وختم كلمته " الرواية من روائع ما ظهر لنا في السنوات الأخيرة لأسباب كثيرة أهمها الحيادية الباردة بين مكونات حياة الغربة.. المكان والزمان.. شخصية البطل.. الشخصيات الهامشية في الرواية".