بحضور الملوك والزعماء
مصر تعزف لحن الخلود بحفل فرعونى مبهر
الملك فيليب: افتتاح المتحف المصرى الكبير يعيد القاهرة كقلب التاريخ الإنسانى
أبهرت مصر العالم ليلة افتتاح المتحف المصرى الكبير، حين تحولت الجيزة إلى مسرح كونى جمع بين التاريخ والفن والتكنولوجيا، فى عرض مهيب رآه الإعلام الدولى حدثا ثقاقيا استثنائيا يعيد رسم صورة الحضارة المصرية على خريطة العالم. ومن باريس إلى مدريد، ومن روما إلى واشنطن، توحدت الصحف العالمية فى الانبهار بما وصفته بـ«أروع لحظة ثقافية فى القرن الحادى والعشرين».
وفى السياق أعرب الملك فيليب السادس ملك إسبانيا عن فخر بلاده بالمشاركة فى إنشاء هذه الشهادة الملموسة على التاريخ العالمي، وفقًا لما ذكرته مجلة Gala الفرنسية، بينما سلطت وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتى الضوء على دور فرنسا فى إنشاء مكتبة المتحف، مؤكدة أن هذا الحدث يعكس أهمية مصر الثقافية ويضعها مرة أخرى فى مركز الاهتمام العالمي.
عبّرت الملكة رانيا العبدالله عن امتنانها لمصر عقب مشاركتها فى حفل افتتاح المتحف المصرى الكبير، مؤكدة أن الاحتفال كان مدهشًا بكل تفاصيله، وجسّد حاضر مصر وتاريخها العريق. وقالت فى منشور لها إنها تشعر بالامتنان للرئيس عبد الفتاح السيسى والسيدة انتصار السيسى على ترحيبهما الكريم بها وبابنتها سلمى خلال الحفل، الذى وصفته بأنه تجربة مبهرة تعكس روح مصر الدافئة وإرثها الخالد.
ووصفت وكالة «فرانس برس» الافتتاح بأنه فصل جديد فى الترويج للتراث الفرعونى والسياحة الوطنية، بعد عشرين عامًا من العمل الدءوب. وقالت إن الافتتاح تزين بعروض ليزر مذهلة وأوركسترا سيمفونية وراقصين بملابس مستوحاة من اللوحات الجدارية القديمة، فى مشهد فرعونى حى أذهل الحضور. وأضافت أن الرئيس عبد الفتاح السيسى أكد أمام ملوك ورؤساء العالم أن مصر «تكتب فصلًا جديدًا فى تاريخ الحاضر والمستقبل»، مشيرًا إلى أن المتحف «أكبر متحف فى العالم مخصص لحضارة واحدة» وشهادة حية على عبقرية المصريين.
فى الساحة الكبرى للمبنى الزجاجى والحجرى المطل على أهرامات الجيزة، رحبت طائرات مسيرة بالضيوف برسالة كتب عليها «فى أرض السلام»، تلتها عروض أوبرا وباليه وألعاب نارية أضاءت سماء القاهرة فى مشهد وُصف بالأبهى منذ افتتاح قناة السويس قبل قرن ونصف القرن. ووفقًا لوكالة الأناضول، تميز الحفل بجمعه بين الفن والتاريخ والحداثة، حيث ارتدى الفنانون أزياء فرعونية مزخرفة بالذهب والألوان فى موكب استعراضى عكس عمق التراث المصرى وثراءه الفني.
مجلة Point de Vue الفرنسية وصفت الحدث بأنه «مشهد استثنائى يجمع بين الفن والتاريخ والحداثة»، مشيرة إلى أن أهرامات الجيزة أضيئت بزرقة قاتمة فى الخلفية، بينما قدمت أوركسترا سيمفونية ومغنيو أوبرا عروضًا أمام شاشة عملاقة على شكل هرم مقلوب، قبل أن تختتم الليلة بعرض ألعاب نارية مهيب. وأكدت أن شركة Bisix البلجيكية نفذت البناء، بينما تولت شركة Dirty Monitor البلجيكية تصميم عروض الفيديو الضوئية.
الصحافة الإسبانية احتفت كذلك بمشاركة بلادها، حيث أعادت تصريح الملك فيليبى السادس إن «إسبانيا تفخر بأن تكون جزءًا من هذا العمل الذى يمثل شهادة على التاريخ الإنساني». كما أظهرت الصحف البلجيكية صورًا للملك فيليبى وزوجته ماتيلد خلال لقائهما بشيخ الأزهر، فى لفتة رمزية تربط بين الثقافة والدبلوماسية والسلام.
أما وكالة أسوشيتد برس فقد وصفت الحفل بأنه مزيج من الإبهار البصرى والتاريخ المقدس، مشيرة إلى أن الطائرات المسيرة رسمت فى السماء صور الآلهة المصرية القديمة مثل إيزيس وأوزوريس، بينما عزفت الأوركسترا موسيقى الأبواق ووقف ممثلون بأزياء فرعونية يقدمون عروضًا تحاكى الحياة فى مصر القديمة.
وتحدث تقرير مجلة The National عن حضور ملكى واسع ضم الأمير ألبرت من موناكو، والملكة مارى من الدنمارك، والملك فيليب من بلجيكا، والملك فيليب السادس من إسبانيا، والأميرة أكيكو من اليابان، إضافة إلى شخصيات من العائلات المالكة الأوروبية والعربية. وبرزت الفنانة المصرية شريهان فى مشهد استعراضى مبهر مرتدية فستانًا ذهبيًا من تصميم إيلى صعب، لتعيد بريق المسرح المصرى وسط تصفيق عالمي.
وأشارت وكالة بلومبرج إلى أن مصر «تكشف النقاب عن متحف بقيمة مليار دولار هدية للعالم»، فيما عنونت رويترز تقريرها بـ«مصر تفتتح متحفًا ضخمًا بعد عقدين من الانتظار»، مؤكدة أن المتحف المصرى الكبير ليس نسخة من اللوفر أو المتحف البريطاني، بل هو «رد مصر عليهما، فهو نتاج حضارة لا إمبراطورية».
وتناولت BBC المقتنيات المعروضة من كنوز توت عنخ آمون، بينما وصفت وكالة الأنباء النمساوية الحفل بأنه «احتفال بمعايير فرعونية» حضره رؤساء دول وحكومات من أكثر من سبعين دولة، مشيرة إلى مشاركة وزيرة الثقافة النمساوية التى وصفت المناسبة بأنها «يوم مهم للتاريخ والتعاون الدولي».
الصحف الإيطالية، وعلى رأسها وكالة أنسا، وصفت المشهد بأنه «مهيب واستثنائي»، حيث تحولت القاهرة إلى مسرح عالمى للضوء والموسيقى، وتوقعت أن يؤدى الافتتاح إلى «نهضة ثقافية جديدة» وارتفاع عدد الزوار إلى أكثر من خمسة ملايين سنويًا. وأضافت أن كلفة المشروع تجاوزت المليار دولار ويمتد على مساحة نصف مليون متر مربع، ليصبح «أكبر متحف فى العالم مخصص لحضارة واحدة».
وأكدت وكالة إيتالبريس أن الحفل تضمن العرض الأول لمقطوعة مستوحاة من حياة توت عنخ آمون للملحن الإيطالى ماسيو زيمبوني، مشيدة بالتعاون الثقافى بين روما والقاهرة الذى جعل الافتتاح احتفالًا بالفن الإنسانى كجسر بين الشرق والغرب.
وفى تغطيتها، كتبت قناة «1News» الأمريكية أن «الهوس الفرعونى يسيطر على افتتاح المتحف المصرى الكبير»، ووصفت المشروع بأنه «أضخم إنجاز ثقافى فى الشرق الأوسط» ومن أهم إنجازات الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ توليه الحكم. أما قناة سكاى فقد اعتبرت أن العالم بأسره بات ينظر إلى مصر كمنارة ثقافية جديدة، وأن هذا الافتتاح ليس لمصر وحدها بل «احتفال بالتراث الإنسانى بأسره».