إيلون ماسك: سيارة تسلا الطائرة قد ترى النور قبل نهاية العام
في خطوة جديدة تثير ضجة في عالم التكنولوجيا والنقل، أعلن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك أنه يأمل في الكشف عن أول سيارة طائرة من إنتاج شركة تسلا قبل نهاية العام الجاري، مؤكدًا أن التجربة القادمة ستكون "عرضًا لا يُنسى" على حد وصفه.
جاء هذا التصريح المثير خلال مقابلة مع المذيع الأمريكي جو روجان في برنامجه الشهير، حين سأله عن الجيل الثاني من سيارة "تسلا رودستر" التي طال انتظارها، إلا أن ماسك فاجأ الجمهور عندما حوّل دفة الحديث إلى خطط تسلا لإنتاج سيارة يمكنها الطيران، في إشارة إلى نقلة نوعية محتملة في مستقبل صناعة السيارات الكهربائية.
سيارة "رودستر" كانت قد كُشف عنها لأول مرة عام 2017 وسط ضجة إعلامية ضخمة، ووعد ماسك حينها ببدء تسليمها عام 2020، لكن المشروع واجه سلسلة من التأجيلات. وعلى الرغم من مرور ثمانية أعوام على الإعلان عنها، لم تبدأ عملية الإنتاج بعد، ما جعلها من أكثر مشاريع تسلا غموضًا وإثارة للتساؤلات.
وفي خضم الجدل، غرّد سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، مؤخرًا كاشفًا أنه واجه صعوبات في استرداد مبلغ الإيداع الذي دفعه عام 2018 لحجز سيارة رودستر، والذي بلغ 50 ألف دولار. هذه التغريدة أثارت تساؤلات جديدة حول مستقبل المشروع ومصداقية الجداول الزمنية التي يعلنها ماسك عادة.
لكن ماسك، المعروف بتفاؤله المفرط وشغفه بالمستقبل، لم يتطرق في الحوار إلى تفاصيل تعثر رودستر، بل تحدث بحماس عن السيارة الطائرة التي وصفها بأنها ستعتمد على تكنولوجيا مذهلة للغاية، وأضاف ضاحكًا: "صديقي بيتر ثيل كان يعتقد أن المستقبل يجب أن يكون فيه سيارات طائرة، لكننا ما زلنا لا نملكها. أعتقد أنه إذا أراد بيتر واحدة، فعلينا أن نصنعها له".
ورغم رفضه الكشف عن تفاصيل دقيقة حول التصميم أو آلية العمل، أشار ماسك إلى أن السيارة قد لا تكون "سيارة" بالمعنى التقليدي، لكنها "تبدو كسيارة"، في تلميح غامض فتح الباب أمام تكهنات حول ما إذا كانت تسلا تطور مركبة هجينة تجمع بين السيارة والطائرة.
كما امتنع عن الرد على سؤال روغان حول ما إذا كانت السيارة ستعتمد على تقنية الإقلاع والهبوط العمودي (VTOL)، وهي التقنية المستخدمة في الطائرات المتطورة.
موقع Gizmodo الأمريكي أشار إلى أن فكرة السيارات الطائرة ليست جديدة على ماسك، إذ تحدّث عنها لأول مرة عام 2014، عندما عبّر عن رغبته في تطوير وسائل نقل تجمع بين سهولة السيارات وسرعة الطائرات. لكن التاريخ يُظهر أن مواعيده التفاؤلية نادرًا ما تتحقق في وقتها المحدد، سواء في مشاريع تسلا أو في صواريخ "سبيس إكس".
فعلى سبيل المثال، استغرق إطلاق صاروخ "فالكون هيفي" خمس سنوات أكثر من الموعد الذي أعلن عنه، كما أن سيارة "رودستر" نفسها تأخرت لسنوات دون أن تدخل خط الإنتاج. ومع ذلك، يرى مراقبون أن تصريحات ماسك الأخيرة قد تمهّد للكشف عن نموذج أولي أولي يُظهر ملامح السيارة الطائرة المستقبلية، على أن تخضع لاحقًا لتحسينات وتطويرات كبيرة قبل طرحها تجاريًا.
ورغم الغموض الذي يكتنف المشروع، يرى الخبراء أن خطوة تسلا نحو السيارات الطائرة – حتى وإن كانت في مراحلها التجريبية – قد تعيد تعريف مفهوم التنقل الشخصي في المستقبل، وتفتح الباب أمام جيل جديد من المركبات الذكية التي تجمع بين الاستدامة والتكنولوجيا المتقدمة.
فهل سيفي إيلون ماسك بوعده هذه المرة ويكشف عن سيارة تسلا الطائرة قبل نهاية العام؟ أم ستكون مجرد حلقة جديدة في سلسلة وعوده المثيرة التي تنتظر التحقق؟ العالم يترقب العرض "الذي لا يُنسى".